وفي الورقة البحثية المنشورة في مجلة "Management Science"، قيم العلماء أداء 121 لاعبا للشطرنج في 3 بطولات من 7 جولات في ألمانيا، وذلك في الأعوام 2017 و2018 و2019 ، والتي كانت تضم أكثر من 30 ألف حركة أداء شطرنج.
كما قارن الباحثون الحركات الفعلية التي قام بها اللاعبون، مقابل الحركات الموازية التي يحددها "ستوك فيش"، وهو محرك شطرنج مجاني ومفتوح المصدر على الإنترنت، يُستخدم بشكل شائع لحساب الحركة المثالية في سيناريوهات الشطرنج المختلفة، التي يحتاجها اللاعبون.
وفي أماكن إقامة البطولات، قام الباحثون بتوصيل 3 أجهزة استشعار لجودة الهواء متصلة بشبكة الإنترنت، من أجل قياس نسبة ثاني أكسيد الكربون، ودرجة الحرارة، وتركيزات الجسيمات الصغيرة في الهواء البالغ عرضها ميكرون ونصف ميكرون أو أقل، والتي غالبا ما يتم إنتاجها من حرق مواد مثل تلك الموجودة في محركات السيارات، ومحطات الفحم، وحرائق الغابات، وحرق الأخشاب.
واستمرت كل بطولة من البطولات الثلاث 8 أسابيع، مما يعني أن اللاعبين واجهوا مجموعة متنوعة من الظروف الجوية.
وبعد احتساب عوامل أخرى، مثل الضوضاء، وتغيرات درجة الحرارة، وتركيزات ثاني أكسيد الكربون، وجد العلماء في النهاية، أن تلوث الهواء تسبب في انخفاض أداء اللاعب، وزادت احتمالات أن يرتكب لاعبو الشطرنج خطأ بنسبة 2.1 نقطة مئوية، فيما زاد حجم هذه الأخطاء بنسبة 10.8٪.
وتعليقا على النتائج، أكد خوان بالاسيوس، الخبير الاقتصادي في معمل التحضر المستدام التابع لمعهد ماساتشوستس للتكنولوجيا والمؤلف المشارك في الدراسة، أن "التعرض العشوائي الخالص لتلوث الهواء هو الذي يحرك أداء هؤلاء اللاعبين، ويحدث فرقا في جودة الحركة واتخاذ القرار الصحيح في اللعب".
بينما يرى ليون واتسون من موقع "Chess.com"، أن اللاعبين المحترفين كانوا يراقبون بالفعل جودة الهواء أثناء اللعب، وقال: "من الواضح أن الإدراك مهم للغاية في لعبة الشطرنج، وقد قام بالفعل بعض اللاعبين الكبار، مثل ماغنوس كرلسن، وأنيش غيري، بالتركيز على مدى أهمية جودة الهواء".
وعلى الرغم من أن الدراسة تركز فقط على لاعبي الشطرنج، إلا أن مؤلفي الدراسة قالوا إن لها آثارا على أي شخص يضطر إلى التفكير بجد في العمل في المناطق الملوثة.