وسط استمرار الانتهاكات الإسرائيلية... هل تنجح لقاءات حماس والجهاد بالقاهرة في تهدئة الأوضاع؟

وسط الجهود المصرية المبذولة لاحتواء الموقف، وفي ظل اللقاءات التي تعقدها مع قيادات في حركة "حماس" بالقاهرة، استبعد مراقبون فلسطينيون أن تفضي هذه المفاوضات إلى وقف أعمال المقاومة الفلسطينية، مؤكدين أن انتفاضة جديدة تطرق الأبواب.
Sputnik
وتستضيف القاهرة اجتماعات مع حركتي "الجهاد الإسلامي" و"حماس" بهدف تهدئة الأوضاع في الأراضي الفلسطينية في ظل التوتر الشديد الذي تشهده مع التصعيد المستمر هناك، وخاصة بعد تولي الحكومة الإسرائيلية الجديدة اليمينية المتشددة السلطة في إسرائيل.
هنية يوجه رسالة إلى "قمة الجزائر" ويدعو القادة العرب لدعم وإسناد الشعب الفلسطيني ومقاومته
وقالت حركة حماس إن وفدها القيادي برئاسة رئيس المكتب السياسي، إسماعيل هنية، سيناقش مع المسؤولين المصريين خلال زيارته للقاهرة، ملف العدوان الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني، وكذلك بحث الآليات التي تعزز العمل الوطني، في الوقت الذي أنهى فيه وفد قيادي رفيع من حركة "الجهاد الإسلامي" سلسلة لقاءات في القاهرة، بحثت ذات الملفات.

ومع استمرار الانتهاكات الإسرائيلية، وآخرها مقتل 5 فلسطينيين بغارة على مخيم للاجئين في الضفة الغربية، طرح البعض تساؤلات بشأن إمكانية نجاح مبادرة التهدئة المصرية في وقف التصعيد.

انتفاضة قريبة
استبعد مصطفى الصواف، المحلل السياسي الفلسطيني المقيم في قطاع غزة، أن تفضي المباحثات التي جرت مع حركة الجهاد الإسلامي، وتستمر مع حركة حماس في القاهرة إلى تغيير الواقع في الضفة الغربية، أو وقف الانتهاكات الإسرائيلية بحق الفلسطينيين، عبر الاغتيالات والاعتقالات المستمرة.
وبحسب حديثه لـ "سبوتنيك"، الاحتلال لن يتوقف عن إجرامه بحق الفلسطينيين، وإسرائيل تريد فقط من الوساطة المصرية الضغط على قوى المقاومة، وهو أول طريق فشل هذه الوساطات، ومن المتوقع أن تستمر المقاومة الفلسطينية.
وتابع: "الوساطة المصرية هي للضغط على المقاومة الفلسطينية في الضفة الغربية دون أن تمارس القاهرة نفس الدور على الجانب الإسرائيلي، وهي تعلم علم اليقين بأن الجانب الصهيوني يضرب بوساطته عرض الحائط، إذا اقتربت منه من خلال وقف إرهابه، ولذلك فشلت الوساطة مع الجهاد في نهاية المشوار وستفشل مع حماس في نهاية اللقاء".
وقال صواف إن الوساطة المصرية لن تحقق أي نتائج في وقف المقاومة الفلسطينية في الضفة الغربية، والولايات المتحدة الأمريكية متخوفة، حيث أكد مدير المخابرات الأمريكي أن ما يجري في الضفة من تصعيد سيكون نتيجته انتفاضة شعبية فلسطينية تؤثر على المنطقة برمتها.
مصر وفلسطين والأردن تؤكد ضرورة إيجاد أفق سياسي لاستئناف مفاوضات السلام وفق حل الدولتين
وأوضح أن لقاءات القاهرة مع وفد حماس ومن قبلها الجهاد لن تحدث أي خروقات في قضية التهدئة، نتيجة استمرار ممارسات الاحتلال الإسرائيلي الإرهابية، معتبرًا أن فعل المقاومة هو نوع من رد الفعل، للدفاع عن النفس، وأن الانتفاضة الفلسطينية ستكون قريبة.
إخفاق التهدئة
بدوره، يرى شرحبيل الغربي، المحلل السياسي الفلسطيني، ورئيس منتدى العلاقات الدولية، أنه رغم الجهود الدولية والمصرية المبذولة لتحقيق واستعادة الهدوء في المنطقة، تصر الحكومة الإسرائيلية برئاسة بنيامين نتنياهو والتي لا تلق قبولًا دوليًا كبيرًا على تنفيذ برنامجها، على المضي قدمًا في انتهاكاتها بحق الفلسطينيين.
وبحسب حديثه لـ "سبوتنيك"، هذا الإصرار من قبل الاحتلال مؤشر خطير على نوايا هذه الحكومة المتطرفة، واستمرار مسلسل الاغتيالات والاعتقالات بحق الشعب الفلسطيني يجعل فرص نجاح لقاءات القاهرة ضئيلة، أمام تعنت إسرائيل في وقف جرائمها وانتهاكاتها بحق الشعب الفلسطيني والمقدسات الدينية هناك.
وقال إن عنوان الصراع مع هذه الحكومة الإسرائيلية اليمينية المتطرفة هو التصعيد والانفجار في أي لحظة قادمة، وهذا لا ينعكس على قضية الاعتقالات والاغتيالات فقط، بل سينعكس على الواقع الفلسطيني ككل.
واعتبر الغريب أن استمرار ارتكاب الجرائم الإسرائيلية يعني فشل الجهود الدبلوماسية في إعادة تثبيت الهدوء مجددًا، وهو عنوان ومؤشر قوي على مرحلة ستشهد المزيد من التوترات والمواجهات، التي ربما تتطور إلى رمضان ساخن تشهد خلاله وتيرة كبيرة من المواجهات بين الاحتلال والفلسطينيين.
"حماس" تعلق على إعلان السودان التطبيع مع إسرائيل
وأكد أن التصعيد المتوقع في الفترة المقبل يأتي بالتزامن مع أعياد اليهود المرتقبة، وإصرار الصهيونية الدينية في حسم صراعها مع الفلسطينيين، من خلال الاستيطان في الضفة الغربية الذي يتنامى بصعود اليمين الإسرائيلي، وكذلك في القدس عبر التقسيم المكاني والزماني للمسجد الأقصى، وكلها عناوين تقول إننا أمام تصعيد إسرائيل خطير قادم.
وأكد المتحدث باسم حركة حماس حازم قاسم، أن التواصل بين مصر وحماس لم ينقطع، مشيرًا إلى أن وفد الحركة برئاسة هنية يعمل على طرح جميع القضايا ذات الاهتمام المشترك.
من جانبها أعلنت حركة الجهاد الإسلامي في بيان عقب انتهاء محادثات وفدها في القاهرة أن مباحثات الوفد تركزت حول الأوضاع الميدانية في الضفة الغربية والقدس، بالإضافة للتطورات السياسية وأهمية تحقيق الوحدة الوطنية لـ "مواجهة حكومة التطرف الصهيوني"، وذلك على حد قولها.
وقتلت القوات الإسرائيلية خمسة فلسطينيين خلال عملية نفّذتها في مدينة أريحا في الضفة الغربية، فيما أكدت حركة حماس أن من بين القتلى عناصر من صفوفها. ووصف رئيس المكتب السياسي للحركة إسماعيل هنية، في بيان منفصل، العملية بأنها مجزرة وتعهد بالرد، وفقا للشرق الأوسط.
مناقشة