وأوضح في اتصال مع "سبوتنيك"، اليوم الأحد، "منذ أن فاز بوش الابن في الانتخابات الأمريكية 2000 على المرشح الديمقراطي آل غور بفارق يزيد بقليل عن 500 صوت في ولاية فلوريدا ساد التشاؤم في بغداد في الأوساط السياسية والاستخبارية، لأن إدارة بوش تشكلت من أفكار اليمين المتطرف المؤيد بقوة لإسرائيل".
وأضاف: "كانوا يتبنون خيار تغيير النظام في بغداد بهدف تحقيق سيادة أمريكا على العالم، فقد كان مُنظًروهم يرون أن صدام حسين هو العقبة التي تحول دون تحقيق القطبية الأحادية عقب انهيار الاتحاد السوفيتي أوائل التسعينات".
وتابع: "وجدوا ضالتهم في الهجوم الإرهابي على مركز التجارة العالمي في نيويورك ومبنى البنتاغون لفرض أجندتهم العدائية".
ويتذكر الجميلي، ويقول "على الرغم من مرور ما يزيد عن 20 عاما على تلك الأحداث، لم تمح من ذاكرتي تلك الأيام التي كانت الإدارة الأمريكية تسعى بشتى الطرق إلى تسويق الأكاذيب لتبرير يمهد لغزو العراق في العام 2003".
وأضاف: "قد كان اليمين المتطرف يفتعل الأحداث واحدة تلو الأخرى وكان نائب الرئيس ديك شيني وفريقه يسوق المسؤولين في وزارة الخارجية الأمريكية والمخابرات المركزية لتبني وجهة نظرهم المعقودة بالأوهام والكراهية والحقد".
وأكمل المسؤول العراقي السابق: "بلغ بهم الكذب أعظم الدرجات عندما ظهر وزير الخارجية كولن باول في اجتماع لمجلس الأمن الدولي يوم 5 فبراير/شباط 2003 جالسا خلفه جورج تينت مدير (السي أي إيه) وكان باول يلوح بعلبة أو أنبوب صغير لا يتجاوز حجمه سنتمترات، وقال إن صدام حسين يمتلك سلاحا بايولوجيا وأن كمية بهذا الحجم بإمكانها تدمير مدينة بحجم نيويورك، وزاد على تلك الكذبة بأخرى مدعيا أن العراق يرتبط بعلاقة مع بعض قيادات تنظيم القاعدة (الإرهابي المحظور في روسيا) ويوفر لهم الملاذ".
وأكد أن باول كان يعرف أن ما عرضه أمام العالم مجرد أساطير من تأليف عملاء الـ"سي أي إيه" واليمين المتطرف، ولكنه آثر ممارسة النفاق ودور الممثل ليحض العالم على دعم العمل العسكري لتدمير العراق، لافتا إلى أن العراق في حالة خرق مادي لقرار مجلس الأمن الدولي 1441 ولا يستحق إعطاءه فرصة أخرى.
واستطرد: "كان الأجدر بباول وهو عسكري يفهم مآسي الحروب أن يغادر منصبه وأن لا يضع نفسه في ذلك الموقف الذي ساقه إلى الندم طوال ما تبقى من حياته مصابا بالاكتئاب، جراء ما لحق بسيرته من سوء، فمات تلاحقه لعنة الثكالى والأيتام و ملايين المشردين، أما جورج تينت فقد نشر مذكراته محاولا تبرئة المخابرات المركزية من تلك الجريمة ملقيا اللوم على الهيئة السياسية في وزارة الدفاع واليمين المتشدد".
واختتم الجميلي بقوله: "إن جميع من ساهم في نشر تلك الأكاذيب وساقوا جنودهم لغزو العراق اختفوا وأصبحوا خارج التاريخ، أما الرئيس بوش الابن، فأينما ظهر فهو يواجه سيلا من الشتائم تلاحقه لعنة التاريخ والعالم".