وتثير تلك المخاوف احتمالية أن يكتسب الفيروس الذي انتشر قبل سنوات طويلة، متحورات مزعجة في الوقت الحالي، تسمح له بالانتشار بسهولة أكبر بين البشر، مما يساعده على إزالة أكبر عقبة منعته من التفشي في العالم.
وصف أحد علماء تتبع الفيروسات سلالة (H5N1)، التي تم اكتشافها مؤخرا في إسبانيا، بأنها تشبه سلالة تم تصميمها عن قصد لإصابة البشر بشكل أفضل، وذلك في التجارب المعملية المثيرة للجدل "لاكتساب القدرة على العدوى"، بحسب صحيفة "ديلي ميل" البريطانية.
وعلى أرض الواقع، شهدت أمريكا مؤخرا عودة تفشي "إنفلونزا الطيور" بصورة هي الأسوأ في تاريخ الولايات المتحدة، إذ تسبب في نفوق قطعان الدواجن في جميع أنحاء الغرب الأوسط وكولوردو، الأمر الذي أحبط الجهود المبذولة لمنع الفيروس من التأثير على أسعار البيض وإمداداته في البلاد، وفقا لصحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية.
وفي سياق متصل، أعلنت السلطات المحلية اليابانية أنه سيتم إعدام حوالي 140 ألف دجاجة في محافظة تشيبا، وسط تفشي جديد لـ"إنفلونزا الطيور"، مرجحة أن تفشي المرض قد بدأ في مزرعة دواجن في مدينة سوسا.
وقالت الإدارة المحلية في بيان لها، أمس الأحد، إن التحليل الجيني أكد وجود سلالة شديدة الإمراض من "إنفلونزا الطيور" هناك.
كما أعلنت هندوراس حالة الطوارئ الصحية على المستوى الوطني لمدة 90 يوما بسبب تفشي "إنفلونزا الطيور".
ما هي "إنفلونزا الطيور"؟
هو مرض فيروسي شديد العدوى، يصيب الطيور الداجنة والبرية، وينتج هذا المرض المعقد عن فيروسات مقسمة إلى أنواع فرعية متعددة، (مثل H5N1و H5N3 و H5N8 وما إلى ذلك)، وتتطور خصائصها الجينية بسرعة، بحسب بيانات المنظمة العالمية لصحة الحيوان.
وينتشر المرض في جميع أنحاء العالم، لكن الأنواع الفرعية المختلفة منه أكثر انتشارا في مناطق معينة من مناطق أخرى، ويمكن تصنيف السلالات العديدة لفيروسات "إنفلونزا الطيور" بشكل عام إلى فئتين، بشدة شدة المرض في الدواجن: إنفلونزا الطيور منخفضة الأمراض (LPAI)، التي عادة ما تسبب القليل من الأعراض السريرية أو لا تسبب أي أعراض، وإنفلونزا الطيور عالية الإمراض (HPAI)، التي يمكن أن تسبب علامات سريرية شديدة ومعدلات وفيات عالية محتملة.
كيفية انتقال وانتشار العدوى
يمكن أن تساهم عدة عوامل في انتشار فيروسات أنفلونزا الطيور ، مثل العولمة والتجارة الدولية، والزراعة والبيع (أسواق الطيور الحية)، والطيور البرية وطرق الهجرة، فضلا عن براز وإفرازات الجهاز التنفسي للطيور المصابة، مثل اللعاب.
ما الدور الذي تلعبه الطيور البرية في انتشار "إنفلونزا الطيور"؟
تعد الطيور البرية المهاجرة، وخاصة الطيور المائية، هي المضيف الطبيعي لفيروسات "إنفلونزا الطيور"، ويمكن تحديد ما إذا كان الفيروس غير ضار أو قاتل للطيور البحرية وفقا سلالة الفيروس وأنواع الطيور، وعندما يكون لدى الطيور أعراض قليلة أو معدومة من الفيروس، فإنه يسمح لها بنشر الفيروسات بين البلدان المجاورة أو لمسافات طويلة.
التأثير على صحة الحيوان
مع معدلات الوفيات الشديدة، يمكن أن تؤثر "إنفلونزا الطيور" بشدة على صحة كل من الدواجن والطيور البرية، وغالبا ما تعتبر الطيور البرية، بما في ذلك الأنواع المهددة بالانقراض، ضحايا أيضا، والتي غالبا ما تُعتبر بشكل أساسي ناقلات للمرض.
كما يمكن اعتبار أن أن "إنفلونزا الطيور" عامل مهدد لصحة الثدييات، مثل الجرذان، والفئران، وابن عرس، والقوارض، والخنازير، والقطط، والنمور، والكلاب، والخيول.
مخاطر الصحة العامة
عادة ما يكون انتقال "إنفلونزا الطيور" من الطيور إلى البشر متقطعا ويحدث في سياق محدد، والأشخاص الذين هم على اتصال وثيق ومتكرر بالطيور المصابة أو البيئات شديدة التلوث معرضون لخطر الإصابة بـ"إنفلونزا الطيور".
التأثير العالمي لـ"إنفلونزا الطيور" والعواقب الاقتصادية
من الممكن أن تقتل "إنفلونزا الطيور" أسرابا كاملة من الطيور، مما يتسبب في خسائر مدمرة لقطاع الزراعة، كما يمكن أن يكون لتفشي "إنفلونزا الطيور" عواقب وخيمة على صناعة الدواجن وصحة الطيور البرية، وسبل عيش المزارعين، وكذلك التجارة الدولية.
وقد تتسبب "إنفلونزا الطيور" في نفوق نسبة عالية بين القطعان، وقد تصل إلى 50٪، كما أنها قد تلعب دورا في الإضرار بالسياحة، الناتج عن تقليل من السفر إلى المناطق المتضررة، وقد تتسبب "إنفلونزا الطيور" كذلك في إعدام الطيور السليمة من أجل احتواء تفشي المرض، مما يؤدي إلى مخاطر على رفاهية الحيوان والإنسان، وإهدار البروتين والتأثيرات الاقتصادية.