وأضاف الصباغ أن الإمدادات ستصل لمن يحتاجونها بغض النظر عما إذا كانوا من أنصار الحكومة أو المعارضة.
تأتي تلك التصريحات في وقت دخلت فيه أولى شحنات المساعدات الدولية إلى المناطق التي تسيطر عليها المعارضة في شمالي سوريا عبر معبر حدودي مع تركيا أعيد فتحه مؤخراً.
وكان نشطاء وفرق الطوارئ قد انتقدوا بطء استجابة الأمم المتحدة للزلزال في المناطق التي تسيطر عليها المعارضة، في ظل وصول طائرات تحمل شحنات من المساعدات الإنسانية وتُسلم إلى المطارات تسيطر عليها الحكومة.
في حديثه مع "سبوتنيك"، قال مصطفى الإبراهيمي المدير التنفيذي لجمعية سفراء الخير في الداخل السوري، والمسؤول عن التعاون والشراكات مع المنظمات المحلية والدولية إن منطقة شمال غرب سوريا تشهد دمارا كبيرا والواقع الذي يعيشه الناس بعد الزلزال كارثي، وأي دولة تقف عاجزة مع هذه الظروف.
وأضاف أن الجمعية والنشطاء يقومون بجمع تبرعات ومساعدات قدر الإمكان عن طريق أشخاص وأفراد وتبرعات من دول الخارج الأوروبية والعربية لمواجهة تداعيات الكارثة ولكن حتى الآن لم يحدث أن وصلت الجهود والتبرعات والمساعدات للحد الذي يخفف من مأساة الناس كما حدثت عراقيل ولم تصل المساعدات لما هو مأمول بسبب صعوبة الطرق والحدود كما تزامن مع كارثة الزلزال انهيار سد نهر العاصي ما منع وصول المساعدات أيضا، وكلها عقبات تواجه أغلب الفرق والمنظمات التي تعمل على الأرض خاصة في منطقة جنديرس غرب مدينة عفرين وهي بشكل عام مدمرة بالكامل.
وقد ناشدت الأمم المتحدة المجتمع الدولي من أجل جمع نحو 400 مليون دولار لمساعدة ضحايا الزلزال في سوريا، وهي كارثة أودت بحياة الآلاف وتركت الملايين في أمس الحاجة إلى مساعدات إنسانية.
وقال الأمين العام، أنطونيو غوتيريش، خلال مناشدة من مقر الأمم المتحدة في نيويورك، إن الأموال ستوفر "إغاثة تنقذ حياة" نحو خمسة ملايين سوري وستغطي فترة قرابة ثلاثة أشهر.
وأضاف أن المنظمة على وشك إطلاق مناشدة مماثلة من أجل تركيا.
وكان غوتيريش قد اعلن أن الرئيس السوري، بشار الأسد، وافق على فتح معبرين حدوديين آخرين من تركيا إلى شمال غربي سوريا للسماح بدخول المساعدات.
وفي لقائها مع "سبوتنيك"، اعتبرت الخبيرة في شؤون الأمم المتحدة، جيهان أبو زيد، أن ظروف إيصال المساعدات إلى المناطق المتضررة في سوريا وتركيا كانت مختلفة بشكل كلي إلا أنه أيضا توجد بعض التشابهات.
وأوضحت أن المناطق السورية المنكوبة تقع تحت سيطرة أكثر من جهة، الأمر الذي يصعب دخول المساعدات، لأنه يحتاج إلى تفاوض مع كل جهة على حدة، مما قلص منافذ الدخول.
وذكرت أن هذه الظروف أدت إلى بدء وصول المساعدات إلى سوريا بعد ثلاثة أيام من وقوع الزلزال، في ظل ظروف قاسية من انهيار المنازل وبقاء الناس في درجات حرارة منخفضة عن الصفر وخارج أي نوع من الحماية والرعاية.
وبيّنت أن الوضع في الجانب التركي صعب كذلك، نظرا لانهيار البنية الأساسية تماما، ما جعل المساعدات صعبة، ولكن آلية وصولها أسهل من سوريا.
وأكدت أنه لا يوجد تعمد في عدم إيصال المساعدات إلى سوريا، بسبب تعرض سوريا لعقوبات، ما أدى إلى تأخر كبير في إيصال المساعدات.