وفي وقت سابق استقبلت وزيرة خارجية "حكومة الدبيبة" نجلاء المنقوش، سفير إيطاليا لدى ليبيا، جوزيبّي بُوتشينو غريمالدي، لمناقشة الاستعدادات اللوجستية لزيارة وفد رفيع المستوى برئاسة رئيسة الوزراء الإيطالية إلى ليبيا.
ومن المقرر أن تزور المسؤولة الإيطالية ليبيا، السبت المقبل، على رأس وفد يضم وزيري الخارجية أنطونيو تاياني والداخلية ماتيو بيانتيدوسي، وتشمل الزيارة لقاءات مع عدد من القادة الليبيين.
تتزامن الزيارة مع اعتزام شركة "إيني" الإيطالية توقيع اتفاق مع المؤسسة الوطنية للنفط بقيمة 8 مليارات دولار.
وأكد رئيس المؤسسة الوطنية للنفط في ليبيا، فرحات بن قدارة، أن بلاده بصدد توقيع اتفاق مع شركة "إيني" النفطية الإيطالية بقيمة 8 مليارات دولار، لتطوير حقلين للغاز قبالة السواحل الليبية، دون تحديد الموقع الجغرافي.
اتفاق جديد
وقال ابن قدارة في تصريحات صحفية إن المؤسسة الوطنية للنفط توصلت إلى اتفاق مع شركة "إيني" لتطوير حقلين في البحر.
رغم رفض البرلمان أي اتفاقيات توقعها حكومة الدبيبة بناء على عدم منحها الصلاحية لذلك طبقا للاتفاق السياسي الذي تمخضت عنه، لكن حكومة الدبيبة تحظى بدعم من بعض الدول وتوقع معها اتفاقيات وتجري معها اللقاءات دون التفات لقرار البرلمان.
في الإطار قال البرلماني الليبي علي الصول، إن الحكومة في طرابلس غير شرعية، وإن أي اتفاقيات توقع ليست قانونية.
وأضاف في حديثه لـ"سبوتنيك"، أن الحكومة في طرابلس مستعدة لتقديم أي تتنازلات في سبيل الحفاظ على وجودها في الحكم.
ويرى المراقبون أن زيارة رئيسة الوزراء تأتي في سياق الحفاظ على المصالح الإيطالية وتأمين إمدادات الغاز، التي عقدت بشأنها اتفاقا مع الجزائر في الزيارة الأخيرة لها منذ أيام.
أهداف معلنة
من ناحيته قال المستشار النفطي الليبي الدكتور عبد الجليل معيوف، إن هذه المحاولة من قبل رئيسة الوزراء الإيطالية تذهب في نفس السياق الذي تقوم به شركة "إيني" الإيطالية والتي وقعت اتفاقية للاستكشاف مع المؤسسة الوطنية للنفط قيمتها 8 مليارات دولار.
وأضاف في حديثه لـ"سبوتنيك"، أن إيطاليا كدولة ليست بحاجة لتوقيع اتفاقية جديدة، خاصة أن لديها ستة امتيازات نفطية منتجة، تصدر الغاز إلى إيطاليا منذ عدة عقود، والذي يمثل نحو 15 % من استهلاك إيطاليا.
ويرى أن زيارة رئيسة الوزراء الإيطالية المرتقبة قد لا توقع خلالها اتفاقيات، وأن حضورها إلى طرابلس هو تأكيد وجودها لدعم المصالح الإيطالية في العموم.
تصعيد حكومة الدبيبة
على الجانب الآخر صعدت حكومة فتحي باشاغا المكلفة من البرلمان الليبي "التي تعمل من سرت" من خطواتها في محاولة لعرقلة الاتفاق المقرر توقيعه بين المؤسسة الوطنية للنفط في ليبيا وشركة "إيني" الإيطالية خلال الزيارة المرتقبة لرئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني إلى طرابلس.
في السياق، أصدر وزير التخطيط والمالية في حكومة باشاغا أسامة حماد قرارا بـ "توقيع الحجز الإداري على إيرادات النفط للعام 2022، المودعة بحسابات المؤسسة الوطنية للنفط والمصرف المركزي لدى المصرف الليبي الخارجي والمؤسسة العربية المصرفية وذلك وفق مستند صادر عن الحكومة، اطلعت عليه "سبوتنيك".
وتبلغ الإيرادات وفق المستند "27 مليار دولار و321 مليونا و740 ألف دولار".
وتواصلت "سبوتنيك"، مع "حكومة الدبيبة" من أجل الحصول على رد بشأن رفض أعضاء البرلمان وحكومة باشاغا للخطوة دون رد من المسؤولين الإعلاميين أو الوزراء في الحكومة.
كما عبرت حكومة باشاغا عن استغرابها من زيارة ميلوني إلى "الحكومة منتهية الولاية" في طرابلس، حسب وصف "الحكومة المكلفة من البرلمان،، محذرة من صفقة وصفتها بـ"الغامضة" بين الطرفين يتم الإعداد لها في قطاع النفط.
وتعيش ليبيا حالة من الانقسام منذ سنوات طويلة، تتمثل فصولها الأخيرة في حكومة في طرابلس يتعامل معها المجتمع الدولي وهي تسطير على المقررات والمواد المالية، وحكومة كلفت من البرلمان بعد سحب الثقة من حكومة الدبيبة، لكن الأخيرة بقيادة باشاغا لم تستطع العمل من العاصمة.