وذكر جان أوبيرغ، مدير المؤسسة عبر الوطنية لأبحاث السلام والمستقبل، في مقابلة أجرتها معه وكالة أنباء "شينخوا" مؤخرا أن "نورد ستريم تم بالطبع تفجيرها من قبل الولايات المتحدة وحلفائها بالناتو".
فقد أشار هيرش، الحائز على جائزة بوليتزر، إلى أن غواصي البحرية الأمريكية قاموا، خلال عملهم تحت غطاء مناورات الناتو التي جرت في منتصف الصيف وسُلطت عليها الأضواء على نطاق واسع وعُرفت باسم "بالتوبس 22"، بزرع المتفجرات التي يتم تفجيرها عن بعد في يونيو/ حزيران الماضي بالتعاون مع النرويج، والتي دمرت ثلاثة من خطوط أنابيب "نورد ستريم" الأربعة بعد ثلاثة أشهر.
وقال إن "تحليل سيمور هيرش الدقيق يروي كيف تم التخطيط للتدمير وتنفيذه، لكن الاستنتاج لم يكن مفاجئا: فالولايات المتحدة، بمساعدة نرويجية مهمة للغاية، ارتكبت هذه الجريمة ضد دولة صديقة وحليفة، هي ألمانيا، ودول أوروبية أخرى".
وأضاف بقوله إنه "إلى جانب العقوبات الاقتصادية المتسرعة والتي لا تنتهي ضد روسيا، ألحق تفجير الولايات المتحدة لخطوط أنابيب نورد ستريم بالفعل أضرارا جسيمة ومتراكمة باقتصاد المواطنين الأوروبيين".
وألمح أوبيرغ إلى أن "الوضع الحالي خطير للغاية: نحن نعيش في أوقات تحمل بشكل أساسي صفة نزع القيم الفكرية والأخلاقية مع ما يصاحبها من تسلح عسكري هائل، هذا إلى جانب كون النزعة العسكرية الحل الوحيد للمشكلات".
وذكر أن "الغرب يختار استخدام الأسلحة والتهديدات والعمليات السرية والتلاعب الإعلامي بدلا من استخدام المحادثات والوساطة وإشراك الأمم المتحدة أو منظمة الأمن والتعاون في أوروبا، ويتخلى عن الدبلوماسية ويخادع الآخرين بقوة".
وأردف أوبيرغ قائلا إن "النزعة العسكرية أصبحت الدين الذي يُبقي الغرب الآخذ في الانحدار في حالة تماسك، مع قيامه باتخاذ الناتو ككنيسة له. لهذا السبب أيضا لم تقم وسائل الإعلام الغربية الرئيسية بإعطاء تحليل هيرش المثير حقا ذلك الاهتمام الذي يستحقه. وعلى المرء أن يتساءل متى سيستيقظ الأوروبيون ويفهمون أخيرا أنهم لم يعودوا يتقاسمون مصالح مع الولايات المتحدة".
وأضاف قائلا "في أعماق البحر خارج بورنهولم، دمرت الولايات المتحدة ودفنت جزءا آخر من حسها الأخلاقي وقيادتها العالمية".