مسؤول في حكومة صنعاء: استمرار التهدئة مرهون بالتوقف عن أي نشاط يمس سيادة اليمن

قال توفيق الحميري، مستشار وزارة الإعلام في حكومة الإنقاذ بصنعاء، إن سلطنة عمان شهدت خلال الأيام الأخيرة ولا تزال حتى اليوم حراكا سياسيا وتوافد دبلوماسي مكثف حول الملف اليمني بين الوفد الوطني ودول تحالف العدوان في ظل المساعي العمانية والحضور الأممي.
Sputnik
وأضاف في حديثه لـ"سبوتنيك"، اليوم الأحد، "النتائج لا تزال غير معلنة، ولكن ملامحه تؤكد وجود نجاحات للوفد الوطني المفاوض من خلال ثبات موقفه في المطالب الإنسانية للشعب اليمني، باعتبار تنفيذها والاستجابة لها من قبل تحالف العدوان مدخلا عمليا للانتقال إلى أي تفاهمات قادمة".
وأكد الحميري، أن إثبات جدية أطراف دول العدوان والحصار هو انتقال الاستجابة للمطالب الإنسانية إلى حيز التنفيذ، والمتمثلة بصرف المرتبات وفك الحصار عن مطار صنعاء، وكذلك عن ميناء الحديدة، بالإضافة إلى أن استمرار التهدئة مرهون بتوقف تحالف العدوان عن أي نشاط يمس سيادة الجمهورية اليمنية عسكريا واقتصاديا، يشمل ذلك جميع الأراضي والمياه والجزر اليمنية.
"أنصار الله" اليمنية: أكثر من 5 آلاف مريض بالفشل الكلوي مهددون بالموت نتيجة نفاد الأدوية
وأشار مستشار وزارة الإعلام إلى أن الخطوة الوحيدة التي تحققت على الأرض وتم تنفيذها فيما يتعلق بالمطالب الإنسانية أو النتائج الملموسة تتمثل في العبور المباشر لكل السفن التجارية إلى موانئ الحديدة دون احتجاز أو تأخير،وهى النتيجة الأولية والوحيدة حتى الآن والمنتظر أن تليها خطوات مساندة والتقدم بخطوات عملية في ملف الأسرى والمرتبات وفك الحصار الجوي.
ولفت الحميري إلى أن ما يواجه فرص نجاح هذه الخطوات المنتظرة، هو التباطؤ الزائد من قبل تحالف العدوان والذي لا يستبعد أن يكون نوع من أنواع المراوغة التي لن تقبل بجوارها خيارات القيادة الثورية والسياسية والعسكرية في صنعاء.
دعت الحكومة اليمنية، يوم الأربعاء الماضي، المكونات المنضوية فيها إلى التوحد وتأجيل الخلافات البينية إلى ما بعد استعادة السلطة من قبضة جماعة "أنصار الله"، مشككةً في جدية الجماعة بالتوصل إلى اتفاق سلام ينهي الصراع المستمر على السلطة في اليمن منذ 8 أعوام.
الاتحاد الأوروبي يجدد دعوته للأطراف اليمنية بتمديد الهدنة وتحويلها لتسوية شاملة
وقال وزير الإعلام والثقافة اليمني، معمر الإرياني، في سلسلة تغريدات عبر "تويتر"، إن "ثمانية أعوام من انقلاب الحوثيين المدعوم من إيران، أكدت أن توحيد الجهود خلف الشرعية الدستورية وتعزيز الثقة وتجاوز الخلافات بين كافة المكونات، الطريق الأوحد والأقصر والأسلم لاستعادة الدولة، وما دون ذلك هو المجهول".
وأضاف: "أدعو القوى الوطنية لإدراك حجم التحديات وخطورة المرحلة وعدم إضاعة المزيد من الوقت، والالتفاف حول الشرعية الدستورية ممثلة بمجلس القيادة الرئاسي بقيادة الرئيس رشاد العليمي، وتأجيل الخلافات، فكل التفاصيل يمكن النقاش والتفاهم حولها بعد استعادة اليمن من الحوثيين".
ورأى أن "سنوات الحرب أثبتت أن الحوثيين يعيشون ويراهنون في استمرارهم وتمددهم على الخلافات بين المكونات السياسية"، متهماً الجماعة بـ "السعي بكل ما تمتلك من الوسائل والإمكانات لزرع وتأجيج الفتنة بين اليمنيين، ووأد أي فرصة للتقارب بينهم، كونها تدرك أن توحدهم يعني بداية العد التنازلي لوجودها"، على حد قوله.
وكالة: محادثات سرية بين السعودية و"أنصار الله" لدعم الهدنة في اليمن
وشكك وزير الإعلام اليمني في جدية جماعة "أنصار الله" في تحقيق السلام باليمن، بقوله: "تجربة الشعب اليمني المريرة مع مليشيا لا عهد لها ولا ميثاق ولا ذمة منذ الحرب الأولى 2004 [في إشارة إلى حروب الحكومة ضد الجماعة في معقلها بمحافظة صعدة] وحتى اليوم، تضع ألف علامة استفهام حول إمكانية بناء أرضية مشتركة للتفاهم معها، أو المراهنة على جديتها في السلام".
وعلق الإرياني على مشاريع سياسية لمكونات مشاركة في الحكومة، بالقول: "أي حديث عن مكاسب لمكون سياسي، خارج معادلة استعادة الدولة وكسر الانقلاب، في ظل استمرار سيطرة الحوثي على العاصمة المختطفة صنعاء، هو انتصار مؤقت، ولن يدوم، في ظل أطماع الحوثيين بالسيطرة على كامل الأراضي اليمنية، والأجندة التوسعية الإيرانية التي تستهدف كامل المنطقة".
وختم وزير الإعلام اليمني، بالتحذير من "أن تأخير حسم المعركة [يقصد معركة استعادة الدولة] ستكون كلفته باهظة على الجميع".
"أنصار الله" تعلن تطهير أكثر من مليوني متر مربع من "مخلفات عمليات التحالف العربي" باليمن
وتسيطر جماعة "أنصار الله" منذ أيلول/ سبتمبر 2014، على غالبية المحافظات وسط وشمال اليمن، بينها العاصمة صنعاء، فيما أطلق تحالف عربي بقيادة السعودية، في 26 آذار/ مارس 2015، عمليات عسكرية دعماً للجيش اليمني لاستعادة تلك المناطق من قبضة الجماعة.
وأودت الحرب الدائرة في اليمن، حتى أواخر 2021، بحياة 377 ألف شخص، كما ألحقت بالاقتصاد اليمني خسائر تراكمية تقدر بـ 126 مليار دولار، في حين بات 80 % من الشعب اليمني بحاجة إلى مساعدات إنسانية، حسب الأمم المتحدة.
مناقشة