إصرار بعض الدول على نمط المناقشات المتكررة للمجلس في كل شهر حول سوريا، دون وجود أي تطورات تستدعي ذلك، يؤكد عدم اكتراثها بالحفاظ على وقت المجلس وموارده والحاجة إلى تكريسهما لخدمة وظيفته في الحفاظ على الأمن والسلم الدوليين، بل حرصها على استغلاله لتكرار حملات الكذب والتضليل ضد سوريا، وتوجيه اتهامات لا أساس لها.
السياسات الخاطئة التي اتبعتها الولايات المتحدة في العالم ومنطقتنا عموماً، وفي سوريا خصوصاً، أدت إلى زعزعة الأمن والاستقرار فيها، وإلى تدمير المنجزات التنموية التي تحققت على مدى عقود.
هذه السياسة الخبيثة تسببت بهدم وتدمير كل ما تم تحقيقه من إنجازات على المستويات السياسية والاقتصادية والاجتماعية، وبروز تنظيمات إرهابية في مقدمتها “داعش” و”جبهة النصرة” (الإرهابيان المحظوران في روسيا)، وخلق هياكل ضارة وأطر غريبة عن المجتمع السوري، هدفها الوحيد خدمة المصالح الجيوسياسية الأنانية للولايات المتحدة وحلفائها.
بالتوازي مع ذلك، عمدت الولايات المتحدة وحلفاؤها الأوروبيون إلى فرض إجراءات قسرية أحادية غير شرعية على سوريا، فاقمت معاناة شعبها، إضافة إلى استهداف واشنطن مجدداً القطاع الصحي الذي يقدم الرعاية الصحية لملايين المواطنين، بما فيه مشافي الأطفال التخصصية عبر قيام ما يسمى مكتب الصناعة والأمن التابع لوزارة التجارة الأمريكية بفرض قيود على بيع التجهيزات أو تقديم الخدمات أو الدعم أو قطع الغيار لعدد كبير من المشافي السورية العامة والخاصة، الأمر الذي يعرض حياة ملايين السوريين للخطر، بينما يدعي الوفد الأمريكي وآخرون أن هذه الإجراءات لا تطول المجال الصحي.