انقشاع الظلام يكشف عن كارثة تحت أنقاض زلزال سوريا واستنفار كامل للحكومة... صور وفيديو
كشف انقشاع ظلام الليل في سوريا عن كارثة حقيقية، صباح اليوم الاثنين، حيث لم يشهد المواطنون السوريون سابقا زلزالا بهذه الشدة منذ 28 عاما، أو على الأقل خلال العمر الاستثماري للشبكة الوطنية للرصد الزلزالي في سوريا التي بدأت عملية الرصد عام 1995.
Sputnikوتجاوزت حصيلة ضحايا الزلزال الذي ضرب شمالي سوريا، الـ656 حالة وفاة و1419 إصابة، مع ترجيحات بزيادة الأعداد مع استمرار عمليات الإنقاذ.
الأسد يوجه بإجراءات عاجلة
وفور الاجتماع الطارئ الذي عقده الرئيس السوري بشار الأسد مع حكومته، صباح اليوم، استنفرت مؤسسات الدولة كامل قدراتها استجابة لتداعيات الزلزال الذي ضرب سوريا فجر اليوم بقوة بلغت 7.7 درجة على مقياس ريختر، مخلفًا ضحايا وأضرارا جسيمة في محافظات حلب واللاذقية وطرطوس وحماة وإدلب.
وقال معاون وزير الصحة الدكتور أحمد ضميرية في تصريح لمراسل "سبوتنيك"، إن الوفيات والإصابات توزعت في محافظات حلب واللاذقية وحماة وطرطوس.
وأضاف ضميرية تم رفع الجاهزية في أقسام إسعاف المشافي في كل المحافظات واستنفار فرق الاستجابة التي تقوم بنقل الإصابات للمشافي.
وبيّن معاون وزير الصحة أنه تم تطبيق خطة الطوارئ العامة وخطة الإمداد للمستلزمات والأدوية لتزويد الأماكن المتضررة، وتوجيه المشافي الخاصة لفتح أبوابها للمصابين واستقبال جميع الحالات دون استثناء.
مساعدات طبية إسعافية
بدوره أكد مدير صحة ريف دمشق الدكتور ياسين نعنوس في تصريح لـ" سبوتنيك"، إرسال سيارات إسعاف وعيادات متنقلة (بالتجهيزات والمستلزمات والكوادر الصحية) من ريف دمشق إلى اللاذقية وحلب.
ولفت نعنوس إلى"عدم وجود ضحايا في ريف دمشق، ورغم ذلك فإن المديرية في استنفار كامل ضمن الغرفة المركزية لمتابعة الأمور بشكل آني واتخاذ جميع الإجراءات اللازمة ضمن الإمكانيات المتوفرة".
وتسبب الزلزال بسقوط مئات الضحايا وعدد كبير من الإصابات، وانهيار وتصدع عشرات الأبنية السكنية في محافظات حلب واللاذقية وحماة وإدلب.
الرصد الزلزالي: الأقوى منذ 1995
بدوره أكد مدير عام المركز الوطني لرصد الزلازل في سوريا، الدكتور رائد أحمد، في تصريح لـ"سبوتنيك"، أن أكثر المناطق المتأثرة في الزلزال هي مناطق شمال سوريا "حلب - اللاذقية - حماة - إدلب- طرطوس" حيث يوجد أضرار مادية وجسدية، أما بالنسبة لباقي المحافظات فقد كان التأثير جزئي ولم يحدث أي نوع من الأضرار.
وبالنسبة للمناطق المتضررة جراء الحرب كمناطق ريف دمشق، قال الأحمد: "الدمار الذي سببته الحرب في البنية التحتية كبير جدا، إلا أن الأبنية تعد من الأساس بحالة جيد ومقاومة للهزات الأرضية والزلازل البعيدة، حيث أن تضرر الأبنية وتأثرها بالهزات يكون وفقا لاستجابة هيكل بنائها ومقاومتها للزلازل، أما التخوف الكبير فهو من أبنية المخالفات فتأثرها أكبر من حيث الدمار".
وتابع أحمد، قائلا: "حدثت وستحدث هزات ارتدادية تباعاً لكنها أضعف بكثير من قوة الزلزال الذي وقع، ويمكن للمواطنين الذين نزلوا من بيوتهم إلى الطرقات العودة لمنازلهم في حال عدم تصدعها، لأن جميع الهزات الارتدادية اللاحقة أضعف شدة، حيث أن حالة عدم الاستقرار الزلزالي ستكون مستمرة، ولكنها بهزات أضعف تأثيرا وضمن حدود الـ5 درجات".
وختم مدير عام المركز الوطني لرصد الزلازل في سوريا حديثه أن هذا الزلزال يُعد الأقوى تأثيرا للبلاد منذ عام 1995، علماً أن آخر زلزال ضرب سوريا كان في عام 1759.
رفع الجاهزية العامة في سوريا
وفي سياق متصل، رفعت وزارة التعليم العالي والبحث العلمي الجاهزية في مشافي حلب وتشرين والبعث الجامعية وخاصة منظومة الإسعاف وأقسام العمليات بجميع أنواعها من أجل استقبال الجرحى والمصابين لتقديم العلاجات الطبية اللازمة بوجود الكوادر الطبية والفنية والتمريضية، وتم التنسيق مع رؤساء الجامعات من أجل تأجيل الامتحانات المقررة ليوم الاثنين لموعد لاحق وفق المستجدات التي يقدّرها رئيس الجامعة.
كما استنفرت ورشات الشركات العامة للكهرباء في المحافظات ووحدات العمليات التشغيلية لمؤازرة عمال شركات الكهرباء في حلب واللاذقية وطرطوس وحماة وتزويدها بالمواد اللازمة لإصلاح أضرار الزلزال على الشبكة الكهربائية.
وقال أمين سر محافظة حلب جورج بخاش في تصريحات لوكالة "سبوتنيك"، إن "السلطات في المحافظة تحركت على الفور لمساعدة السكان المتضررين من الزلزال".
كما وضعت وزارة النقل جميع المؤسسات في حالة استنفار وجاهزية وتلبية جميع المتطلبات اللوجستية لفرق الإغاثة والمساندة وعمليات المحافظة في إزالة الأضرارالناجمة عن الزلزال، وإيقاف النقل بالقطارات على كامل شبكة السكك الحديدية كأجراء احترازي.
كما باشرت الفرق الفنية في مؤسسات المواصلات الطرقية والخطوط الحديدية وإنشاء الخطوط بالكشف على شبكات الطرق والجسور والسكك الحديدية ووضع شقق سكنية في سكن السكك الحديدية في حلب لخدمة المحافظة لإيواء المتضررين ومدها بالمستلزمات الضرورية.
وتساند الروافع الشوكية وروافع الحمولات الكبيرة الموجودة في مرفأ اللاذقية عمليات إزالة للأنقاض في اللاذقية منذ الصباح الباكر والآليات الثقيلة المتوافرة في مؤسسات وشركات قطاعات النقل المختلفة وفرق الدفاع المدني والإطفاء المتواجدة في المطارات والموانئ في خدمة عمليات المحافظة على مدار الساعة وتقوم الفرق الفنية في جميع مباني المؤسسة والشركات والمديريات بتقييم تصدعات المباني والكشف الفني وسلامتها وسلامة العمل فيها.
وأفاد مراسل سبوتنيك بوقوع هزة ارتدادية قوية بالقرب من الحدود السورية التركية شعر بها سكان ريفي إدلب وحلب.