وذكرت صحيفة "ديلي ميل" البريطانية، اليوم الأربعاء، أن الزلازل القاتلة التي ضربت تركيا، فجر يوم الاثنين الماضي، قد أحدثت تغييرا كبيرا في الصفائح التكتونية، التي تقع عليها تركيا، إذ دفعت بالبلاد إلى الغرب حوالي 3 أمتار.
ونقلت الصحيفة الغربية عن بعض خبراء الأرصاد أن هناك امتدادا بطول 225 كم من الصدع بين صفيحة الأناضول والصفيحة العربية قد تمزق بدوره، حيث تقع تركيا على خطوط الصدع الرئيسية التي تحد كل من صفيحات الأناضول والعربية والأوراسية.
وذكر كارلو دوجليوني، عالم الزلازل الإيطالي، إنه على خلفية هذا الصدع كان من الممكن أن تنزلق تركيا وتتحرك بما يصل إلى 5-6 أمتار، موضحا أن كل هذا يعتمد على البيانات الأولية، مع توفر معلومات أكثر دقة من الأقمار الصناعية خلال الأيام المقبلة.
فيما أفاد بوب هولدسورث، أستاذ الجيولوجيا في جامعة درم البريطانية، بأن مقدار تحرك تلك الصفائح قد يكون منطقيا تماما وذلك بالنظر إلى قوة الزلزال والدمار الذي تسبب به في تركيا، مضيفا أن هناك علاقة يمكن التنبؤ بها وموثقة على نطاق واسع بين قوة الزلزال ومقدار الإزاحة للصفائح التكتونية الذي يمكن أن يحدث.
ومن المعروف أن زلزالا بقوة 6.5 - 6.9 درجة يتربط بإزاحة تبلغ حوالي متر واحد، رغم أن أكبر الزلازل المعروفة يمكن أن ترتبط بإزاحات ما بين 10 - 15 مترا، كما أن تلك الإزاحات الأفقية للصفائح بإمكانها تدمير البنية التحتية الرئيسية تحت السطحية والسطحية، بما في ذلك أنابيب المياه وكابلات الكهرباء وخطوط أنابيب الغاز والأنفاق.
وفي وقت سابق من اليوم الأربعاء، أعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، ارتفاع حصيلة ضحايا الزلزال الذي ضرب بلاده إلى 9057 قتيلا.
وقال أردوغان إن عدد وفيات الزلزال ارتفع إلى 9057، فيما بلغ عدد الإصابات 52 ألفا و979 مصابا، وفق ما نقلته وكالة "الاناضول" التركية الرسمية.
وبحسب الرئيس التركي، دمر الزلزال 6 آلاف و444 منزلا.
وأشار إلى أن 60 ألف عنصر يشاركون في عمليات البحث والإنقاذ بينهم متطوعون وفرق من خارج البلاد.
وقال الرئيس التركي: "في ولاية هطاي حاليا 21 ألفا و200 عنصر بينهم قوات الدرك والشرطة ينفذون المهام الموكلة إليهم"، مضيفا أن المستشفى الجامعي في هطاي سيستأنف خدماته اعتبارا من مساء اليوم الأربعاء.
وأكد أردوغان أنه "بتكاتف الشعب والدولة سنرفع كافة أنقاض الدمار ولن نترك أي مواطن وحيدا"، ماضيا بالقول: "إنه وقت الوحدة والتضامن والاتحاد". وتابع "لا يمكنني استساغة من يسيرون حملات سلبية سعيا وراء مصالح سياسية ضيقة في هذا التوقيت".
وتعهد الرئيس التركي بالعمل "على تسريع إزالة الأنقاض وبناء المساكن عبر شركات المقاولات تحت إدارة الإسكان التركية "توكي" بولاياتنا الـ10 المتضررة من الزلزال".
وفجر الاثنين، ضرب زلزال بلغت قوته 7.7 درجات جنوبي تركيا وشمالي سوريا، أعقبه آخر بعد ساعات بقوة 7.6 درجات ومئات الهزات الارتدادية، ما خلّف خسائر كبيرة بالأرواح والممتلكات في البلدين.