ناجون يروون لـ"سبوتنيك" اللحظات الأولى لوقوع الزلزال في اللاذقية السورية... فيديو وصور

روايات وذكريات موجعة مشبعة بمشاعر الحزن الممزوجة بهول الصدمة ومرارة الفقد، حملها المتضررون، جراء الزلزال، بين أفئدتهم المنهكة إلى مراكز الإيواء، بعيداً عن أنقاض منازلهم المتهدمة حيث لا تزال أصوات أحبتهم والجيران تدوي في آذانهم التي لا تزال تردد أصوات الاستغاثة.
Sputnik

روايات موجعة

لحظات قليلة في حساب الزمن لكنها كانت تعادل عمراً، وتحفر عميقاً لذكرى أليمة في ذاكرة الطفلة سيدرا شويكي التي روت لـ"سبوتنيك" كيف حدث الزلزال وكيف هربت مع ذويها من المنزل: "كنا نائمين، أنا وأخوتي، عندما حدثت أول هزة، لنصحو بعد ذلك على صوت أبي وأمي وهم يطلبون منا الاستيقاظ بسرعة، ليمسكوا بأيدينا ونخرج من المنزل، الذي كان يهتز بشكل كبير".
وأضافت: "نزلنا إلى الشارع حفاة، حيث كان الهم الأول لأهلي هو أن نخرج سالمين قبل أن يسقط المنزل. نحمد الله الذي نجانا وحمانا، إذ خرجنا باللحظة المناسبة قبل أن يسقط البناء الذي كنا نسكن فيه".
وتابعت شويكي: "لن أنسى هذا اليوم مهما حييت، فأصوات أهلي والجيران الذين كانوا يستغيثون، ومشهد الدمار لا يزال ماثلاً أمام عيني وفي مخيلتي".
بدوره، روى عبد القادر صوفان: "عندما حدث الزلزال كنت في المطبخ، وعندما هممت بالخروج سقط السقف وتضررت يدي، لكنني استطعت في اللحظات الأخيرة الخروج من المنزل، مع أطفالي، قبل أن يتهدم".
وأضاف: "بقينا أنا وجيراني في الشارع تحت المطر ننظر إلى منازلنا كيف تهدمت أمام أعيننا، ونحن نحمد الله أننا نجونا" مضيفا "تم استضافتنا في مراكز الإيواء حيث تم تقديم لنا المساعدات الإغاثية والغذائية".
بدوره، طالب مصطفى جبارة الذي فقد منزله بسبب الزلزال، برفع الحصار عن سوريا ليتم إعانة الشعب السوري على نكبته، مشيراً إلى أنهم في مراكز الإيواء يحصلون على الدعم الكامل.
وأضاف جبارة: "رغم كارثة الزلزال والألم الذي نشعر به جميعاً، إلا أن وقوف العرب والأصدقاء إلى جانبنا ودعمهم لنا هوّن علينا، خاصة أن بلادنا أنهكها الحصار والعقوبات، لافتاً إلى أن الشعب السوري طالما قدم المساعدات ووقف إلى جانب الكثير من الدول في محنها".
بكلمات مقتضبة ومبعثرة، تتخللها دمعات، تعجل نور (8 سنوات) في مسحها عن وجنتها الصغيرة، وهي تردد أنها تريد أن ترى والدها ووالدتها وأخوها الكبير مرة أخرى، وتضيف: هذا طلبي الوحيد، فمنذ أن فتح أبي باب المنزل وطلب مني ومن أخي أن نركض خارج البناء لم أرهم مجدداً، حيث حملني ابن جيراننا من على الدرج وركض بي مسرعا خارجا ليتهدم البناء".

عمليات الإنقاذ مستمرة

بالتوازي، تواصل فرق الانقاذ عمليات البحث عن ناجين محاصرين عن أنقاض أو جثث ضحايا، وذلك لليوم السادس على التوالي.
وقال مدير الدفاع المدني في اللاذقية العميد جلال داوود لـ"سبوتنيك": "ارتفع عدد الأشخاص الذين تم إنقاذهم من تحت أنقاض بناء الريحاوي في مدينة جبلة إلى ثلاثة أشخاص".
ناجون يروون لـ"سبوتنيك" اللحظات الألوى لوقوع الزلزال في اللاذقية السورية
وأشار داوود إلى الانتهاء من عمليات الإنقاذ في 44 موقعا متهدما في مناطق متفرقة من المحافظة، واستمرار البحث في بقية المواقع ومعظمها قيد الانتهاء.

المطالبة بدعم المنظمات الدولية

وفي السياق، خصصت المحافظة 65 مركز إقامة مؤقت رسمي لإيواء العائلات المتضررة من الزلزال، بالإضافة لبعض المراكز التي افتتحها المجتمع الأهلي، حيث سيتم تقييم وضع المقيمين فيها ودمجها مع المراكز الرسمية لتسهيل وصول المنظمات والجمعيات الخيرية إليها وبشكل عادل.
وأكد رئيس مجلس محافظة اللاذقية المهندس تيسير حبيب أن تم وضع خطة عمل لضبط عمل مراكز الإيواء وتقديم المساعدات الاغاثية والإنسانية للعائلات المتضررة والمستحقة في مراكز الإيواء، مع إدارة هذه المراكز بشكل يسهم بتقديم الخدمات اللائقة في إطار توحيد الجهود الاغاثية لوصولها إلى مستحقيها.
المنظري: نطالب المنظمات الدولية بالتحرك عاجلا لدعم متضرري الزلزال بسوريا
وحسب حبيب، الأولوية في عمليات الاستهداف للعائلات المتضررة ومنها العائلات التي فقدت منزلها ولديها وفيات، والمصابون والقاطنون في أبنية متصدعة تشكل خطراً على قاطنيها.

ويجري ذلك بالتوازي مع أعمال الكشف على المباني التي خرج منها سكانها خوفاً من وجود تصدعات وبيان إمكانية العودة إليها، مشيراً إلى تكثيف عمل لجان الكشف الهندسية على المباني، لإنجاز عملها بالسرعة المطلوبة وتحديد حالة المنازل المتضررة المطلوب إخلائها وطمأنة الأهالي للعودة إلى منازلهم.

وأكد حبيب على ضرورة لحظ المنظمات الدولية متطلبات المرحلة المقبلة من أعمال الاغاثة والمتعلقة بتأمين احتياجات المشافي من مستلزمات طبية وأجهزة ومعدات خاصة بإزالة الأبنية المتضررة، واحتياجات العائلات التي فقدت أملاكها.
ناجون يروون لـ"سبوتنيك" اللحظات الألوى لوقوع الزلزال في اللاذقية السورية
وشدد حبيب على ضرورة دعم المنظمات الدولية لتمويل هذه الصيانات وإعادة تأهيل المباني المتضررة، إضافة لتأمين التجهيزات الطبية لعمليات الإنقاذ المستمرة.

العقوبات أثرت سلباً على الاستجابة الصحية

بدوره، أكد مدير الصحة الدكتور هوازن مخلوف أن العقوبات القسرية المفروضة على سوريا أثرت بشكل كبير على الاستجابة للحالات الصحية الطارئة نتيجة الزلزال بفعل نقص الأدوية والمستلزمات الطبية والأجهزة.
وأكد مخلوف أن حوالي 70 % من المصابين، الذين تم نقلهم إلى المستشفيات سيتم تخريجهم، وقد فقدوا منازلهم، بينهم أطفال فقدوا المعيل والأهل، وهؤلاء يحتاجون إلى برنامج دعم كبير من كل الجهات والمنظمات.
مناقشة