فبعد أن بدأت أعداد كبيرة من الضحايا بالتوافد إلى المشافي، بدأت المشافي الحكومية في محافظات حلب واللاذقية وحماة، بإطلاق جرس الإنذار بسبب الضغط الذي تعرضت له وتصاعد الاحتياجات الطبية العاجلة من أدوية وعمليات جراحية إسعافية لإنقاذ حياتهم.
ومع تقدم عمليات التقييم الطبي للضحايا، برزت الحاجة الملحة إلى عمليات جراحية معقدة تبعا للطبيعة الإستثنائية للإصابات التي تعرضوا لها جراء الزلزال، كما عانت الجهود التي بذلتها الطواقم الطبية الداخلية في المشافي، قلة التجهيزات والمعدات الحديثة التي تعيق العقوبات الغربية توريدها إلى سوريا إلا ما ندر، وبطرق معقدة تلجأ إليها الشركات الموردة.
والحال كذلك، اندفعت المؤسسات الإنسانية العاملة في سوريا لسد النقص في احتياجات المشافي، وفي مقدمها "مؤسسة العرين الإنسانية" التي أطلقت جهود الاستجابة الإنسانية بعد ساعات قليلة من وقوع الزلزال، معلنة بشكل رسمي استعدادها التام للتكفل بكامل العمليات الجراحية والأدوية النوعية اللازمة للمتضررين.
الدكتور محمد الأحمد، مسؤول العمليات الطبية في "مؤسسة العرين"، قال لـ"سبوتنيك": منذ الساعات الأولى للكارثة، تم التعميم على كامل مراكزنا في المحافظات التي تضررت بالزلزال للبدء بالاستجابة السريعة لمتطلبات المرضى ممن يحتاجون إلى عمليات جراحية دقيقة تتطلب توفر معدات طبية وتجهيزات، كما تم الطلب إليها توفير كافة الأدوية الضرورية للمصابين.
وأضاف الأحمد "تم إجراء عشرات العمليات الجراحية الخاصة في مشافي حماة واللاذقية وحلب وتم تأمين كافة الأدوية اللازمة للمرضى ومتابعة المصابين والجرحى مابعد العمليات الجراحية، وهنالك زيارات دورية لهم إلى المشافي ومتابعة حالتهم الصحية داخل المشفى وخارجها".
وأوضح مسؤول العمليات الطبية: لم يقتصر عملنا على الاستجابة الطبية، إذ تم الإيعاز إلى الفرق الخاصة بالاستجابة الإغاثية، ونشرها في مراكز الإيواء للعمل على خلال تأمين مواد غذائية ومعدات لوجستية، كما تم نشر فرق أخرى خارج المراكز للوصول إلى المتضررين والذي لجأوا إلى منازل أقربائهم في عدة مناطق في أرياف حماة واللاذقية وحلب".
وبين الأحمد أنه تم إصدار بيان من قبل المؤسسة يطلب من المتضررين المتواجدين خارج مراكز الايواء التواصل مع مراكزها في المحافظات للوصول إليهم وتقديم المساعدات الأساسية التي يحتاجونها.
كما قامت المؤسسة بإنشاء مطابخ مركزية في المحافظات المتضررة لاعداد وجبات الطعام وتوزيعها على المتضررين في مراكز الايواء وخارجها، في حين تقوم الفرق الاجتماعية بتنفيذ برامج خاصة موجهة للأطفال في مراكز الايواء الموزعة على المحافظات المتضررة.