ومع ذلك، يقول الناس في بعض المناطق المنكوبة بشدة إن جهود الإنقاذ كانت بطيئة. اضطر البعض إلى الحفر بأيديهم العارية للعثور على أقارب لهم، بحسب هيئة الإذاعة البريطلانية "بي بي سي".
كيف تبدأ عملية البحث والإنقاذ؟
عندما يصل رجال الإنقاذ لأول مرة إلى موقع الزلزال، فإنهم يقومون بتقييم المباني المنهارة التي من المرجح أن تحتوي على أشخاص عالقين.
يفعلون ذلك بالبحث عن "فراغات" - مساحات تحت عوارض خرسانية كبيرة أو سلالم حيث يمكن العثور على ناجين.
يجب أيضا مراعاة احتمالية انهيار المبنى بشكل أكبر، كما هو الحال مع الأخطار الأخرى مثل تسرب الغاز والمواد الخطرة، مثل الأسبستوس (الصخر الحريري) في الأسطح.
بينما يحاول رجال الإنقاذ الوصول إلى الناجين، يراقب عمال الدعم الحركات ويستمعون إلى الأصوات الغريبة.
عادة ما تكون المباني التي انهارت بالكامل هي آخر المباني التي يتم تفتيشها، لأن احتمالية العثور على ناجين ضئيلة للغاية.
يتم تنسيق عمل فرق الإنقاذ من قبل وكالة، وعادة ما تكون الأمم المتحدة (الأمم المتحدة) والبلد المضيف. يتم تدريب رجال الإنقاذ بشكل خاص ويعملون في أزواج أو فرق أكبر، بينما غالبا ما يشارك السكان المحليون أيضا.
ما هي معدات الانقاذ المطلوبة؟
لنقل الركام، تستخدم فرق الإنقاذ الآلات الثقيلة - بما في ذلك الحفارات والرافعات الهيدروليكية.
يمكن سحب الألواح الخرسانية الكبيرة الموجودة على السطح الخارجي للمباني بواسطة الحفارين، مما يتيح لعمال الإنقاذ رؤية أي شخص محاصر بالداخل.
يمكن تمرير معدات فيديو يتم تثبيتها في نهاية الأعمدة المرنة عبر فجوات للمساعدة في تحديد مكان الناجين.
يمكن لمعدات الصوت المتخصصة اكتشاف أضعف الأصوات في نطاق أمتار قليلة. يلزم الصمت في الموقع بينما ينقر أحد أعضاء فريق الإنقاذ ثلاث مرات ويأمل في سماع رد.
يمكن استخدام أجهزة الكشف عن ثاني أكسيد الكربون للعثور على الناجين، تعمل تلك الأجهزة بشكل أفضل في الأماكن الضيقة حيث تكتشف تركيز ثاني أكسيد الكربون الأكبر في الهواء الذي ينفثه أولئك الذين ما زالوا يتنفسون.
يمكن استخدام معدات التصوير الحراري لتحديد الأشخاص غير الموجودين مباشرة في مجال رؤية المنقذ، لأن حرارة أجسامهم يمكن أن تسخن الركام من حولهم.
تدخل العديد من الأجهزة والمعدات في عملية البحث عن ناجين، مثل الطائرات المسيرة وأجهزة الاستشعار الزلزالي والكاميرات الحرارية والمسح وأجهزة الاستماع إلى نبضات القلب، إلا أن الكلاب المدربة تبقى من أهم العناصر في عمليات البحث والإنقاذ.
وبشكل تفصيلي، يعد جهاز "فييرا سكوب" أحد أشهر أجهزة الإنقاذ، وينقسم إلى 5 أجهزة يلعب كل منها دورا شديد الأهمية: أجهزة الاستشعار الزلزالي، وستخدم لتحديد موقع الضحايا المدفونين، وكاميرات البحث "تيك آر دي 90"، تسمح برؤية المحاصرين تحت الأنقاض، وتحديد الأماكن الضيقة التي يتعذر على رجال الإنقاذ الوصول إليها، زوصندوق التحكم وهو يقفيد في تحديد موقع العالقين بدقة عالية وبالتالي يسهل عملية الحفر، وأخيرا جهاز السكانر المتطور الذي يعمل بكفاءة عالية لا سيما في الساعات الأولى لوقوع الزلزال.
في تركيا استخدم رجال الإنقاذ الصينيين جهازا حديثا يستشعر نبضات القلب ساهم بنجاح في إنقاذ العشرات من تحت الأنقاض، كما استخدم الفريق الإسرائيلي أجهزة مسح متطورة للمباني، وأساليب متطورة في عمليات الإنقاذ، بما في ذلك إعطاء بعض السوائل ومحاليل التغذية للعالقين تحت الأنقاض قبل انتشالهم، ما يساهم في إعادة قيم مكونات الجسم إلى وضعها الطبيعي وتجنيب الشخص صدمة الخروج المفاجئ التي قد تؤدي إلى وفاته في الحال، على ما نقلت صحيفة "الشرق الأوسط".
ماذا تفعل كلاب الانقاذ؟
باستخدام حاسة الشم، يمكن للكلاب المدربة بشكل خاص التقاط علامات الحياة حيث لا يستطيع المنقذون البشريون ذلك.
تستطيع الكلاب أيضا تغطية المساحات الكبيرة بسرعة، وتسريع عملية البحث والإنقاذ.
هل يحتاج المنقذون إلى استخدام أيديهم العارية؟
بمجرد إزالة الألواح الكبيرة والهياكل، تستخدم فرق الإنقاذ أيديهم والأدوات الصغيرة مثل المطارق والفؤوس والمجارف، بالإضافة إلى المناشير، وقواطع الأقراص وقواطع حديد التسليح - التي يمكن استخدامها لمعالجة القضبان المعدنية في الخرسانة المسلحة.
كما يكون لديهم معدات واقية، بما في ذلك الخوذات والقفازات لحماية أيديهم أثناء إزالة القطع الحادة من الركام.
ومع ذلك، في بعض المناطق في تركيا - حيث كانت جهود الإنقاذ بطيئة - كان السكان المحليون يحفرون بأيديهم وسط الأنقاض الرطبة المتجمدة.
5 أشياء أساسية يجب وضعها في الاعتبار لدى فرق الإنقاذ وفق قناة "تي آر تي" التركية
1. التنسيق:
تتمثل الخطوة الأولى في حشد أطقم البحث والإنقاذ، الذين غالبًا ما يكونون متطوعين ذوي مهارات عالية، مع عمليات تدريب لمدة عامين على الأقل.
2. التحليل والبحث عن الفراغات:
بمجرد وصول فريق الإنقاذ إلى مكان الحادث، فإن أول شيء يفعلونه هو تقييم الموقف وتقييم المبنى وتاريخه سواء كان قديما أم جديدا، ومحاولة معرفة مكان وجود الأشخاص في المبنى.
يبحث عمال الإنقاذ عن الفراغات، مثل تحت المكاتب، أو في أحواض الاستحمام، أو في السلالم حيث قد يصبح ضحايا انهيار الجدار محاصرين أو قد يكونون قد اتخذوا مأوى.
من المهم أيضا تقييم مدى الضرر الذي يلحق بالمبنى وما إذا كان من المحتمل أن يسقط مرة أخرى، مما يعرض الناجين وعمال الإنقاذ للخطر.
وبالمثل، يجب على عمال الإنقاذ البحث عن مخاطر مثل خطوط الكهرباء المتعطلة، وتسرب الغاز والأشياء الخطرة الأخرى.
والبدلات الخاصة والقفازات والأقنعة وأجهزة مراقبة جودة الأكسجين والهواء الكربوني كلها أمثلة على معدات الإنقاذ المستخدمة.
3. الاهتمام بأضعف الأصوات:
يمكن تحديد أخفت الضوضاء على بعد أمتار قليلة باستخدام معدات الصوت المتخصصة. يجب أن يظل الموقع صامتا بينما يطرق أحد أعضاء فريق الإنقاذ ثلاث مرات على أمل الحصول على رد فعل.
يمكن استخدام كاشفات ثاني أكسيد الكربون لتحديد الناجين فاقدي للوعي. تعمل بشكل أفضل في المناطق الصغيرة حيث يوجد تركيز أعلى من ثاني أكسيد الكربون من الأشخاص الذين لا يزالون يتنفسون.
ومن بين أدوات البحث نظام كاميرا الصور الحرارية الذي يظهر مناطق حرارة الجسم والكلاب البوليسية المدربة.
4 - إزالة الحطام وإخراج الضحايا:
يجب استقرار الوضع قبل انتشال الناجين من تحت الأنقاض. يتم ذلك عن طريق بناء إطار خشبي مستطيل يعرف باسم "سرير الأطفال" ووضعه تحت الأنقاض.
يستخدم رجال الإنقاذ مجموعة متنوعة من المعدات الثقيلة لنقل الركام، بما في ذلك الرافعات والحفارات الهيدروليكية. بمجرد تأمين الدخول، يتم رفع الضحايا أو جرهم أو نقلهم من الحطام بمعدات أمان خاصة.
يمكن للعمال مشاهدة أي أفراد محاصرين بالداخل باستخدام حفارات لتمزيق الألواح الخرسانية الكبيرة على السطح الخارجي للمبنى. لقطع الحطام، يتم أيضا حمل المناشير وغيرها من الأدوات الكهربائية.
قد تشمل الأدوات الأخرى معدات "التدعيم" ، التي توفر مسارات مستقرة وآمنة، وأكياس مسطحة توضع تحت أجسام كبيرة وتُنفخ بمضخة هواء.
عند استخراج الناجين، يتم تقييم حالتهم الصحية؛ يتم إعطاء الأولوية للأفراد باستخدام الفرز، والذي يعتمد على مدى خطورة ظروفهم. عادة ما تبدأ الإجراءات الطبية الأكثر إلحاحًا في الموقع.
5. تحديد موعد الانتهاء:
يتم اتخاذ القرار الصعب عند التوقف عن البحث عن الأفراد المحاصرين من قبل وكالة التنسيق والدولة. على الرغم من أنه تم العثور على البشر للبقاء على قيد الحياة لمدة تصل إلى 27 يوما إذا تمكنوا من الوصول إلى الماء، فإن متوسط فترة هذا التغيير تتراوح بين خمسة وسبعة أيام.
كيف يتم تحديد موعد انتهاء العملية؟
يتم اتخاذ هذا القرار بين وكالة التنسيق التابعة للأمم المتحدة والحكومة المركزية والمحلية للبلد المضيف.
عادة ما يتم إلغاء محاولات البحث والإنقاذ بين خمسة وسبعة أيام بعد وقوع الكارثة، بمجرد عدم العثور على أي شخص على قيد الحياة لمدة يوم أو يومين.
ومع ذلك، فمن المعروف أن الناس يتم إنقاذهم أحياء بعد هذه الفترة.
في عام 2010، تم العثور على رجل على قيد الحياة بعد 27 يوما محاصرا تحت الأنقاض، في أعقاب زلزال في هايتي.
في عام 2013، انتشلت امرأة من أنقاض مصنع في بنغلاديش، بعد 17 يوما من انهياره.