وتطورت كل أشكال الحياة المعقدة على الأرض من هذه الكائنات الموجودة تحت الماء، ويعتقد العلماء أن كل ما تطلبه الأمر كان زيادة طفيفة في مستويات الأكسجين في المحيطات فوق عتبة معينةـ حسبما ذكرته مجلة
"لايف ساينس"، اليوم الثلاثاء.
ويستخدم الذكاء الاصطناعي الآن في جميع مجالات العلوم تقريبًا لمساعدة الباحثين في مهام التصنيف الروتينية، حسب "ساينس أليرت".
كما أنه يساعد فريق علماء الفلك الراديوي على توسيع نطاق البحث عن حياة خارج كوكب الأرض، وكانت النتائج واعدة حتى الآن.
اكتشاف إشارات الكائنات الفضائية باستخدام الذكاء الاصطناعي
بينما يبحث العلماء عن دليل على وجود حياة ذكية خارج الأرض، قام العلماء ببناء نظام ذكاء اصطناعي يتفوق على الخوارزميات الكلاسيكية في مهام اكتشاف الإشارات، حسبما ذكرته "ساينس أليرت" نقلا عن بحث في مجلة "
نيتشر" العلمية.
وتم تدريب الذكاء الاصطناعي على البحث في البيانات من التلسكوبات الراديوية عن الإشارات التي لا يمكن إنشاؤها بواسطة العمليات الفيزيائية الفلكية الطبيعية.
ونقلت ساينس أليرت عن الباحثين: "عندما قمنا بتغذية الذكاء الاصطناعي الخاص بنا بمجموعة بيانات تمت دراستها مسبقًا، اكتشفنا ثماني إشارات مهمة فاتتها الخوارزمية الكلاسيكية، ومن المحتمل ألا تكون هذه الإشارات من ذكاء خارج الأرض، وهي على الأرجح حالات نادرة للتداخل اللاسلكي".
وقالت ساينس أليرت: "خوارزميات الذكاء الاصطناعي لا "تفهم" أو "تفكر"، إنهم يتفوقون في التعرف على الأنماط، وقد أثبتت أنها مفيدة للغاية لمهام مثل التصنيف، لكن ليس لديها القدرة على حل المشكلات، إنها تقوم فقط بالمهام المحددة التي تم تدريبها على القيام بها".
لذا، وعلى الرغم من أن فكرة اكتشاف الذكاء خارج كوكب الأرض تبدو وكأنها حبكة رواية خيال علمي مثيرة، إلا أن كلا المصطلحين معيبان، برامج الذكاء الاصطناعي ليست ذكية، والبحث عن ذكاء خارج كوكب الأرض لا يمكنه العثور على دليل مباشر على الذكاء.
بدلاً من ذلك، يبحث علماء الفلك الراديوي عن "البصمات التقنية" الراديوية، وتشير هذه الإشارات المفترضة إلى وجود التكنولوجيا، وبالتبعية، إلى وجود مجتمع لديه القدرة على تسخير التكنولوجيا من أجل الاتصال.
وأضافت المجلة: "من أجل بحثنا، أنشأنا خوارزمية تستخدم أساليب الذكاء الاصطناعي لتصنيف الإشارات على أنها إما تداخل لاسلكي، أو مرشح حقيقي للبصمة التقنية، وخوارزميتنا تعمل بشكل أفضل مما كنا نأمل".
ما الذي تفعله خوارزمية الذكاء الاصطناعي؟
وشبهت لايف ساينس عمليات البحث عن البصمة التكنولوجية "بالبحث عن إبرة في كومة قش كونية"، تنتج التلسكوبات الراديوية كميات هائلة من البيانات، وفيها كميات هائلة من التداخل من مصادر مثل الهواتف والواي فاي والأقمار الصناعية.
ابتكرها بيتر ما، طالب في جامعة تورنتو والمؤلف الرئيسي في ورقتنا البحثية.
ولإنشاء مجموعة من بيانات التدريب، أدخل بيتر ما، وهو طالب في جامعة تورنتو والمؤلف الرئيسي في الورقة البحثية إشارات محاكاة في بيانات حقيقية، ثم استخدم مجموعة البيانات هذه لتدريب خوارزمية الذكاء الاصطناعي، وتسمى بالمشفر التلقائي، وأثناء معالجة وحدة التشفير التلقائي للبيانات، تعلم الذكاء الاصطناعي تحديد الميزات البارزة في البيانات.
بعد تدريب خوارزمية الذكاء الاصطناعي الخاصة بنا، قمنا بتزويدها بأكثر من 150 تيرابايت من البيانات (480 ساعة مراقبة) من تلسكوب "غرين بانك" في فيرجينيا الغربية.
وتابعت لايف ساينس: "لمحاولة التحقق من هذه الإشارات، عدنا إلى التلسكوب لإعادة مراقبة جميع الإشارات الثمانية المهمة، ولسوء الحظ، لم نتمكن من إعادة اكتشاف أي منها في ملاحظات المتابعة الخاصة بنا".
وأضافت لايف ساينس: "قام فريقنا مؤخرًا بنشر معالج إشارة قوي على تلسكوب "ميركات" في جنوب إفريقيا".
ويستخدم "ميركات" تقنية تسمى "قياس التداخل" للجمع بين أطباقه البالغ عددها 64 لتعمل كتلسكوب واحد.
وتابعت المجلة: "إذا تمكن علماء الفلك من اكتشاف بصمة تكنولوجية لا يمكن تفسيرها على أنه تداخل، فإن ذلك يشير بقوة إلى أن البشر ليسوا المبتكرون الوحيدون للتكنولوجيا داخل المجرة، وسيكون هذا أحد أكثر الاكتشافات عمقًا التي يمكن تخيلها".
وختمت المجلة: "قد نحتاج إلى عبور عتبة الحساسية قبل التمكن من تحقيق اكتشافات الانفجار الكامبري، بدلاً من ذلك، إذا كنا حقًا بمفردنا، فيجب أن نفكر في الجمال الفريد
وهشاشة الحياة هنا على الأرض".