وعن كواليس مغادرة السفير السعودي فإنه وصل من أفغانستان إلى باكستان، وسجل الدخول مع أعضاء البعثة في فندق "ماريوت"، ذو الخمس نجوم، بالعاصمة إسلام أباد، وكان معهم "جبل من الأمتعة"، وهو ما قد ينفي رواية حركة "طالبان" (الخاضعة لعقوبات الأمم المتحدة) بأن رحيلهم "مؤقت"، بحسب تقرير لمجلة "فورين بوليسي".
وتابعت "فورين بوليسي" في تقريرها، أن السفير السعودي بقي في القندق مع أعضاء البعثة، حتى يوم الجمعة الماضي الموافق 10 فبراير/شباط الجاري.
واستشهدت مصادر في كابول وإسلام أباد وأماكن أخرى للمجلة، بمجموعة من الأسباب التي دفعت الدبلوماسي السعودي لمغادرة أراضي كابول، بما في ذلك تلقي تهديدات أمنية من قبل تنظيم "الدولة" في البلاد، المعروف باسم "ولاية خراسان".
كما أن هناك سببا مرجحا آخر وراء المغادرة المفاجئة للسفير السعودي، بحسب المجلة الأمريكية، وهو "المنافسة الضروس داخل حركة "طالبان" (الخاضعة لعقوبات الأمم المتحدة)، بين فصائل مدعومة من السعودية والإمارات وقطر وباكستان من جهة، وأخرى مدعومة من إيران".
ووصف مسؤول أمني أفغاني سابق، مغادرة سفير المملكة العربية السعودية من كابول بأنها "انقلاب ناجح" من قبل الفصائل المدعومة من إيران، على حد تعبيره.
ونقلت المجلة الأمريكية عن أحد المصادر قوله، إن السفير السعودي وأعضاء بعثة المملكة بدا كأنهم "تم إجلاؤهم" من أفغانستان بشكل نهائي.
ولفت تقرير مجلة "فورين بوليسي" إلى أن حركة "طالبان" تملك حاليا جناحين، أحدهما يتزعمه، هبة الله آخوند زاده، زعيم الحركة المقرب من إيران، بينما الآخر يقوده وزير الداخلية، سراج الدين حقاني المؤيد للسعودية.
وسيطرت حركة "طالبان" على السلطة في أفغانستان، في 15 أغسطس/ آب 2021، تزامنا مع انسحاب قوات الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي (الناتو) من البلاد.
وشكلت "طالبان" حكومة مؤقتة لإدارة شؤون البلاد، بعد تفكك الحكومة السابقة الموالية للرئيس أشرف غني، الذي غادر البلاد إلى الإمارات، قبيل وصول مقاتلي الحركة إلى كابول، من دون مقاومة تذكر.