وأضاف في تصريحات لـ "سبوتنيك"، أن تركيبة الشرق الأوسط، وتقاطع المصالح فيما بين الدول النافذة، وبروز قطب جديد ومهم يتمثل في روسيا والصين وإيران، كلها متغيرات حقيقية، ويجب أن تدركها واشنطن وتتعاطى معها، بل وتدفعها إلى التراجع عن كل هذه الخطوات الفاشلة التي تقوم بها في الشرق الأوسط.
ولفت إلى أن المصارف التي سيتم حجبها وفرض عقوبات عليها من قبل البنك الفيدرالي الأمريكي ليس لها تعاملات مباشرة مع السلطات الإيرانية، هي مصارف عراقية تتعامل مع استيراد العملة كما كل البنوك، بيد أن واشنطن تستخدم ورقة الدولار كوسيلة للضغط على حكومة السوداني في العراق.
ويرى القيادي في الإطار التنسيقي بأن الضغوط الأمريكية على العراق تهدف إلى الضغط على الجمهورية الإسلامية الإيرانية بشكل غير مباشر، حيث تستخدم واشنطن كل وسائل الضغط من أجل التأثير على المفاوضات الإيرانية الأمريكية المتعلقة بالملف النووي، وتعتقد بأن حكومة السوداني قريبة في ولائها وتوجهاتها من طهران، باعتبارها مشكّلة من قبل الإطار التنسيقي.
ترى واشنطن، بحسب الجنابي، بأن واحدة من وسائل الضغط على مباحثتها مع إيران تتمثل في إضعاف وإخضاع الحكومة العراقية والتلويح بالتأثير عليها وعلى مسيرتها، بيد أن هذه السياسة غير صحيحة ولا يمكنها النجاح، لافتًا إلى ضرورة أن تتبنى الولايات المتحدة الأمريكية علاقات متوازنة مع العراق تدعم حكومته، باعتبار أن العراق يمثل مركزًا مهمًا في الشرق الأوسط، لا سيما في ظل أزمة الطاقة والغذاء التي يعيش فيها العالم الآن.
وعن إمكانية نجاح هذه الضغوط في تخريب العلاقات العراقية الإيرانية، لم يجد النائب العراقي السابق في السياسة الأمريكية أي منفعة يمكن تحقيقها لواشنطن، مؤكدًا أن العلاقات ما بين بغداد وطهران ليست مرتكزة على الجانب الاقتصادي فقط، فهناك 1300 كيلومتر من الحدود ما بين العراق وإيران، ولا يمكن التنازل عن هذه المساحة الكبيرة تحت أي ضغوط.
وأشار إلى أن هناك أيضا قضايا عقائدية دينية مشتركة بين المسلمين في طهران وبغداد، وعتبات مقدسة يزورها الملايين من العراقيين والإيرانيين سنويًا، وعلاقات اقتصادية وتاريخية قوية، وكذلك عشائرية، فأغلب عشائر العراق العربية موزعة ما بين المناطق الجنوبية في إيران، والمناطق الجنوبية في العراق، وهي عشائر مشتركة ما بين الدولتين، وكلها عوامل تثبت الأواصر القوية بين الدولتين، ولا يمكن التأثير على هذه العلاقة بإجراءات مكشوفة وواضحة من قبل أمريكا.