بعد إعداد تقرير غروندبرغ من صنعاء… ماذا يقدم مجلس الأمن الدولي بشأن الحرب في اليمن؟

عقد مجلس الأمن الدولي أولى جلساته في 2023، اليوم الاثنين، حول الأوضاع في اليمن ومساعي تجديد الهدنة وإحلال السلام، بينما قدم المبعوث الأممي هانس غروندبرغ تقريره عبر دائرة تلفزيونية من صنعاء التي وصلها في وقت سابق من اليوم.
Sputnik
وأكد المبعوث الأممي أنه لا يمكن معالجة العديد من القضايا المطروحة على الطاولة بشكل فعال في الوقت الحالي، خاصة القضايا المتعلقة بمسائل السيادة، مشيرا إلى أنها تحتاج إلى حوار شامل.
ولفت إلى أن اليمن يحتاج إلى اتفاق يتضمن رؤية مشتركة للمضي قدما من أجل تجنب العودة إلى النزاع الشامل، وحث كل الأطراف على الاستفادة القصوى من مساحة الحوار بفضل عدم اتساع نطاق الحرب.
"أنصار الله": الحصار المفروض على الشعب اليمني جريمة حرب ضد الإنسانية
يرى مراقبون أن جلسة اليوم لم تقدم جديدا فيما يتعلق بالوضع في اليمن، باستثناء إحاطة المبعوث الأممي، التي يجريها للمرة الأولى من صنعاء، معتبرين أن هذه الإحاطة تبعث رسالة طمأنينة وتساعد على التوافق بشأن ما تم خلال الأيام الماضية من تفاهمات بين "أنصار الله" والتحالف بقيادة السعودية، وهي إشارة إلى ما قد تسفر عنه الأيام القادمة من إعلان عن خطوات للسير في طريق التسوية.
وتعليقا على جلسة اليوم يقول عبد العزيز قاسم، القيادي في الحراك الجنوبي: "عقد مجلس الأمن الدولي جلسات عدة بشأن اليمن، لكنها قرارات عادة ما تكون في سياق متكرر، لكن الجديد هذه المرة هو أن جميع الأطراف بما فيها دول التحالف، قد وصلت إلى قناعة بعدم جدوى الخيار العسكري.

الوساطة العمانية

وأضاف في حديثه لـ"سبوتنيك": "الوساطة العمانية تم تحييدها من أجل التدخل في الوقت الحالي، ولم تنخرط في الحرب حتى تكون خط محايد، وهو الأمر الذي يحدث الآن، فما تقوم به مسقط هو العودة إلى طاولة الحوار ووضع جدول زمني وتحديد السقف بشأن الأولويات ومنها إطلاق الرواتب وكذلك الجوانب الإنسانية والسجناء والسماح بحركة التنقل، وكذلك الاتفاق على خطوط مبدئية لتشكيل حكومة، لكنها جميعا تواجه تهديدات بعدم اكتمالها في أي لحظة".
وزير الخارجية اليمني يحذر من "خطورة الدور الذي تقوم به إيران لإطالة الحرب في اليمن"
وأشار قاسم إلى أن مصطلح وقف الحرب الذي يجري الحديث عنه في الأوساط الدولية، أصبح اليوم مصطلح فضفاض بحمل عدة تفسيرات، منها وقف الاعتداءات على المملكة العربية السعودية، وكذلك عدم عرقلة خطوط الملاحة الدولية وتصدير الغاز، خاصة في محافظة شبوة وحضرموت.
وأوضح القيادي الجنوبي أن الغرب والولايات المتحدة الأمريكية يسعون في تلك الأيام لتأمين مصالحهم نظرا للظروف الدولية والأزمة مع روسيا الاتحادية، مضيفا: "هذه التفاهمات الجوهرية هى التي قد تدفع مجلس الأمن للضغط من أجل فرض النقاط السابق ذكرها في الحوار الجاري".

أجندة متكررة

في المقابل، يقول المحلل السياسي اليمني، أكرم الحاج، إن "مجلس الأمن لن يذهب بعيدا عما اتخذه من قرارات سابقة، مشيرا إلى أن مخرجات اجتماع مجلس الأمن اليوم هي نفس الأجندة والعقلية السائدة في المنظمة الدولية، التي تدير مجلس الأمن".
وأضاف في حديثه لـ"سبوتنيك": "في اعتقادي أن تقارب صنعاء والرياض، يعطي مؤشر أن هناك تحركا أمريكيا واضحا داعم لمباحثات أو مشاورات السلام، لأن 8 سنوات من عمر الحرب وتهديدات من الأمم المتحدة ومجلس الأمن لم تغير شيئا".
الوساطة العمانية تقرب وجهات النظر بين "أنصار الله" اليمنية والتحالف العربي
وأشار الحاج إلى أن الوضع الراهن يسير بخطى حثيثة للتوافق مع "أنصار الله" في صنعاء، لذا لا أتوقع أي جديد من مجلس الأمن، وكل ما يجري على الساحة اليوم هو نوع من التوافق بين صنعاء والمملكة العربية السعودية من أجل التوصل إلى اتفاق سلام ينهي تلك الحرب، وتمثل ذلك في زيارة الوفود السعودية إلى سلطنة عمان، خاصة أن هناك مؤشرات إيجابية حول تفاهمات بين صنعاء والرياض.
ووصل المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ، اليوم الإثنين، إلى العاصمة صنعاء، قادما من الأردن، للتباحث مع قيادة جماعة (أنصار الله) حول تطورات أزمة اليمن.
وهذه أول زيارة يقوم بها المبعوث الأممي إلى اليمن، منذ مطلع العام الجاري 2023، ومن المقرر أن يعقد غرونبرغ مباحثات مع قيادة "الحوثيين" حول سبل تجديد الهدنة في البلاد، والدفع بمسار الحل السياسي للأزمة.
وذكرت وسائل إعلام يمنية في صنعاء أن المبعوث الأممي هانس غرونبرغ التقى مهدي المشاط، رئيس المجلس السياسي الأعلى اليوم، والفريق المرافق له.
وقال المشاط: "إننا في الجمهورية اليمنية نحرص على تخفيف معاناة الشعب اليمني الإنسانية التي صنعها العدوان، وتحقيق مطالب الشعب بالسلام العادل والمشرف".
وتأتي زيارة المبعوث الأممي بالتزامن مع عقد مجلس الأمن الدولي جلسة في مجلس الأمن الدولي، حول تطورات أزمة اليمن عسكريا وإنسانيا.
"أنصار الله" تصدر توضيحا بشأن أسباب تأجيل زيارة غروندبرغ
حيث قدم غرونبرغ، من صنعاء عبر دائرة تلفزيونية، إحاطة إلى مجلس الأمن الدولي تتناول مستجدات أزمة اليمن وسبل مواجهة الأزمة.
وتأتي زيارة المبعوث الأممي بعد أن انتهت في بداية أكتوبر/ تشرين الأول 2022 الهدنة بين الحكومة اليمنية المعترف بها دوليا و"أنصار الله" والتي استمرت ستة أشهر، وسط اتهامات متبادلة بين الطرفين بشأن عرقلة تمديدها.
وبسبب تعثر تمديد الهدنة حتى اليوم، عاد التصعيد العسكري مجددا بين القوات الحكومية و"أنصار الله"، وسط مساع دولية وأممية متكررة لوقف إطلاق النار في اليمن التي تشهد حربا منذ نحو ثماني سنوات خلفت واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية والاقتصادية بالعالم.
المشاط يصف الهدنة مع التحالف العربي بـ"الهشة" ويعلن جاهزية "أنصار الله" للحرب
وتسيطر جماعة أنصار الله منذ سبتمبر/ أيلول 2014، على غالبية المحافظات بوسط وشمالي اليمن، بينها العاصمة صنعاء، فيما أطلق تحالف عربي بقيادة السعودية، في 26 مارس/ أذار 2015، عمليات عسكرية دعما للجيش اليمني لاستعادة تلك المناطق من قبضة الجماعة.
وأودت الحرب الدائرة في اليمن، حتى أواخر 2021، بحياة 377 ألف شخص، كما ألحقت بالاقتصاد اليمني خسائر تراكمية تقدر بـ 126 مليار دولار، في حين بات 80 في المائة من الشعب اليمني بحاجة إلى مساعدات إنسانية، بحسب الأمم المتحدة.
8 سنوات من الحرب في اليمن
مناقشة