وذكرت وكالة "أسوشيتد برس"، في تقرير لها، أنه "يبدو أن جميع الأطراف تبحث عن حل بعد ثماني سنوات من الحرب التي أودت بحياة أكثر من 150 ألف شخص، ومزقت أوصال اليمن ودفعت أفقر دولة في العالم العربي إلى الانهيار، وباتت على شفا المجاعة في واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم".
وأشارت الوكالة، إلى أن "السعودية استأنفت المحادثات غير المباشرة مع أنصار الله في سبتمبر/ أيلول الماضي، عندما اتضح أن الهدنة التي توسطت فيها الأمم المتحدة لن يتم تجديدها، وتقوم عمان بدور الوساطة بين الجانبين".
"أنصار الله": وفد سلطنة عمان سينقل لنا المقترحات التي حملتها المباحثات مع السعوديين والأطراف الدولية
21 ديسمبر 2022, 13:25 GMT
وأفادت بأن "هذه المحادثات تأتي وسط أطول فترة توقف للقتال في اليمن أكثر من تسعة أشهر"، مشيرة إلى أنه "لا وجود لوقف رسمي لإطلاق النار منذ انتهاء الهدنة التي توسطت فيها الأمم المتحدة في أكتوبر/ تشرين الأول الماضي".
ونقلت "أسوشيتد برس" عن مسؤول في الأمم المتحدة، قوله "إنها فرصة لإنهاء الحرب، إذا تفاوضوا بحسن نية وضمت المحادثات أطرافا يمنية أخرى".
وذكر دبلوماسي سعودي للوكالة، أن بلاده "طلبت من الصين وروسيا الضغط على إيران وأنصار الله لتجنب التصعيد"، مضيفا أن "إيران التي أطلعت أنصار الله والعمانيين بانتظام على المحادثات، أيدت حتى الآن الهدنة غير المعلنة".
في هذا السياق، قال مسؤول حوثي مشارك في المحادثات للوكالة، إن "السعوديين وعدوا بسداد جميع الرواتب"، لكن الدبلوماسي السعودي صرح بأن "سداد رواتب العسكريين مشروط بقبول الحوثيين لضمانات أمنية، من بينها إنشاء منطقة عازلة مع المناطق الخاضعة لجماعة الحوثي على طول الحدود اليمنية السعودية".
وذكر أنه "يجب على أنصار الله أيضا رفع حصارهم عن تعز، ثالث أكبر مدينة يمنية"، مؤكدا أن "الرياض تريد أيضا من الحوثيين الالتزام بالانضمام إلى المحادثات الرسمية مع الأطراف اليمنية الأخرى".
وقال المسؤول الحوثي إن "جماعته لم تقبل أجزاء من الاقتراح السعودي، خاصة ما يتعلق منها بالضمانات الأمنية، وترفض استئناف تصدير النفط من المناطق التي تسيطر عليها الحكومة قبل سداد الرواتب".
وذكر أن "أنصار الله اقترحوا توزيع عائدات النفط وفق ميزانية ما قبل الحرب"، فيما قال الدبلوماسي السعودي، إن "الجانبين يعملان مع المسؤولين العمانيين لتعديل الاقتراح ليكون مرضيا لجميع الأطراف، ومن بينها الأطراف اليمنية الأخرى".
ومطلع أكتوبر الماضي، أعلنت "أنصار الله"، وصول مفاوضات تمديد الهدنة إلى طريق مسدود، في ظل اشتراط الجماعة دفع الحكومة رواتب الموظفين العموميين من عائدات النفط والغاز المنتج من المحافظات التي تسيطر عليها القوات الحكومية.
وتسيطر "أنصار الله" منذ سبتمبر/ أيلول 2014، على غالبية المحافظات وسط وشمال اليمن، بينها العاصمة صنعاء، فيما أطلق تحالف عربي بقيادة السعودية، في 26 مارس/ آذار 2015، عمليات عسكرية دعماً للجيش اليمني لاستعادة تلك المناطق من قبضة الجماعة.
وأودت الحرب الدائرة في اليمن، حتى أواخر 2021، بحياة 377 ألف شخص، كما ألحقت بالاقتصاد اليمني خسائر تراكمية تقدر بـ 126 مليار دولار، في حين بات 80 % من الشعب اليمني بحاجة إلى مساعدات إنسانية، حسب الأمم المتحدة.