وأظهر البحث المنشور في مجلة "نيتشر بيوتكنولوجي" العلمية، والذي أُجري على الفئران، أنه يمكن استخدام البكتيريا المعاد تصميمها، لاستهداف العدوى المقاومة للأدوية، وجعلها عرضة للمضادات الحيوية التي قد تكون غير فعالة لولا ذلك الإنجاز العلمي، وفقا لصحيفة "ذا غارديان" البريطانية.
وتم تصميم أحدث علاج لاستهداف التهابات الرئة المستعصية، مثل بكتيريا "الزائفة الزنجارية" (Pseudomonas aeruginosa).
واستخدمت الدراسة الأخيرة نسخة معدلة وراثيا من بكتيريا "Mycoplasma pneumoniae"، مما أدى إلى إزالة قدرتها على التسبب في مرض تنفسي خفيف، وإعادة استخدامها لإنتاج السموم المصممة لقتل أو منع نمو بكتيريا "Pseudomonas aeruginosa".
ويعتقد الفريق العلمي المعد للدراسة، أن العلاج بالبكتيريا المعدلة وراثيا، من الممكن تعبئته في البخاخات، مما يسمح للمرضى باستنشاق البكتيريا في صورة رذاذ.
من ناحيتها، وصفت الدكتورة ماريا لوش، التي قادت الدراسة في جامعة كاتالونيا الدولية، البكتيريا المعدلة وراثيا بأنها مثل "كبش ساحق يحاصر البكتيريا المقاومة للمضادات الحيوية".
وأكدت أن "البكتيريا المعدلة وراثيا تقوم بثقب ثقوب في جدران الخلايا، مما يوفر نقاط دخول مهمة للمضادات الحيوية لغزو وإزالة العدوى من مصدرها".
وتعتقد لوش أن وسيلة عمل تلك البكتيريا هو بمثابة "استراتيجية جديدة واعدة لمعالجة السبب الرئيسي للوفيات داخل المستشفيات".
واكتشفت الدراسة العلمية أن العلاج القائم على البكتيريا المعدلة وراثيا، ضاعف من معدل بقاء الفئران على قيد الحياة، مقارنةً بعدم استخدام أي علاج، كما لم يُظهر إعطاء جرعة واحدة عالية من العلاج أي علامات تسمم في الرئتين، وأنه بمجرد الانتهاء من العلاج، قام الجهاز المناعي بإزالة البكتيريا المعدلة في خلال 4 أيام فقط.
وتشكل العدوى المقاومة لمضادات الميكروبات تهديدا متزايدا، إذ تتسبب بشكل مباشر في وفاة ما لا يقل عن 1.27 مليون شخص سنويا، وفقا للأرقام الصادرة خلال الشهر الجاري، مما يعني أن هناك حاجة ماسة إلى علاجات بديلة.