مبعوث القذافي السابق: فرنسا دمرت ليبيا لهذه الأسباب واقتطعت مساحات من الجنوب

نيكولاي ساركوزي والعقيد معمر القذافي
قال السفير الليبي، محمد سعيد القشاط، الذي كان من الدائرة المقربة للرئيس الراحل معمر القذافي، اليوم الأحد، ‏إن "فرنسا عمدت إلى تدمير ليبيا لأسباب عدة".
Sputnik
وأضاف السفير السابق والمبعوث الخاص للرئيس معمر القذافي، في تصريحات لـ "سبوتنيك"، أن "فرنسا كانت تحتل العديد من الدول الأفريقية في غرب أفريقيا وشمالها، وأن الجنوب الليبي كان تحت الاحتلال الفرنسي حتى عام 1956، واقتطعت منها قطعة ضمتها إلى تشاد بالإضافة لمساحات أخرى من الجنوب كانت بها حقول النفط ضمتها إلى "إحدى دول الجوار" ظنا منها أنها ستبقى في الدول المستعمرة حينها ومنها تشاد".
وأوضح القشاط أن "العلاقات تحسنت فيما بعد في عهد القذافي، وأن الرئيس الفرنسي السابق، نيكولا ساركوزي، كان على علاقة طيبة بالرئيس الراحل معمر القذافي وأن الأخير دعم ساركوزي في حملته الانتخابية للرئاسة ودفع مبالغ مالية كبيرة له".
حفتر يهنئ ماكرون على فوزه بفترة رئاسية ثانية ويشكر فرنسا على دعمها ليبيا في مكافحة الإرهاب
وأوضح القشاط أن "إحدى النقاط الهامة في الخلاف تمثلت في اتفاق سابق لشركة "توتال" الفرنسية" للتنقيب عن الغاز في جنوب غدامس بالقرب من الحدود الجزائرية، وكان الاتفاق حينها على عدم دخول أي شركات أخرى، غير أن "توتال" منحت قطر نسبة 3% من الباطن، وحين علم القذافي ألغى العقد مع الشركة، وهي الواقعة التي لم ينساها ساركوزي للعقيد القذافي".
وشدد على أن "ساركوزي بعد وصوله للرئاسة كان يسعى للتخلص من القذافي خشية أن يتحدث عن الدعم المالي الذي قدمه له، وأنه حرض الغرب والناتو واستغلوا بعض الدول العربية من تدمير ليبيا".
ولفت إلى أن "بعض النقاط الأخرى تمثلت في أن ساركوزي طلب من ليبيا شراء بعض الطائرات العسكرية، فيما رفضت الأخيرة بسبب الأسعار المبالغ فيها، وأن هذا الملف كان ضمن دوافع عداء ساركوزي لليبيا".
وأشار إلى أن "واشنطن كان لها دورها في تدمير ليبيا، عبر تجنيد الطلبة الليبيين الذين كانوا يدرسون في الجامعات الأمريكية، وضمتّهم لصفوف ما يسمى بالمعارضة".
وشهدت ليبيا تظاهرات حاشدة منتصف فبراير/ شباط 2011، وعمّت المدن الليبية، لكن سرعان ما تحولت إلى نزاع مسلح بين القوات الحكومية وما وصفت بـ "المعارضة" .
وفي مارس/ آذار 2011، شهدت ليبيا تدخل التحالف الدولي بمشاركة دول "الناتو"، التي يلقى عليها اللوم حتى الآن بتدمير البنية التحية ومؤسسات الدولة الليبية.
وسيطرت الفصائل المسلحة على العاصمة طرابلس في أغسطس/ آب من نفس العام، بمساعدة سلاح الجو الأطلسي، وذلك بعد مغادرة القذافي إلى سرت.
وقُتل الرئيس الليبي، معمر القذافي، في مدينة سرت "مسقط رأسه"، عن عمر ناهز 69 سنة في 20 أكتوبر/ تشرين الأول 2011.
مناقشة