معظم وشاح الأرض حار ولكنه صلب، لكن بحثًا جديدًا وجد أنه على عمق 93 ميلاً (150 كيلومترًا)، تحت سطح الأرض، توجد طبقة من الصخور المنصهرة، وتقع هذه الصخور المنصهرة في طبقة تسمى "الأسينوسفير"، وهي الطبقة العليا من الوشاح التي تقع بين 50 ميلاً (80 كم) و 124 ميلاً (200 كم)، تحت سطح الأرض.
الطريقة الوحيدة لاكتشاف هذه الطبقة من الوشاح هي الموجات الزلزالية من الزلازل، حيث يمكن للباحثين اكتشاف الموجات في محطات الزلازل المقامة في جميع أنحاء العالم، والبحث عن تغييرات طفيفة في أشكال الموجة، والتي تشير وتكشف عن أنواع المواد التي تنتقل عبرها هذه الموجات.
قال مؤلف الدراسة الأول جونلين هوا، الباحث في علوم الأرض في جامعة تكساس في أوستن، لموقع "Live Science": "إن اكتشاف هذه الطبقة المنصهرة سيساعد الباحثين على فهم أفضل لكيفية طفو الصفائح التكتونية فوق طبقة الوشاح هذه".
وأشار هوا إلى أنه في السابق، اكتشف الباحثون من خلال هذه الأنواع من الدراسات أن بعض أجزاء القشرة الأرضية كانت أكثر سخونة من غيرها، وتم اكتشاف مناطق ذوبان غير مكتملة، لكن لم يُعرف الكثير عن مدى عمق وانتشار الطبقة المنصهرة.
ولاكتشاف ذلك جمع هوا وزملاؤه بيانات من آلاف الموجات الزلزالية التي تم اكتشافها في 716 محطة حول العالم، ووجدوا أن الغلاف الموري للأرض يحتوي على طبقة ذائبة جزئيًا تمتد حول العالم، وتنتشر تحت ما لا يقل عن 44% من الكوكب، حيث أنها موزعة على نطاق واسع في جميع أنحاء العالم ويمكن أن تكون أكبر بكثير، ولا يمكن الجزم بعد، لأنهم لم يتمكنوا من التحقيق ودراسة الطبقات تحت المحيط، والتي تشغل مساحة أكبر بكثير من القارات.
وقال هوا: "إنه لا يزال هناك المزيد من العمل الذي يتعين القيام به لرسم خريطة طبقة الوشاح المنصهرة هذه".