حول التطورات في المشهد الجنوبي بشكل خاص والأزمة اليمنية بشكل عام، ومسار التسوية والحرب في أبين والعمليات الإرهابية من تنظيم القاعدة ضد الانتقالي والقوات الجنوبية أجرت وكالة "سبوتنيك" المقابلة التالية مع القيادي الجنوبي في السطور التالية.
بداية إلى أين وصل الحوار الجنوبي-الجنوبي الذي دعا له المجلس الانتقالي منذ أشهر؟
الحوار بين الجنوبيين والذي يقوده فريق الحوار الوطني أجرى العديد من اللقاءات والمناقشات مع القوى الجنوبية والشخصيات السياسية والأحزاب ومكونات الحراك الجنوبي، والمكونات المجتمعية والمدنية من شخصيات وجمعيات ومنظمات، وجميع تلك المكونات اتفقت على مسودة ميثاق شرف وطني بعد أن أخذت لجنة الحوار موافقات غالبية القوى السياسية والمدنية، كما يجري عرض الميثاق على كل الأطراف التي لديها انتقادات على ما جاء فيه حتى يتم المصادقة عليه، حيث سيتم عرض المسودة خلال الفترة القادمة بعد استكمالها، وبعد ذلك سيكون هناك اتفاق على عقد مؤتمر وطني جامع ويتم التحرك وفق ما تم التوقيع عليه من جانب المكونات الجنوبية.
ما هي نقاط الخلاف بين القوى الجنوبية وأسباب تأخر التوافق حتى الآن؟
عندما أطلق المجلس الانتقالي مبادرة الحوار الجنوبي-الجنوبي، كانت هناك بعض المفاهيم المغلوطة لدى بعض المكونات، بأن الانتقالي يفرض عليهم مسودة توافق، لكن عندما بدأ فريق الحوار بلقاء الكثير من المكونات والقيادات السياسية الجنوبية تبددت المخاوف، واتضح لديهم أن المجلس ليس لديه مسودة مسبقة، بل إن المسودة سوف يقوم الجميع بإعدادها والموافقة عليها، واليوم لم يعد هناك خلاف مع الكثير من المكونات، ومع هذا قد يوجد مكون أو شخصية سياسية لها وجهة نظر مغايرة عما توافق عليه الجميع، هذا الأمر طبيعي في أي حياة سياسية، حيث أن غالبية القوى ممثلة في مشروع إعداد مسودة الحوار الوطني الجنوبي.
المكونات التي توجه انتقادات... هل هي رافضة للحوار أم تسعى للتعديل في مشروع المسودة؟
ليس هناك قوى ترفض الحوار إلى الآن، لأن من يرفض الحوار توضع عليه العديد من علامات الاستفهام، لأن الجميع يتفق على الأهداف الجنوبية المعلنة منذ التسعينات، ربما هناك على أسماء بعينها أو بعض النقاط، هذا الأمر لدى قلة قليلة من الجنوبيين، ومما لا شك ولا لبس فيه أنه ليس هناك أي خلاف على المشروع الوطني.
الحوار الوطني الجنوبي... هل سيكون تحت مظلة الانتقالي أم تحت مظلة جنوبية ربما أكثر اتساعا؟
ليس بالضرورة أن يكون الحوار تحت مظلة الانتقالي وإن كان هذا ما نطمح إليه، لأن هذا الأمر تحدده القوى المشاركة في إعداد مشروع الميثاق الوطني بما فيها المجلس الانتقالي، وفي الحقيقة أن المجلس الانتقالي هو المكون الأشمل والأكبر والذي يمتلك الإمكانيات والكوادر، علاوة على أنه يحظى بشبه اعتراف رسمي من جانب الكثير الهيئات والمنظمات سواء الإقليمية أو المحلية أو في الإطار الدولي.
ما موقف المحافظات الجنوبية التي تقع خارج سيطرة المجلس الانتقالي؟
الحوار الوطني يشمل كل المحافظات الجنوبية الثمان، فإن خرجت بعض القوى والأحزاب عن هذا التوافق بعد انطلاق الحوار الوطني، مثل حزب التجمع اليمني للإصلاح على سبيل المثال كما حدث في حضرموت، عندما فشل ولم يجد له أي قبول حاول تمزيق النسيج الجنوبي وهذا الأمر معروف، نحن في النهاية كجنوبيين نحترم آراء حضرموت إن أجمعوا على شيء، لكن الواضح أن هناك شبه إجماع لدى أبناء حضرموت على تحرير الجنوب، ودليل ذلك كان واضحا في المليونيات التي خرجت في مدينة "سيئون" بحضرموت.
تحدثتم خلال الأسابيع الماضية عن معركة قادمة لإخراج الفرقة الأولى من حضرموت... هل لا تزال تلك الدعوات سارية؟
ما يدور في حضرموت يقوم به أبناء حضرموت أنفسهم، حيث يرون أن الفرقة العسكرية الأولى التي تقع في وادي وصحراء حضرموت والساحل، في تلك المناطق يتم تنفيذ العديد من العمليات الإرهابية بوجودها، هذه المنطقة تسيطر عليها قوات عسكرية شمالية منذ العام 1994 وحتى الآن، ورغم تبعيتها للمجلس الرئاسي في اليمن إلا أنها رفضت القرارات التي أصدرها خلال الفترة الأخيرة رئيس المجلس رشاد العليمي، حيث أن الفرقة تتلقى الآن أوامرها من حزب التجمع اليمني للإصلاح ونائب الرئيس السابق هادي، علي محسن الأحمر، هذا الأمر يخص أبناء حضرموت وهم من يحاولون إخراج تلك (الميليشيات) من الإقليم طالما لم تعد تخضع لأوامر المجلس الرئاسي، وصارت عبء كبير عليهم وتحتل منابع النفط وتقوم بتهريبه، وغالبية عناصر تلك الفرقة من الشمال ينتمون لتنظيم القاعدة.
ما موقفكم من الأحاديث التي تدور حول حل الدولتين في اليمن؟
نحن نسمع مثل هذه الأحاديث، لكن لم نتلق أي مبادرة رسمية من جهة إقليمية أو دولية تتعلق بهذا الأمر، مشروعنا الجنوبي واضح ويتلخص في استعادة الدولة الجنوبية المستقلة كما كانت، ولسنا معنيين بالفدرالية أو الكونفدرالية أو غيرها، وهذا ما نسعى إليه منذ احتلال الجنوب في العام 1994 من قبل قوات الشمال في ذلك الوقت وعلى رأسها حزب الإصلاح، مشيرًا إلى أن الجنوب لا يمكن أن يدخل في أي تفاهمات مع الشمال إلا في إطار فريق واحد مع الشرعية في ظل إطار معين لقضية شعب الجنوب.
هل هناك خلافات بينكم وبين الشرعية اليمنية؟
نحن متمسكين باتفاق الرياض الذي منحنا حق تمثيل الجنوب والمشاركة النصفية في الحكومة، كذلك نحن متمسكين بالبيان الختامي لمشاورات الرياض التي حددت بشكل صريح وضع إطار لقضية شعب الجنوب، التي تمت برعاية مجلس التعاون الخليجي ودول التحالف العربي.
برأيك ماذا وراء استهداف قوات الانتقالي في أبين؟
عندما كانت الحرب في مدينة (شقرة) بمحافظة أبين، بين ميليشيات حزب الإصلاح والمقاومة الجنوبية، كانت عناصر الإرهاب تتجول في أبين بكل حرية وكانت تشترك في الحرب ضد قوات المجلس الانتقالي، هذه حقيقة يعلمها الجميع، وتلك المليشيات كانت برعاية علي محسن الأحمر والقيادات الشمالية التي اشتركت في حرب شقرة، عندما تمت التسوية في شقرة والوصول إلى تفاهمات بدخول قوات الانتقالي إلى كل مديريات أبين بشكل عام، هنا اشتد الخناق على تلك الكيانات الإرهابية ولجأت إلى أدواتها المعروفة من اغتيالات وتفجيرات ضد قوات المقاومة الجنوبية، والدليل على ضلوع تنظيم القاعدة فيما يحدث بأبين ما قاله زعيم التنظيم في جزيرة العرب (خالد باطرفي)، إنهم تعرضوا لفشل وهزيمة من قبل القوات الجنوبية، لكنهم سوف يواصلون حربها على الإمارات والسعودية وقوات الانتقالي، لذا نتمنى من الجميع أن يضع هذا الأمر في حساباته، لأن هذا الأمر يستهدف الجميع.