وأوضح في تصريحات خاصة لـ"سبوتنيك"، أن الزيارة تأتي "في ظل ظروف صعبة وتحديات أمنية وسياسية كبيرة تعيشها منطقة الساحل، والتي تتعرض منذ فترة طويلة لمخاطر التطرف والإرهاب، والحركات الانفصالية التي بدأت تظهر وتنشط من حين لآخر".
وقال ولد بنيوك إن "موريتانيا بحاجة إلى تحالف دولي صلب، وقوة دولية قادرة على مساعدتها، في مواجهة هذه التحديات الخطيرة التي تعيشها دول القارة ومنطقة الساحل بشكل خاص"، لافتًا إلى أن الدور الروسي مهم ومؤثر وقوي في هذه المنطقة، لا سيما في ظل الحضور الروسي اللافت في دول مثل مالي وبوركينا فاسو.
وتوقع ولد بنيوك أن تكون زيارة لافروف تمهيدا وفاتحة لعلاقات قوية ما بين موسكو ونواكشوط، في مجال مكافحة الإرهاب والتصدي للمخاطر الأمنية المحدقة التي تحيط بموريتانيا، والتي وإن لم تتعرض لحد الساعة لهذا الخطر بشكل مباشر، بيد أنها تعيش في بؤرة صراع قوي ومحتدم، وقد يشهد تطورًا في الفترات القادمة، خاصة في ظل ما تعانيه المنطقة والدول المجاورة لموريتانيا من ضعف وهشاشة، حيث ينخر فيها الفقر والجوع، والبيئات السياسية غير المستقرة، وهي بيئة مناسبة وخصبة لاستقطاب الحركات المتطرفة.
وأكد البرلماني الموريتاني على أهمية الزيارة بالنسبة لدولته ولحكومة بلاده، خاصة في مجال الاستفادة من الخبرات الروسية في عدة قضايا، أبرزها الجانب الأمني ومكافحة الإرهاب والتطرف، وكذلك المجالات الاقتصادية والسياسية المهمة التي تهم الدولتين.
وفيما يتعلق بالجانب الاقتصادي، أوضح أن موسكو لديها خبرات واسعة في مجال استغلال الغاز واستخدامه والاستفادة منه، وموريتانيا دولة حديثة في هذا المجال، ومقبلة بقوة على إنتاج الغاز، ما يجعل التعاون مع روسيا في هذا الجانب مفيد لموريتانيا.
وأشار إلى أن بلاده تنشط في مجال الثورة السمكية وتصدير الأسماك، وهو محط اهتمام دولي وروسي تحديدًا، متوقعًا توقيع عدة اتفاقيات واعدة ومهمة خلال الزيارة، في هذه المجالات التي ستشكل رافدًا اقتصاديًا مهمًا للبلدين.
وقال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، اليوم الأربعاء، بعد اجتماع مع الرئيس الموريتاني محمد ولد الغزواني، أن موسكو ونواكشوط تعتبران أنه من الضروري بناء علاقات اقتصادية، ولا سيما الاتصالات المباشرة بين الهياكل التجارية في البلدين.
وقال: "أجرينا محادثة شيقة وغنية للغاية مع الرئيس الموريتاني، بمشاركة وزير الخارجية ومساعدي السيد الرئيس. ناقشنا أولاً وقبل كل شيء حالة علاقاتنا الثنائية. واتفقنا على الاحتفال بشكل مناسب في الذكرى السنوية القادمة في العام المقبل - الذكرى الستون لإقامة العلاقات الدبلوماسية. وهذه الفترة مشبعة بتعاون مكثف في مختلف المجالات: التجارة والاقتصاد، والمجالات الإنسانية والتعليمية وبالطبع في مجال السياسة الخارجية".
وشدد لافروف على أنه "إلى جانب ذلك، بالطبع، نريد تنويع علاقاتنا وتوسيعها لتشمل مجالات أخرى، وخاصة مجال التعدين والرعاية الصحية".
ويقوم وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، بجولة في دول الشرق الأوسط وأفريقيا، حيث زار العراق ومالي، وحاليا موريتانيا ويخطط لزيارة إلى السودان.