ووفقا لمنظمة الصحة العالمية (منظمة الصحة العالمية)، يعاني 25% من سكان العالم من اضطرابات عقلية، علاوة على ذلك، فإن الاضطرابات النفسية هي ثالث أكثر الأمراض شيوعا بعد السرطان وأمراض القلب والأوعية الدموية، بحسب ما نشر موقع new-science.
وتجدر الإشارة إلى أن مصطلح المرض العقلي أو المرض النفسي، المعروف أيضًا باسم اضطراب الصحة العقلية أو الاضطراب النفسي، يشير إلى مجموعة واسعة من مشاكل الصحة العقلية.
وتشمل أشكال الاضطراب، الاكتئاب واضطرابات القلق والفصام واضطرابات الأكل والسلوكيات المسببة للإدمان.
ووجد فريق من الباحثين الأمريكيين شبكة مشتركة من مناطق في الدماغ تسبب الأمراض العقلية، بالإضافة لوجود تداخل في الأعراض والمعايير بين العديد من الأمراض النفسية، مما يشير إلى أصل مسبب مشترك.
وأجرى فريق علماء في مستشفى "بريغهام ومستشفى النساء" الأمريكية دراسة على 4 فئات من البشر للحصول على بيانات نفسية وعصبية، ليحددوا شبكة من مناطق الدماغ تكمن وراء المرض العقلي، لتنشر الدراسة في مجلة "Nature Human Behavior".
6 اضطرابات عقلية لها أصل دماغي مشترك
درس الباحثون 6 اضطرابات نفسية وهي: الاكتئاب، القلق، الفصام، الاضطراب ثنائي القطب، تعاطي المخدرات، الوسواس القهري (OCD).
ولتحديد القواسم المشتركة، قاموا بتحليل البيانات الهيكلية للدماغ لأكثر من 15000 فرد سليم، بالإضافة إلى المرضى الذين تم تشخيصهم بأي من الاضطرابات العقلية المذكورة. ووجدوا انخفاضًا في المادة الرمادية في التلفيف الحزامي الأمامي، وهي منطقة مرتبطة بالعواطف، وفي المنطقة المرتبطة بالوعي الذاتي.
ترتبط هاتان المنطقتان من الدماغ بشكل شائع بالأمراض العقلية. ومع ذلك، أظهرت ثلث الدراسات فقط انخفاضا في حجم المادة الرمادية في هذه المناطق. بالإضافة إلى ذلك، أظهرت أمراض التنكس العصبي أيضًا انخفاضا في حجم المادة الرمادية في هذه المناطق نفسها.
ولتحسين ملاحظاتهم بين الأمراض النفسية والأمراض التنكسية العصبية، قاموا بمقارنتها بخريطة موجودة لوصلات الدماغ البشري، ثم وجدوا بعد ذلك خاصية الشبكة المتمثلة في تقليل حجم المادة الرمادية، وهو أمر شائع في جميع تشخيصات الأمراض العقلية. وأطلقوا على هذه الشبكة اسم "عبر التشخيص".
بعد ذلك فحص القائمون على الدراسة السجلات الطبية لـ 194 من قدامى المحاربين في حرب فيتنام الذين أصيبوا بإصابات جسدية في الدماغ لاختبار وتحديد ما إذا كانت مشاكل الصحة العقلية مرتبطة بالفعل بهذه المناطق المحددة من الدماغ.
بناءً على الآفات المرصودة ، قاموا ببناء شبكة جديدة، والتي، بشكل مفاجئ، تبين أنها مشابهة جدًا للشبكة الأولى المستندة لضمور المادة الرمادية، على الرغم من أنها مشتقة من مجموعة بيانات مختلفة تمامًا.
وأظهرت الدراسة التي أجراها العلماء أن القشرة الجدارية الخلفية هي العقدة في شبكة الدماغ التي من المرجح أن تسبب مرضًا نفسيًا. وأثبتوا رسميًا هذه الحقيقة باستخدام بيانات من الاستئصال الجراحي العصبي للمرضى الذين يعانون من أمراض عقلية حادة وغير قابلة للشفاء.
ففي الأشخاص الذين لا يعانون من مشاكل الصحة العقلية، تقوم المناطق الخلفية من الدماغ بقمع المناطق الأمامية، وفي الأشخاص الذين يعانون من إصابات في المناطق الخلفية، تصبح المناطق الأمامية مفرطة النشاط، مما قد يؤدي إلى مرض عقلي وانكماش الأنسجة - ضمور المادة الرمادية .
ومن خلال تحديد شبكة التشخيص الخاصة بالأمراض النفسية، يقترح الفريق وسيلة جديدة لمتابعة البحث والتحليل لمجموعات بيانات التصوير بالرنين المغناطيسي الحالية لتحديد ما إذا كانت أنماط التنشيط العصبي تتبع نفس النمط.