قدمت الكثير من وسائل الإعلام العالمية مجموعة كبيرة من التحليلات حول فاعلية وتأثير دخول الدبابات الألمانية الحلبة الأوكرانية، لكن بعض الصحف والمحللين أكدوا أن الدبابات الغربية ستواجه معضلة حقيقية في الساحة الأوكرانية.
"صياد الليل"... قناص الدبابات
نشرت صحيفة "ميلتاري واتش" المتخصصة بالسلاح والعتاد العسكري قبل أيام تقريرا حمل عنوان "مروحية مي 28 تصيد الدبابات الأوكرانية"، مقدمة شرحا عن ميزات المروحية الفريدة التي أكسبتها لقبها الشهير "صياد الليل"، حث أثبتت هذه المروحية كفاءتها في أكثر من مكان حول العالم.
ظهرت الحوامة في العملية العسكرية الروسية الخاصة لأول مرة في مارس عام 2022 الماضي، حيث شاركت وزارة الدفاع الروسية مشاهد لقيام الحوامة بقصف مواقع لقوات نظام كييف في أوكرانيا.
الحوامة مزودة بصاروخ يجعلها "أخطر مروحية في العالم"
اعتبر ظهور صاروخ "9 إم 123"، في عام 2021 ضمن أسلحة المروحية "مي- 28 إن إم" بمثابة مفاجأة وفقا لـ"روسيسكايا غازيتا". وذلك لأن هذا الصاروخ تابع لفئة صواريخ "خريزانتيما"، وهو سلاح أرضي مضاد للدبابات. وحصلت المفاجأة غير المتوقعة عندما تم تجهيز المروحية به.
حيث اعتبر خبراء السلاح أن تعديل الصاروخ "9 إم 123" لإطلاقه من متن حوامة بمثابة مفاجأة، حيث يتمتع الصاروخ بقدرات كبيرة جدا.
مناورات الطيران الحربي الروسي في إقليم تفيرسكايا (تفير) - الجيش الروسي، مروحية «مي - 28 إن»
يتميز صاروخ "9 إم 123" بأنه أسرع من الصوت، ومداه 10 كيلومترات، ويستطيع أن يضرب أهدافا محددة في أي وقت من النهار والليل في الظروف الجوية الرديئة. ويتم توجيهه ليزريًا أو بأشعة الرادار. ويستطيع صاروخ "خريزانتيما" ضرب أهداف أرضية وبحرية وجوية على نحو سواء وفقا للخبراء. وبالتالي، فإن مروحية "مي- 28 إن إم" حصلت على سلاح قوي جدا وأصبحت أخطر طائرة هليكوبتر مقاتلة في العالم.
أعلنت شركة "كلاشنيكوف" في يوليو/ حزيران عام 2021، أنه "في الوقت الحالي، يدرس اختصاصيو كلاشينكوف إمكانية تكييف صواريخ فيخر لاستخدامها على أحدث المروحيات مي28إن إيه ومي-35بي، وكذلك الطائرات المسيرة "أوريون- إيه".
يعتقد خبراء صينيون أن دبابة "تشالنجر" البريطانية ستواجه مشكلة عند لقائها بمروحيات "مي-28" الروسية، وأشار الخبراء إلى أن المروحية "مي-28" تحمل صاروخا موجها "جو - أرض"، ينتمي إلى فئة الأسلحة عالية الدقة.
وأكد المحللون الصينيون أنه: "يمكن لهذا الصاروخ المضاد للدبابات أن يضرب المركبات الأرضية بدقة كبيرة"، حسبما نقل موقع "بوليت روس" عن صحيفة "سوهو" الصينية.
مروحية "مي - 28 إن" (صياد الليل) في معرض "أرميا 2020" الدولي للأسلحة والمعدات العسكرية في الحديقة العسكرية الوطنية "باتريوت" بضواحي موسكو
© Sputnik . Vladimir Astapkovich
/ زيادة سرعة المروحية وترسانة من الصواريخ
يقول أندريه بوغينسكي، المدير العام لشركة "مروحيات روسيا" القابضة، في أغسطس/ آب عام 2020، إنه "خلال الاختبارات، وصل مختبر الطيران على أساس مروحية مي-24، والمجهز بمجموعة من الشفرات الجديدة، إلى سرعة تزيد عن 400 كيلومتر في الساعة دون إجراء أي تغييرات تخطيطية على تصميم المروحية".
وأشار أيضًا إلى أن المطورين تمكنوا من الحفاظ على مستوى منخفض من الاهتزازات والأحمال، مما يشير إلى الإمكانات العالية للشفرة الجديدة.
وأعلن مصدر في صناعة الطائرات لوكالة "سبوتنيك"، عام 2021، أن أحدث مروحية روسية مقاتلة من طراز "مي-28إن إم" ستكون قادرة على حمل ما يصل إلى أربعة صواريخ كروز بعيدة المدى، وستكون قدراتها الهجومية مماثلة لقاذفات الخطوط الأمامية.
وقال المصدر: "تجري حاليا اختبارات طيران لصواريخ مجنحة للمروحيات بمدى أقصى يصل إلى 100 كم. وستكون الحوامة مي-28 إن إم المطورة قادرة على حمل أربعة صواريخ من هذا النوع في نقاط تعليق خارجية".
مروحيات "مي-28 إن" (صياد الليل)، خلال عرض جوي في إطار حملة "الخدمة العسكرية بموجب العقد - اختيارك" في روستوف نا دونو، روسيا
© Sputnik . Sergey Pivovarov
/ ووفقا له، فإن "استخدام الصواريخ المجنحة سيوسع بشكل كبير القدرات القتالية لطائرة "مي-28إن إم" من حيث التدمير عالي الدقة لمراكز قيادة العدو، ومستودعات الأسلحة، والبنية التحتية العسكرية الهامة الأخرى وتكديس القوى العاملة".
وأضاف المصدر أنه لا توجد مروحية أخرى في العالم اليوم لديها صواريخ كروز بمثل هذا المدى والقوة كأسلحة أساسية من أسلحة الطيران الخاصة بها.
عرض جوي عسكري في منتدى "أرميا 2020" في كوبينكا بضواحي موسكو - مروحية هجومية "مي-28إن" (صياد الليل)
© Sputnik . Alexander Vilf
/ "الصياد اليلي الخارق" مدمر القوى العاملة على الأرض
وأشار أن "القدرة على حمل أربعة صواريخ كروز دفعة واحدة تضع طائرات مي-28إن إم في نفس مستوى قاذفات الخطوط الأمامية من خلال نوع الأهداف التي تضربها".
تعتبر مروحية "مي-28 إن إم" من المروحيات الهجومية ثقيلة وزن، حيث تزن عند الإقلاع 11 طنا تقريبا، وهي أثقل من العديد من نظرائها الغربية.
تسمح مجموعة واسعة من الأسلحة للمروحية بتدمير القوى العاملة للعدو والمركبات المدرعة الثقيلة والخفيفة، وكذلك الأهداف في الجو.
تسمح معدات الرؤية والملاحة الجوية رؤية الأهداف الحرارية بوضوح في الليل وفي الأحوال الجوية السيئة. وتشمل هذه الأهداف المركبات المدرعة والراجمات وأنظمة الدفاع الجوي وغيرها من المعدات العسكرية التي تنبعث منها الحرارة أثناء التشغيل.
احتفظت المروحية المحدثة بجميع مزايا "الصياد الليلي"، مع تجاوزها في العديد من المعايير والميزات. كان التعديل الرئيسي للمروحية "مي-28 إن إم" هو المحرك. أصبح المحرك الجديد أكثر قوة، بالإضافة إلى زيادة موارده بمقدار الثلث. كما تمت زيادة درجة الحرارة التي يمكن للمحرك أن يعمل فيها.
"كرة غريبة" على الأنف والمروحة وقدرة على تلقي المقذوفات
قال العقيد إيغور رومانوف، قائد طيران الجيش في القوات الجوية الروسية، في أكتوبر/ تشرين الأول عام 2021، إن اختبارات المروحية الهجومية من طراز"مي-28 إن إم" شارفت على الانتهاء في روسيا.
مناورات الطيران الحربي الروسي في إقليم تفيرسكايا (تفير) - الجيش الروسي، مروحية «مي - 28 إن»
تعتبر مروحية "مي-28 إن إم" هي تطوير إضافي لمروحية "مي-28 إن" (الصياد الليلي)، حيث تلقت المروحية رادارا علويا، وتحكما مزدوجا من قمرة القيادة وطيارا مشغلا وصاروخ "خاريزانتيما-في".
من ناحية الرادارات وقدرات الرصد، يمكن تمييز" مي-28 إن" عن "مي-28" بمحطة رادارها. إنها تشبه الكرة موجودة فوق المروحة الرئيسية. وبفضل هذه المحطة، يمكن للطاقم اكتشاف الأهداف التي لا تقع في منطقة الرؤية، وهو ما منحها لقب "الصياد الليلي"، حيث تصطاد أهدافها ليلا بدقة كبيرة.
أصبحت المروحية أكثر موثوقية من ناحية الأمان والقدرات وتأمين الكادر، على سبيل المثال، تستطيع المروحية الهبوط عندما تصيبها مقذوفات من عيار 30 ملم بفضل شفرات المروحة المصنوعة من مواد مركبة.
الكرة الغريبة في أعلى المروحية هي عبارة عن نظام رادار (وهو في الوضع المغلق)، ويشار إلى أن أنظمة الرادار في أغلب المروحيات تكون في مقدمة الطائرة (في الأنف) ويوفر هذا النوع من الرادارات رؤية مخروطية لقائد الطائرة بزاوية 120 درجة.
وتم تزويد بعض المروحيات بنظام رادار من طراز "إن025" الذي يمكن القائد من الرؤية الشاملة (360 درجة)، وضمن نطاق 20 كم.
توفر قمرة القيادة المدرعة للطاقم الحماية من الرصاص الخارق للدروع، حيث جهزت حجرة الملاحة بنظام تحكم. لذلك، حتى إذا دخلت قذيفة إلى قمرة القيادة وقتل الطيار، فسيكون الملاح قادرا على السيطرة على المروحية.