وأضاف في حديثه لـ"سبوتنيك"، اليوم الاثنين، أن القرارات التي تم الإعلان عنها مؤخرا فيما يتعلق بالتطبيع بين السودان وإسرائيل، لا تعبر عن الشعب السوداني بقدر ما هى تعبر عن شخص رئيس مجلس السيادة الفريق عبد الفتاح البرهان، وهو من يتولى هذا الملف بنفسه.
وأضاف:
"لاحظنا أن نائبه الفريق محمد حمدان دقلو، أعلن أنه لا علم له بزيارة وزير الخارجية الإسرائيلي، ولم يسمع عنها شيئا".
وتابع: "هذا يؤكد أن قرار التطبيع الذي يجري الحديث عنه هو قرار فوقي صادر عن رئيس مجلس السيادة وقائد الجيش الآن".
وتساءل تاور، عن أسباب العجلة والهرولة في مثل تلك الأمور، هى أسئلة الشارع التي لا يجد لها إجابات في الوقت الذي تتحرك فيه كل الجهات من أجل إنجاح الاتفاق الإطاري الذي وقعت عليه بعض القوى السياسية والحزبية في البلاد؛ الكثير من الأحزاب السياسية أصدرت بيانات تناهض هذا الشأن، على رأسها حزب الأمة والمؤتمر السوداني وحزب البعث، وجميع الكيانات السياسية الموجودة الآن في السودان تناهض تلك المسألة، ناهيك عن حزب المؤتمر الوطني (المنحل) والحراك الإسلامي والشارع، لكن من حيث الواقع هنالك أمر ما يجري في تلك المسألة، حتى الحكومة التي ستكون منتخبة في المستقبل سوف تجد نفسها في حيرة من هذا الأمر، لأن الرجوع عن هذا الأمر سيكون بالغ الصعوبة بعد أن يتم التوقيع عليه من حكومة الأمر الواقع الموجودة الآن في البلاد.
وأشار الخبير الاستراتيجي إلى أن إسرائيل اختارت هذا التوقيت بعناية فائقة ودراسة متعمقة، فهى تعلم الحال السياسي والاقتصادي في البلاد ومع هذا كان هدفها الوصول إلى تلك النقطة وهى التوقيع مع السودان بأن شكل، ولا يخفى علينا أن الدولة ربما تكون الوحيدة التي تتخذ قراراتها في الشرق الأوسط بعد دراسات وبحوث وتحاليل، وهنا أرى أن إسرائيل ربما وجدت الفرصة مهيأة في ظل وجود البرهان قبل تسليم السلطة للمدنيين حال تم الاتفاق.
وكانت وسائل إعلام إسرائيلية، أفادت بأن هناك زيارة مرتقبة سيقوم بها مسؤول سوداني كبير إلى إسرائيل خلال أيام، لتوثيق العلاقات بين البلدين.
وحسب صحيفة "يسرائيل هيوم"، فإنه من المتوقع أن يصل مسؤول كبير في الحكومة السودانية إلى إسرائيل خلال الأيام المقبلة، لمواصلة الاستعدادات لتوقيع اتفاق سلام بين الخرطوم وتل أبيب.
وأضافت أن "المسؤول السوداني سيلتقي وزير الخارجية إيلي كوهين الذي يقود الاتصالات مع السودان"، بالإضافة إلى مسؤولين كبار آخرين في إسرائيل.
أوضحت الصحيفة أن "الغرض من وصول المسؤول السوداني لإسرائيل هو تعزيز العلاقات قبل توقيع اتفاق السلام وكذلك مواصلة الاستعدادات للاعتراف المتبادل، بعد تشكيل حكومة مدنية في السودان".
وقام وزير الخارجية الإسرائيلي كوهين، الخميس الماضي، بزيارة تاريخية للخرطوم، سلم خلالها رئيس مجلس السيادة السيادي عبد الفتاح البرهان، مسودة اتفاق سلام بين البلدين، وفق الصحيفة.
وكان وزير الخارجية الإسرائيلي إيلي كوهين، قد أعلن الخميس الماضي أن "إسرائيل والسودان سيوقعان اتفاق سلام في واشنطن خلال العام الجاري".
يذكر أنه على الرغم من إعلان السودان عن انضمامه إلى "اتفاقيات أبراهام"، إلا أن الخرطوم لم توقع رسميا حتى الآن على هذه الاتفاقيات.
وكان السودان وإسرائيل قد اتفقا على تطبيع العلاقات في أكتوبر/ تشرين الأول من عام 2020، كجزء من "اتفاقيات أبراهام" برعاية الولايات المتحدة، وهي سلسلة من الاتفاقات التي جعلت إسرائيل تقيم علاقات مع الإمارات والبحرين والمغرب، لكن التقدم تعثر بسبب الاضطرابات السياسية في السودان.