العملية العسكرية الروسية الخاصة

الغرب يأكل نفسه... الحلفاء يحاولون عزل ألمانيا لرفضها "التصعيد والاستفزاز" ضد روسيا

رغم الضغوط الغربية الهائلة على المستشار الألماني أولاف شولتس، والتي كانت تهدف إلى الحصول على موافقته لإرسال دبابات "ليوبارد" الألمانية إلى كييف خلال اجتماع رفيع المستوى، يوم الجمعة، خابت آمال مسؤولي الدفاع الغربيين.
Sputnik
شهدت ألمانيا، يوم الجمعة، احتجاجات ضد إمدادات الأسلحة الثقيلة لكييف وضد عقد اجتماع مجموعة الاتصال الدفاعية الأوكرانية بقيادة الولايات المتحدة في قاعدة رامشتاين الجوية في برلين.
وانطلقت المظاهرة التي نظمتها مجموعة "أوقفوا رامشتاين" عند بوابة براندنبورغ في وسط المدينة، وسار المتظاهرون في وقت لاحق إلى السفارة الأمريكية الواقعة في مكان قريب.
العملية العسكرية الروسية الخاصة
بوريل: ألمانيا تمنع الاتحاد الأوروبي من تزويد أوكرانيا بالدبابات والأسلحة الثقيلة
عقد اجتماع مجموعة الاتصال الدفاعية الأوكرانية في قاعدة رامشتاين الجوية، بمشاركة وزراء دفاع نحو 50 دولة، حيث ناقشوا حزمة أخرى من المساعدات العسكرية لأوكرانيا وإمدادات محتملة من الدبابات إلى كييف، وترأس الاجتماع وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن، لكنهم في النهاية فشلوا في الاتفاق على إرسال الدبابات الألمانية.
ردا على سؤال، يوم الأحد، عما إذا كان بإمكانه طمأنة أوكرانيا بأنها ستحصل على الدبابات الألمانية دون مزيد من التأخير، تهرب شولتس من السؤال، بحسب تقرير لصحيفة "فايننشال تايمز".
وقال خلال زيارة إلى باريس: "سنمضي قدما في المستقبل كما فعلنا في الماضي - بالتنسيق الوثيق مع حلفائنا. إنه مبدأ خدمنا جيدا حتى الآن". تمسك برلين بموقفها بصرامة، وإخفاق الضغوط الأمريكية عليها، يدفع الغرب بشكل متزايد إلى محاولة "عزل" ألمانيا بشأن القضية الأوكرانية، وفقا للتقرير.
منذ بداية العملية العسكرية الروسية الخاصة في أوكرانيا تمسكت ألمانيا بمبدأ "عدم التصعيد" رغم انخراطها في برامج العقوبات الغربية، لكنها تخلت شيئا شيئا عن قيود توريد الأسلحة، والآن يريدها الغرب أن تعمق خلافاتها مع روسيا تحمل عبء إرسال الأسلحة الثقيلة والمتطورة إلى كييف.
وفقا للصحيفة، فإن المسؤولين في أوكرانيا، الذين يتوقون بشدة للحصول على دروع ثقيلة لدرء الهجمات الروسية في الأشهر المقبلة التي يعتقدون أنها ستكون حاسمة في المواجهة- بالكاد يمكن أن يخفوا غضبهم من برلين.
العملية العسكرية الروسية الخاصة
تطورات خريطة العملية العسكرية الخاصة
وقال أندري ميلنيك، نائب وزير الخارجية الأوكراني وسفيرها السابق في برلين: "الأسباب التي قدمها الألمان واهية وغير مقنعة. هذا القلق الألماني والخوف غير المنطقي تماما من أن يؤدي تسليم دبابات ليوبارد إلى استفزاز روسيا للتصعيد، أمر سخيف".
وقالت "فايننشال تايمز" إن غضب الحلفاء الغربيين يتزايد بسبب ضعف تواصل شولتس وعدم الاتساق بشأن قضية الدبابات، مع تزايد القلق في برلين من أن هذه القضية تلحق ضررا حقيقيا بمكانة ألمانيا في العالم.
من جانبها قالت سوزي دينيسون، الزميلة البارزة في المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية: "الالتباس الذي نراه من الحكومة الألمانية أصبح مشكلة. إنه يدفع ألمانيا خارج الخط الخاص بمركز الثقل في الاتحاد الأوروبي".
تفاقم الارتباك بشأن موقف الحكومة الألمانية، مساء الأحد، عندما قالت وزيرة الخارجية أنالينا بربوك لبرنامج تلفزيوني فرنسي، إن ألمانيا "لن تقف في الطريق" إذا أرسلت بولندا دباباتها من طراز "ليوبارد" إلى أوكرانيا، مضيفةً أن وارسو لم تطلب بعد الإذن الألماني للقيام بذلك.
قال مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل، إن ألمانيا تمنع مبادرات الاتحاد الأوروبي لتزويد أوكرانيا بالدبابات والأسلحة الثقيلة، والتي من المرجح أن تطيل القتال حتى الربيع المقبل.
وذكر بوريل في تصريحات لصحيفة "الدياريو" الإسبانية: "أنا شخصيا أعتقد أنه في الوضع الحالي، تحتاج أوكرانيا إلى إمداد الدبابات حتى تتمكن ليس فقط من احتواء (الضربات الروسية)، ولكن أيضا صدها".
وأردف: "لم يتم اتخاذ هذا القرار السياسي بعد، ويرجع ذلك أساسا إلى عدم رغبة ألمانيا، ولكن إذا لم يحدث هذا، فإن الأزمة ستستمر حتى الربيع المقبل، حيث من المحتمل أن تحاول روسيا بدء هجوم جديد".
العملية العسكرية الروسية الخاصة
معلومات عن دبابات "ليوبارد" الألمانية التي تطالب بعض الدول بإرسالها إلى أوكرانيا
كانت بريطانيا وبولندا والعديد من الحكومات الأوروبية قالت مسبقا إنها مستعدة لتسليح كييف بالدبابات الحديثة، كما دعمت الولايات المتحدة الفكرة من حيث المبدأ.
لكن موقف ألمانيا، التي تصنع ليوبارد والتي يلزم الحصول على إذن منها لإرسال أي منها إلى أوكرانيا، كان أمرا أساسيا للخلاف. شعر الحلفاء بالحيرة من عدم تحقيق انفراجة في رامشتاين، القاعدة الجوية الأمريكية غربي ألمانيا، حيث عُقد اجتماع يوم الجمعة.
قال رئيس الوزراء البولندي ماتيوز موراويكي على "تويتر"، يوم الأحد: "لن نقف مكتوفي الأيدي ونشاهد أوكرانيا تنزف حتى الموت. إذا لم نحصل على اتفاق ألماني بشأن الدبابات، فسنبني تحالفا أصغر من الدول المستعدة للتبرع ببعض دباباتها الحديثة".
ومع ذلك، فإن الضغوط غير المسبوقة من الغرب على برلين، قد لا تسفر عن شيء، في وقت قريب على الأقل. حتى لو كان شولتس معزولا بشأن هذه القضية، فلن يدفعه ذلك بالضرورة إلى إعادة التفكير في موقفه، بحسب التقرير.
لقد أوضح المستشار الألماني مرارا أنه لن يتم دفعه إلى اتخاذ قرارات متسرعة من قبل المتشددين بشأن الأزمة في أوكرانيا، وهو مصمم على منع "جر الناتو إلى الحرب"، ويشعر أن نهجه الحذر يعكس بشكل أفضل مزاج الجمهور الألماني.
مناقشة