وتكشف هذه الشكوك المفاجئة، أن الدول أعضاء حلف شمال الأطلسي "الناتو"، تمتلك عددا أقل من الدبابات التشغيلية، التي من الممكن توفيرها، في وقت يشهد توترا جيوسياسيا متزايدا، وفقا لصحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية.
ولفت التقرير إلى أن ألمانيا قاومت على مدى شهر، الضغط الدولي للسماح لجيرانها بتزويد أوكرانيا بالدبابات الألمانية الصنع، ورغم ذلك، منذ تسليم برلين أخيرا في شهر يناير/كانون الثاني، وافقت دولة واحدة فقط في أوروبا على إرسال فرقة كبيرة من الدبابات.
وتعليقا على ذلك، قال مسؤول دفاعي كبير سابق في الحكومة الألمانية، نيكو لانج، في تصريحات لـ"وول ستريت جورنال": "حقيقة أن هناك عدد قليل جدا من دبابات القتال، وأنها غير متوافقة تماما مع بعضها لابد أن يدق ناقوس الخطر في أوروبا".
من جانبها، قالت باحثة في المعهد الفنلندي للشؤون الدولية، مينا ألاندر،: "من المرجح أن ألمانيا ستضطر لأن تكون أكبر مساهم في مبادرة الدبابات الأوروبية؛ لأنها تمتلك أكبر مخزون مشترك مملوك للصناعة والقوات المسلحة من بين الدول الراغبة في المشاركة".
وتابعت ألاندر أن معظم الدول الأوروبية "إما ليس لديها ما يكفي من الدبابات لتبدأ إرسالها؛ إذ تمتلك الدنمارك 44 دبابة، "ليوبارد 2" فقط، بينما تمتلك هولندا 18 دبابة تستأجرها من ألمانيا، أو أنها تواجه قيودا بسبب احتياجاتها الخاصة، كما هو حال فنلندا التي تشترك في حدود طويلة مع روسيا".
وكشف تقرير "وول ستريت جورنال" أنه حتى الآن، لم توافق سوى ألمانيا وبولندا على تسليم كميات كبيرة من الدبابات إلى كييف، بنحو 200 و74 دبابة على التوالي، بما في ذلك مزيج من الطرازات الجديدة والقديمة، بينما التزمت كندا بتزويد 4 دبابات ألمانية حديثة.
وأضاف أنه رغم وجود أكثر من 2000 دبابة "ليوبارد 2" في المخزونات الأوروبية، فقد التزمت وارسو فقط حتى الآن بإرسال أي منها إلى كييف، إلى جانب 60 دبابة أخرى تعتمد على النماذج السوفييتية، بينما تعهدت لشبونة بثلاث دبابات.
وفي الشهر الماضي، وصف السفير الروسي في ألمانيا، سيرغي نيتشايف، قرار برلين بإرسال الدبابات بأنه "خطير للغاية"، و "ينقل الصراع إلى مستوى جديد من المواجهة" ويعني "الرفض النهائي من جمهورية ألمانيا الاتحادية للاعتراف بالمسؤولية التاريخية" عن جرائم النازيين.
وقال نيتشايف: "مرة أخر ى، نحن مقتنعون بأن ألمانيا، مثل أقرب حلفائها، ليست مهتمة بحل دبلوماسي للأزمة الأوكرانية، إنها تريد التصعيد الدائم والضخ غير المحدود لنظام كييف بمزيد من الأسلحة الفتاكة. أصبحت الخطوط الحمراء شيئًا من الماضي".
وأضاف: "اتخذت برلين هذا القرار في أيام الذكرى الثمانين لكسر الحصار المفروض على لينينغراد، والذي قتل فيه مئات الآلاف من المواطنين السوفييت. إنه يدمر بقايا الثقة المتبادلة، ويسبب ضررًا لا يمكن إصلاحه للعلاقات الروسية الالمانية...".
وكانت الحكومة الألمانية قد أعلنت عزمها تزويد أوكرانيا بـ 14 دبابة من طراز "ليوبارد 2"، والترخيص لدول أخرى بتزويد كييف بدبابات من نفس الطراز من ترساناتها الخاصة.