جاء ذلك وفق ما نقله موقع "والا" العبري عن مسؤولين أمريكيين وإسرائيليين، بعد يوم من لقاء جمع بلينكن بالرئيس الفلسطيني في رام الله.
وبحسب الموقع، تبحث إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن عن طرق لاحتواء التصعيد في الضفة الغربية، خشية أن يؤدي إلى انفجار ويتحول إلى انتفاضة ثالثة.
ويرى مسؤولون أمريكيون وإسرائيليون كبار أن فقدان السيطرة الأمنية للسلطة الفلسطينية في شمال الضفة الغربية هو سبب رئيسي للتصعيد.
في الأيام التي سبقت زيارة بلينكن إلى المنطقة، شهدت الضفة الغربية والقدس أكبر تصعيد منذ أكثر من عقد.
ففي يوم الخميس الماضي، قُتل عشرة فلسطينيين بينهم امرأة مسنة بعملية للجيش الإسرائيلي في جنين، وبعد ذلك بيوم، أعلنت السلطة الفلسطينية تعليق التنسيق الأمني مع إسرائيل.
وفي اليوم التالي، قتل فلسطيني 8 إسرائيليين عندما أطلق النار على مستوطنين قرب كنيس يهودي في مستوطنة "النبي يعقوب" بالقدس الشرقية.
في السنوات الثلاث الماضية، كانت هناك عملية تدريجية لإضعاف السلطة الفلسطينية وأجهزتها الأمنية - خاصة في مدينتي جنين ونابلس شمالي الضفة الغربية.
تمت هذه العملية جزئياً بعد خطوات اتخذتها حكومة نتنياهو وإدارة ترامب خلال عام 2020 أدت إلى إضعاف السلطة الفلسطينية وتعليق التنسيق الأمني مع إسرائيل لعدة أشهر.
أدت الأزمة الاقتصادية في السلطة الفلسطينية والتململ العام لدى الجمهور الفلسطيني من السلطة إلى تراجع شرعيتها في تحفيز قوى الأمن الفلسطينية على استخدام سلطتها ضد عناصر متمردة.
وكانت النتيجة ظهور مجموعات مسلحة مرتبطة بحركة "الجهاد الإسلامي" و"حماس" و"فتح" لا تقبل بأوامر السلطة، ولاحقاً حدثت ظاهرة مماثلة في نابلس وإن كانت على نطاق أصغر على شكل مجموعة "عرين الأسود".
أصبحت جنين ونابلس قاعدة لهجمات ضد الجنود الإسرائيليين والمستوطنين في الضفة الغربية وكذلك للهجمات داخل الأراضي الإسرائيلية.
وبحسب "والا" خلال لقاء بلينكن ومحمود عباس في رام الله، قال وزير الخارجية الأمريكي للرئيس الفلسطيني إن أهم خطوة على السلطة الفلسطينية أن تتخذها لوقف التصعيد هي تبني وتنفيذ خطة أمنية صاغها المنسق الأمني العام الأمريكي الجنرال مايك فنزل - بحسب مسؤولين أمريكيين وإسرائيليين كبار.
وقال المسؤولون الأمريكيون والإسرائيليون إن خطة الجنرال فنزل تتضمن خطة للسلطة الفلسطينية لاستعادة السيطرة على جنين ونابلس. وتتضمن إنشاء قوة فلسطينية خاصة يتم تدريبها وإرسالها إلى هاتين المدينتين لمواجهة المجاميع المسلحة وإخضاعها.
قدم فنزل خطته للحكومة الإسرائيلية والسلطة الفلسطينية. وبينما أعربت إسرائيل عن دعمها للخطة، قدمت السلطة الفلسطينية سلسلة من التحفظات ولم تعط ردا إيجابيا.
وقالت مصادر مطلعة على الموضوع إن الفلسطينيين مستاؤون من حقيقة أن الخطة لا تفرض أي مطالب على إسرائيل، مثل تقليص نشاط الجيش الإسرائيلي في المنطقة "أ" بالضفة الغربية.
وقال الفلسطينيون للأمريكيين "لا يمكننا العمل خلال النهار عندما يقتل الجيش الإسرائيلي الناس في الليل".