دراسة تكشف عن وظائف جديدة لأجزاء من "الدماغ القديم"

الجزء الخلفي من الدماغ هو منطقة تتحكم في الوظائف الحيوية الأساسية مثل معدل ضربات القلب والتنفس والتوازن، يعتبر الجزء الخلفي هو أكثر أجزاء الدماغ بدائية، ويعمل كحلقة وصل رئيسية بين الحبل الشوكي ومناطق الدماغ العليا.
Sputnik
اكتشف الباحثون في موقع جانيليا للأبحاث التابع لمعهد هوارد هيوز الطبي، أن الجزء الخلفي هو منطقة "قديمة" حفظت مع عملية التطور في الجزء الخلفي من الدماغ، التي تساعد الحيوانات في حساب موقعها، واستخدام هذه المعلومات لمعرفة المكان الذي تحتاج إلى الذهاب إليه بعد ذلك.
أوضح الباحثون أنه لمعرفة كيف تفهم الحيوانات موقعها طبقوا تجربة على سمكة زرد شفافة صغيرة، بالكاد يبلغ طولها نصف سنتيمتر، في بيئة الواقع الافتراضي التي تحاكي التيارات المائية، وعندما يتحول التيار بشكل غير متوقع، يتم دفع الأسماك في البداية عن مسارها، ومع ذلك، فهذه الأسماك قادره على تصحيح تلك الحركة والعودة إلى حيث بدأت.
بينما تسبح سمكة الزرد في بيئة الواقع الافتراضي، يستخدم الباحثون تقنية تصوير الدماغ بالكامل لقياس ما يحدث في دماغ السمكة، وتسمح هذه التقنية للعلماء بالبحث في الدماغ بأكمله لمعرفة الدوائر التي يتم تنشيطها أثناء سلوكها في تصحيح المسار.
توقع الباحثون أن يروا نشاطا في الجزء الأمامي حيث يوجد الحُصين الذي يحتوي على "خريطة معرفية" لبيئة الحيوان، ولدهشتهم، رأوا نشاط في عدة مناطق من النخاع، حيث تم نقل المعلومات حول موقع الحيوان من دائرة تم تحديدها حديثًا عبر بنية الجزء الخلفي تسمى الزيتون السفلي إلى الدوائر الحركية في المخيخ، والتي تمكن السمكة من الحركة، وعندما تم حظر هذه المسارات، لم تتمكن السمكة من العودة إلى موقعها الأصلي، حسب مجلة "scitechdaily" العلمية.
يقول يانغ المؤلف الأول لهذه الدراسة الجديدة: "وجدنا أن السمكة تحاول حساب الفرق بين موقعها الحالي وموقعها المفضل، وتستخدم هذا الاختلاف لتوليد إشارة "خطأ"، يرسل الدماغ إشارة الخطأ هذه إلى مراكز التحكم في جهاز الحركة حتى تتمكن السمكة من التصحيح بعد تحريكها عن طريق التدفق دون قصد، حتى بعد ثوانٍ عديدة".
مجتمع
عندما لا يستطيع الناجون التحدث بعد السكتة الدماغية... الأسباب والعلاج
وأكد الباحثون أنه لا يزال من غير الواضح ما إذا كانت هذه الشبكات نفسها تقوم بدور مماثل في الحيوانات الأخرى، لكن يتأملون أن تبدأ المخابر التي تدرس الثدييات الآن في البحث في الجزء الخلفي عن الدوائر المتماثلة للملاحة.
وتابع الباحثون أن شبكة الدماغ الخلفي هذه يمكن أن تكون أيضًا أساسًا لمهارات ملاحية أخرى، مثلا، عندما تسبح سمكة إلى مكان معين للحصول على مأوى.
مناقشة