نواب لبنانيون يبيتون في البرلمان لفتح دورات متتالية لانتخاب رئيس للجمهورية

فاجأ كل من النائبين اللبنانيين ملحم خلف ونجاة صليبا زملائهم النواب بقرار عدم مغادرتهما قاعة البرلمان بعد انتهاء جلسة مجلس النواب ال11 والتي فشلت كذلك في انتخاب رئيس جديد للجمهورية.
Sputnik
وقال النائب ملحم خلف إنه باق مع زميلته داخل المجلس النيابي لفتح فجوة من خلال تطبيق الدستور وللقول إنه لا يمكن إقفال الجلسات بل يجب فتح دورات متتالية لانتخاب رئيس للجمهورية.
وتشير أوساط متابعة إلى أن النائبين خلف وصليبا تمكنا من خرق الروتين المسيطر على ملف انتخابات رئاسة الجمهورية، لا سيما مع تكرر جلسات البرلمان بشكل أسبوعي من دون حصول أي تغيير يذكر بالنسبة إلى نتائج الاقتراع.
وانضم إلى النواب المعتصمين في البرلمان النائب المستقل أسامة سعد ونواب قوى التغيير بولا يعقوبيان وإلياس جرادة وسينتيا زرازير.
وقال النائب أسامة سعد ل"سبوتنيك" إن "هناك انسدادا سياسيا، ولا يوجد مؤشرات حتى الآن تدل على أنه يوجد إمكانية لانتخاب قريب لرئيس الجمهورية".
لبنان… البرلمان يفشل في اختيار رئيس للبلاد للمرة الـ11
ولفت النائب إلى أن "من يتحمل المسؤولية القوى السياسية التي في مراكز السلطة التي هي في تموضوعات طائفية ومذهبية وهي كانت تدير البلد بسياسات خاطئة على مدى سنوات، وهي تتحمل مسؤولية هذا الانسداد السياسي وهذه الانهيارات المالية والاقتصادية وتداعياتها الاجتماعية والمخاطر المرافقة التي من الممكن أن يكون لديها طابع أمني أو غير ذلك"، مشيرا إلى أن "كل هذه المسائل يتحملها كل من تداول السلطة وكل من هو في مركز القرار في المرحلة الماضية.

ورأى سعد أن "مجلس النواب عاجز عن انتخاب رئيس جمهورية بالإضافة إلى أنه يتم التلاعب بالآليات الدستورية بحيث أن الدورة لا تكتمل، المفترض أن تعقد جلسة يليها دورات انتخابية وهذا الأمر لا يحدث وتقفل الجلسة لنعود ونفتح جلسة جديدة بعد أسبوع وهكذا، والبعض يدعي لتوافق حول اسم الرئيس والتوافق فيه انتقاص من العملية الديمقراطية".

وأوضح سعد أن "الخطوة التي أطلقها اليوم ملحم خلف ونجاة صليبا والتي نحن ندعمها ونؤيدها وتضامنا معهم لعدة ساعات داخل المجلس وغدًا لدينا اجتماع معهم ومع نواب آخرين سينضمون إلى هذا الاجتماع في المجلس لنتداول بالخطوات اللاحقة التي نريدها أن توصلنا لكسر هذا الجمود والانسداد والروتين والذي أصبح مملًا وأصبح محل استياء ورفض منا أولا ومن الناس عموما ومن الرأي العام اللبناني، غدا سنكمل هذه الخطوة نحن والذين بادروا بها مع نواب تغييرين ومستقلين أيضا ونائب رئيس مجلس النواب وعد أنه سينضم لهذا الاجتماع".
ارتفاع وتيرة الاحتجاجات في لبنان... إضراب أساتذة لبنان يدخل أسبوعه الثاني
وأشار سعد إلى أن "تداعيات هذا الفراغ في سدة الرئاسة وانعكاسه على أداء الحكومة وعلى وضع مؤسسات الدولة وأيضا على الوضع المالي والاقتصادي والإداري للدولة، وتداعيات ذلك على الأوضاع المعيشية والاجتماعية والمخاطر الأمنية وأيضا الخوف كبير من انهيار أمني أيضًا وهي مخاطر حقيقية ناتجة عن هذا الانسداد السياسي، وبالتالي لا بد من جهود مخلصة وجبارة ووطنية".
واعتبر أن "انتظار الحلول من الخارج وهم لا يجب العيش فيه، ويجب البحث على معالجات وطنية وديمقراطية أيضًا لهذا الاستحقاق لنستطيع أن نخرج بسلام، يعني البعض ينتظر تسويات إذا لم يكن وضعنا قوي ورؤيتنا الوطنية وبرنامجنا وطني ستكون هذه التسويات على حسابنا".
وحذر سعد من أن "البلد سيذهب أكثر إلى تقاسم نفوذ إقليمي ودولي داخله، وإذا استمر الصراع في الإقليم أيضًا البلد لن يكون محصنًا ليمنع أن يكون لبنان ساحة لهذا الصراع في الإقليم"، لافتا إلى أنه "بكل الأحوال نحتاج إلى بلورة رؤية وطنية وحلول وطنية لأزمتنا السياسية وكل الأزمات الأخرى المرتبطة بها إن كان لها طابع مالي اقتصادي اجتماعي أمني وغيره أو إداري وهذا يحتاج إلى جهود كبيرة وعلى الأقل كتلة نيابية خارج الطائفية والمذهبية أن تعبر عن ذاتها بطريقة ما بشكل موحد وبشكل قوي وبرؤية وطنية واضحة من أجل أن تحدث توازن في ظل الطائفية والمذهبية المسيطرة على حياتنا السياسية".
مناقشة