أوضحت مجلة "فوكاس" الإيطالية أن الدراسة أجريت على المرضى الذين يعانون من سرطان القولون والمستقيم في مراحله المبكرة، تبين من خلالها أن تلقي العلاج الكيميائي قبل وليس فقط بعد الجراحة لإزالة الورم يحسن بشكل كبير من احتمالية الشفاء التام وتجنب تكرار الإصابة.
يشار إلى أن سرطان القولون والمستقيم يمثل 10% من جميع حالات الإصابة بالسرطان حول العالم، وفي حالة واحدة من بين كل ثلاث حالات يعود المرض بعد الشفاء منه.
يعتمد البروتوكول العلاجي الحالي على إجراء الجراحة يليها ما يسمى بالعلاج الكيميائي المساعد، يتم اللجوء إليه بعد العملية لإزالة أي خلايا سرطانية متبقية، وفي عدد قليل من الحالات، يسبق العلاج الكيميائي التدخل الجراحي لتقليل حجم الورم وتسهيل إزالته.
وفي التجربة السريرية التي أجريت بالتعاون بين جامعتي برمنغهام وليدز وبتمويل من مؤسسة أبحاث السرطان في المملكة المتحدة، تقرر استخدام العلاج الكيميائي قبل التدخل الجراحي في حالات سرطان القولون والمستقيم التي لا تزال في المرحلة الأولية، حتى دون الحاجة لتقليص حجم الورم قبل إزالته.
خضع لتجارب الدراسة 1053 مريضا يعالجون في المملكة المتحدة والسويد والدنمارك تم تقسيمهم إلى مجموعتين، في الأولى تم اختبار البروتوكول الجديد، والذي يتضمن ستة أسابيع من العلاج الكيميائي تليها العملية الجراحية ثم 18 أسبوعا أخرى من العلاج الكيميائي، وفي المجموعة الثانية تم تطبيق البروتوكول التقليدي، أي بالبدء بالجراحة تليها 24 أسبوعا من العلاج الكيميائي.
نتج عن البروتوكول الأول انخفاض معدل الانتكاسات بنسبة 28% بعد عامين من التشخيص مقارنة بالبروتوكول التقليدي، ونظرا للآثار الإيجابية للبروتوكول الجديد وسهولة تعديل العلاج والذي لا يتضمن عقاقير جديدة أو تقنيات باهظة الثمن، فإن الأمل هو أن يصبح الأكثر انتشارا.