وأضاف في اتصال مع"سبوتنيك"، اليوم الخميس، أن رئيس الوزراء يريد التخلص من الحصار السياسي المفروض عليه، من خلال بعض الخطوات التصحيحية والتي بدأها بالتصريح لإحدى الصحف الأمريكية الكبرى برغبته بعدم خروج القوات الأمريكية من العراق، وذهابه إلى ألمانيا وتوقيع عقود مع شركة سيمنس للكهرباء، ومد أنبوب الغاز من شمال العراق عبر تركيا لتعويض النقص الحاصل في أوروبا"، نتيجة العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا، معتبرًا أنه جعل الأمريكيين ينتبهوا إلى الملف العراقي.
وأشار الإسماعيلي إلى "مجئ الوفد الأمريكي المتمثل بزيارة منسق البيت الأبيض لشؤون الشرق الأوسط بريت ماكغورك ومسؤول ملف الطاقة، وأحد مستشاري الرئيس بايدن، الذي زار حكومة المركز والإقليم خلال اليومين الماضيين، مما أعطى رسالة واضحة أن هناك تغيير قادم بالسياسة الأمريكية والأوروبية إزاء العراق، مما دعا إيران إلى محاولة إبقاء ملف الطاقة معطلاً، لأنها المستفيدة الوحيدة في هذا الأمر لتصدير الغاز للعراق وتعطيل ملف الكهرباء.
وأوضح أمين عام تيار بناة العراق، أن زيارة رئيس فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني قاآني تزامنت مع إطلاق صاروخ من طائرة مسيرة تابعة لإحدى الفصائل المسلحة ليضرب أحد الحقول المنتجة للغاز شمالي العراق، كرسالة تحذيرية وإثبات الوجود واللعب في ملف العراق من جديد.
وأردف: "يبدو أن السوداني يحاول الخروج من عنق الزجاجة الإيرانية والارتماء من جديد بالحضن الآخر لإعادة حالة التوازن، وطالما خرجت تصريحات من وزير الكهرباء السابق الفهداوي، بأن روسيا قدمت عرضا بإنتاج الغاز من المنطقة الغربية وبكميات هائلة نتيجة الاكتشاف والتحري عن هذا الغاز بعقد سابق قبل الاحتلال الأمريكي، ولكن لم تتم الموافقة عليه مما جعل الأرض العراقية الآن محط اهتمام وأطماع الدول الباحثة عن مصادر الطاقة والأوضاع الأمنية المرتبطة بها".
وذكرت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية في مقابلة نشرتها، الأحد الماضي، أن السوداني قال إن "الحاجة للقوات الأجنبية لا تزال قائمة وأن القضاء على تنظيم "داعش" الإرهابي (محظور في روسيا والعديد من الدول) يحتاج إلى المزيد من الوقت".
وأشار إلى أن "فرق القوات الأمريكية وقوات حلف شمال الأطلسي تدرب وتساعد الوحدات العراقية في مكافحة متشددي التنظيم الإرهابي لكنها تظل بمنأى عن القتال الفعلي إلى حد كبير".
وتعرضت القوات الأمريكية في العراق لسلسلة من الهجمات من قبل مجموعات عراقية موالية لإيران، العام الماضي، كان آخرها في 20 ديسمبر/ كانون الأول الماضي، عندما أطلقت صواريخ على المنطقة الخضراء في العاصمة بغداد، حيث توجد أكثر المواقع العسكرية تحصنا في العراق، إلى جانب احتوائها على مقر السفارة الأمريكية ومقرات منظمات ووكالات حكومية وأجنبية أخرى.
يشار إلى أن العراق كان قد أعلن في نهاية عام 2021، انتهاء المهام القتالية لقوات التحالف الدولي وانسحابها من البلاد بشكل رسمي، منهية بذلك مهمتها القتالية التي كانت مكلفة باستئصال تنظيم "داعش" الإرهابي، والانتقال إلى مهمة استشارية لمساعدة القوات العراقية.