في 24 يونيو/ حزيران 2018، سُمح بإصدار رخص قيادة السيارات للنساء في السعودية، وفي 2023، أعلنت المملكة إرسال أول امرأة للفضاء، ما يشير إلى أن المملكة كانت تعد الأجيال من الجنسين للمشاركة في نجاح رؤية 2030.
كما شغلت المرأة العديد من المناصب في مجالات عدة خلال السنوات الماضية على المستوى الدبلوماسي والوزاري، في إطار عملية تمكين سريعة، في المقابل كانت النساء تسارع في إثبات جدارتهن بالمناصب، التي لم يكن يشغلنها في السابق.
السيدات إلى الفضاء
قبل أيام أعلنت المملكة العربية السعودية، إرسال أول رائدة ورائد فضاء سعوديين إلى محطة الفضاء الدولية خلال الربع الثاني من العام الجاري.
وذكرت وكالة الأنباء السعودية أن إعلان المملكة يأتي في إطار سعيها لبناء القدرات الوطنية في مجال الرحلات المأهولة إلى الفضاء.
ومن المقرر أن رائدة الفضاء ورائد الفضاء السعوديين، ريانة برناوي وعلي القرني، سينضمان إلى طاقم مهمة "AX-2" الفضائية.
وأضافت أن السعودية تريد الاستفادة من الفرص الواعدة التي يقدمها قطاع الفضاء وصناعاته عالميا، والإسهام في الأبحاث العلمية التي تصب في صالح خدمة البشرية في عدد من المجالات ذات الأولوية، مثل الصحة والاستدامة وتقنية الفضاء.
مشاركة في سوق العمل
في وقت سابق كشفت نتائج نشرة سوق العمل للربع الرابع من عام 2021 للهيئة العامة للإحصاء، وفق تقديرات مسح القوى العاملة الذي تُجْريه بشكلٍ ربع سنوي، انخفاض معدل البطالة الإجمالي السعوديين "الذكور والإناث 15 سنة فأكثر" ليصل 11.0% في الربع الرابع من عام 2021 مقارنةً بالربع الثالث من نفس العام حيث بلغ 11.3%.
وتضاعفت نسبة مشاركة المرأة في سوق العمل من 17% إلى 31.8% متجاوزة بذلك مستهدف الرؤية لعام 2030 للوصول إلى نسبة 30%.
في الإطار قالت رانيا أبو سعود (مهتمة بقضايا تمكين المرأة)، إن المملكة قامت مؤخرا بقفزات مهمة لتمكين الشباب، ووضع بصمتهم في كل المجالات داخل المملكة وخارجها، وأعطت المرأة حق المساواة مع الرجل، بما في ذلك المشاركة في محطة الفضاء.
ثقة القيادة في دور المرأة
وترى أبو سعودي في حديثها لـ"سبوتنيك"، أن الخطوة الأخيرة تعد واحدة من عدة خطوات وتحركات قامت بها القيادات العليا بتوجيه من خادم الحرمين الشريفين وولي العهد، وثقتهم بقدرة المرأة، وهو ما عزز كثيرا من ثقتها وإقدامها في كل المجالات، وكذلك ثقة الحلفاء والشركاء والإدارات في مختلف المجالات، للاعتماد عليها بكل ثقة لتتواجد كعضو أساسي وفعال.
بصورة عامة تنظر النساء في المملكة للخطوات والقفزات التي تحققت بعين الرضا، وهو ما تشير إليه أبو سعود بأن المرأة السعودية تواجدت منذ مدة ليست بالقليلة في كل القطاعات، ومنها التقني والتكنولوجي، حيث دعمت المملكة المرأة منذ سنوات، لتكون خريجة لكل التخصصات الصعب منها قبل السهل. لافتة إلى أن المملكة كانت تخطط لإعداد جيل متكامل لتحقيق رؤية 2030، لتكون مستعدة لكل مشاريع المملكة الجديدة بكل جاهزية.
ترى أبو سعود أن الحكومة السعودية برؤية شابة وطموحة لإعداد جيل يعتمد عليه في تحقيق الرؤية، ونجاح ما بعدها من رؤى مستقبلية، وأنها تعلم بأن وجود جانب المرأة القوية هو مزيج من القوة ورؤية الأمور، بكل الزوايا لمواجهة ومواكبة كل الثقافات في العالم.
مؤشرات مهمة
في مطلع العام 2023 أعلنت الخطوط الحديدة السعودية، تخريج 32 سيدة لقيادة قطار الحرمين في تجربة هي الأولى من نوعها في المملكة.
وقالت في حسابها على "تويتر": "32 قائدة سعودية ينطلقن بأقصى سرعة لتحقيق حلمهن الكبير في قيادة أحد أسرع قطارات العالم ليكنّ بذلك أولى دفعات قائدات قطار الحرمين السريع".
كما بلغ معدل المشاركة الاقتصادية للإناث السعوديات من 15 سنة فما فوق 33.5% بنهاية 2020.
وبلغت نسبة النساء في المناصب الإدارية المتوسطة والعليا 30% في القطاعين العام والخاص خلال العام الماضي 2020. كما أظهرت المؤشرات ارتفاع نسبة النساء السعوديات في الخدمة المدنية إلى 41.02 % بنهاية 2020، حسب إحصاءات رسمية.
الكاتبة السعودية المهتمة بشؤون تميكن المرأة في السعودية، لماء البراهيم، تقول إن المملكة اهتمت بدور المرأة في عجلة التنمية بصورة كبيرة، وهو ما تضمنته رؤية 2030.
في وقت سابق أطلقت الهيئة برنامج المملكة لرواد الفضاء، ضمن حزمة متكاملة بهدف تأهيل كوادر سعودية متمرسة لخوض رحلات فضائية والمشاركة في التجارب العلمية والأبحاث الدولية والمهام المستقبلية المتعلقة بالفضاء، والمساهمة في رفع مكانة المملكة والمساهمة في تحقيق أهداف رؤية المملكة 2030.
في حديثها لـ"سبوتنيك"، ترى البراهيم أن المرأة السعودية أثبتت جدارتها في جميع المجالات التي دخلتها، بما فيها مجال صناعة الفضاء، وتقنية الأقمار الصناعية، عبر العديد من التخصصات ذات العلاقة.
ولفتت إلى أن المركز الوطني لتقنية الأقمار الصناعية بمدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية، افتتح قسما نسائيا منذ عام 2011م، وفر فيه بيئة عمل مناسبة للإناث تكفل لهن فرصة المشاركة الفاعلة في المشاريع المقامة في المركز وتوفير الفرص التدريبية المناسبة وتنمية المهارات الأساسية في البحث والتحليل وحل المشكلات.
كما يتيح لمركز للباحثات فرصاً متميزة من خلال التعاون القائم بين المركز وجهات عالمية رائدة، وجامعات محلية لإتاحة فرص تدريبية والبحوث والدراسات.
تشير البراهيم إلى أن العديد من الفرص الواعدة في المجال في انتظار المرأة، خاصة أنه بحاجة للتوطين، وان ذلك يبدأ من الاهتمام بعلوم الفضاء في مناهج التعليم العام والاستفادة من الخريجات بالتخصصات ذات العلاقة بالفضاء وتدريبهن ومن ثم تمكينهن، بحسب البراهيم.
فاطمة المزيني المعنية بشؤون المرأة في المملكة، تشير في حديثها لـ"سبوتنيك"، أن الخطوة جاءت كتتويج لسلسلة القرارات الشجاعة التي اتخذتها الحكومة السعودية للعناية بالمرأة و تمكينها من كافة فرص التعليم والعمل في شتى المجالات.
سقف الطموحات
وحققت المرأة السعودية العديد من الخطوات في الأعوام الأخيرة، لكن المزيني تشير إلى أن دخول المملكة لمجال الفضاء بالذات يعد مؤشرا على ارتفاع سقف طموحات القيادة السعودية التي دعمت الشباب من كلا الجنسين، للمساهمة في المشاريع العلمية والتقنية.
ترى المزيني أن دعم المرأة السعودية لدخول المجال في هذا التوقيت تحديدا، هو حسم تام لكل الجدليات التي تثار بشأن التمكين وتصدير لصورة إيجابية عن القدرات والمهارات العلمية لدى السعوديات، اللواتي أثبتن في سنوات قليلة جدارة عالية وحصلن على مراكز عالمية في مجالات متعددة.
وكان العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز قد أصدر قرارًا تاريخيًا يسمح للمرأة بالقيادة في 24 يونيو/حزيران 2018. وسمح حينها بإصدار رخص قيادة للسيارات للنساء في السعودية، واعتماد تطبيق أحكام نظام المرور ولائحته التنفيذية في المملكة، بما فيها إصدار رخص القيادة، على الذكور والإناث، على حد سواء.