خبراء: زيارة لافروف إلى العراق تحمل الكثير من الرسائل

تأتي زيارة وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إلى بغداد في ظل أزمات داخلية سياسية واقتصادية يعاني منها العراق وتتزامن مع الذكرى الـ 20 للاحتلال الأمريكي لهذا البلد في 2003.
Sputnik

ما الرسائل التي تحملها تلك الزيارة وكيف ينظر العراقيون لها في هذا التوقيت؟

بداية يقول عباس الزيدي، الباحث والمحلل السياسي العراقي: "نحن اليوم كشعب عراقي ننظر بمزيد من التقدير والاحترام لزيارة وزير الخارجية الروسي، وربما يعول الكثيرون من أبناء الشعب العراقي على روسيا للخروج من أزماته التي صنعها الاحتلال الأمريكي من أجل الضغط على صانع القرار بما ينسجم مع الأهداف الأمريكية".

ظروف متشابكة

وأضاف في حديثه لـ"سبوتنيك": "تأتي اليوم زيارة لافروف إلى بغداد لمناقشة وضع العلاقات والمصالح المشتركة ما بين بغداد وموسكو، في ظل ظرف دولي شائك، وخصوصا فيما يتعلق بأزمة الدولار وضغوط واشنطن على العراق من أجل تعويض الغاز الروسي".
لافروف يزور العراق لبحث العلاقات الثنائية وعدد من القضايا
وتابع الزيدي: "أعتقد أن لافروف يحمل رسالة تحذيرية للنظام السياسي بالعراق بعدم المساس بسياسات منظمة "أوبك" للدول المصدرة للنفط، وكذا ما يتعلق بالضغوط الأمريكية التي سمحت لإقليم كردستان ببيع الغاز خارج إرادة وإطار المنظمة وخارج إيرادات الحكومة الاتحادية في بغداد"، مشيرا إلى أنه كما تقوم قوات الاحتلال الأمريكي بسرقة النفط والحبوب من سوريا، فإنها تحاول أن تمارس هذا الدور بطريقة أخرى في العراق.

الانفتاح على العالم

وطالب الباحث السياسي العراقي أن ينفتح العراق على الجانب الروسي كأحد أوراق الضغط المهمة ضد الاحتلال الأمريكي، مشيرا إلى أن علاقة بغداد وموسكو التاريخية حافلة بالانجازات الكبيرة التي تحققت على أصعدة ومستويات كبيرة، مضيفا: "نأمل من الجانب الروسي الكثير من المواقف الإيجابية والداعمة والمساندة للقوى السياسية الوطنية وفصائل المقاومة في العراق، حيث تواجه فصائل المقاومة الاحتلال الأمريكي، وستظل حتى طرد آخر جندي محتل من البلاد".

سياسة متوازنة

من جانبه يقول وائل الركابي، الكاتب والمحلل السياسي العراقي: "من المؤكد أن زيارة لافروف إلى بغداد تؤكد على أن الحكومة العراقية الحالية ماضية نحو الانفتاح على كل الدول المؤثرة في السياسة العالمية وصاحبة الريادة في البناء والاقتصاد والبنى التحتية".
وأضاف في حديثه لـ"سبوتنيك": "روسيا من الدول العظمى التي تمتلك هذه القدرات والإمكانيات، ولذلك فإن العراقيين يعتقدون أن الانفتاح على روسيا، يؤكد أن السياسة العراقية الحالية هي سياسة البحث عن المصالح أينما كانت ما بين هذه الدول".
المالكي يعلن تلقيه دعوة لزيارة موسكو من لافروف
ولفت إلى أن السياسة العراقية الحالية تحاول قدر الإمكان الابتعاد عن الميل إلى جهة دون أخرى، فقد كانت هناك زيارات عراقية إلى ألمانيا وفرنسا والسعودية، والحديث الآن عن زيارة مرتقبة إلى واشنطن، حيث أن لدى العراق اتفاقيات مع واشنطن، علاوة على أن رئيس الوزراء العراقي زار الرياض وحضر القمة "الصينية - العربية".
وتابع الركابي: "ما سبق يؤكد على أن العراق ماض في تحقيق عملية البناء الواعد، وكما يعلم الجميع فإن العقدين الماضيين شهدا تسلل الإرهاب والفساد وكثيرا من القضايا إلى أن وصلت إلى الخلافات السياسية المحلية.

روسيا والعراق

وأكد المحلل السياسي العراقي أن الانفتاح السياسي اليوم على روسيا ضروري، مضيفا: "لدينا معهم تجارب سابقة طيلة حقبة زمنية ماضية".
وقال وائل الركابي: "العراقيون يعتمدون على التسليح الروسي اعتمادا كبيرا ويعرفونه جيدا".
وتابع: "لذا فإن هذا التوجه العراقي سوف يخلق حالة من التوازن الجديد، كما سيجعل من العراق بلدا محايدا ومنفتحا على جميع الأطراف بدلا من سياسة الانغلاق التي لا تخدم مصالح البلاد".
وأضاف: "سياسة الانفتاح هي مواقف كبيرة حتى في حربنا ضد "داعش" (الإرهابي المحظور في روسيا ودول عديدة أخرى) حيث تشكلت لجنة رباعية أو مركز رباعي ضم روسيا والعراق وإيران وسوريا، وبالتالي فإن علاقتنا لم تتوقف مع روسيا، ولذلك نعتقد بأن هذه الزيارة المهمة لها تأثير إيجابي على مصلحة الدولتين وخاصة العراق.
لافروف يعلن عن الاستعدادات للقاء بين بوتين ورئيس الوزراء العراقي
وأعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يتوقع لقاء رئيس الوزراء العراقي محمد السوداني.
وقال لافروف في لقاء مع رئيس الوزراء العراقي خلال زيارته لبغداد: "نحن سعداء للغاية لوجودنا هنا مرة أخرى… أود أن أنقل تحيات الرئيس بوتين الحارة. يتذكر محادثتك في نهاية العام ويأمل بناء على نتائج محادثات اليوم أن نحضر للقائكما".
وفي وقت سابق، أجرى لافروف محادثات مع الرئيس عبد اللطيف رشيد ووزير الخارجية فؤاد حسين، ويتوجه لافروف بعد ذلك إلى مالي وموريتانيا والسودان.
وتحدث الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في نهاية نوفمبر/ تشرين الثاني عبر الهاتف مع رئيس وزراء السوداني وهنأه على توليه منصبه.
وناقش الطرفان بعد ذلك الأوضاع في شمال العراق في ضوء الهجمات التركية والإيرانية، بالإضافة إلى قضايا توسيع العلاقات التجارية والاقتصادية.
سفير روسيا لسبوتنيك: "داعش" لم يعد قوة في العراق لكن إذا عاد فسيكون أسوأ مما يمكن توقعه
وقالت وزارة الخارجية العراقية في بيان سابق، إن "وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف وصل إلى بغداد في زيارة رسمية، يلتقي خلالها الرئاسات الثلاث، ويبحث مع نظيره نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية فؤاد حسين، سبل الدفع بالعلاقات الثنائية لآفاق أوسع"، وفق موقع "السومرية" العراقي.
من جانبها، قالت الخارجية الروسية إن سيرغي لافروف سيعقد خلال زياراته مباحثات مع الرئيس العراقي عبد اللطيف رشيد ورئيس الوزراء محمد شياع السوداني ووزير الخارجية العراقي فؤاد حسين.
ولفتت إلى أنه خلال المفاوضات مع القيادة العراقية، سيناقش لافروف احتمالات زيادة الشراكة التجارية في مجال الوقود والطاقة، بالإضافة إلى تفعيل التجارة والتعاون الاقتصادي والعسكري والتقني.
مناقشة