ووجد تقرير أصدره البنك، يوم الخميس الماضي، أن أرصدة بطاقات الائتمان زادت بأكثر من 60 مليار دولار على مدى الأشهر الثلاثة، المنتهية في شهر ديسمبر/ كانون الأول 2022، ما رفع المبلغ الإجمالي لديون بطاقات الائتمان الأمريكية إلى أعلى مستوى له على الإطلاق، عند 986 مليار دولار، والذي يتجاوز الرقم القياسي السابق البالغ 927 مليار دولار، والذي تم تحديده في الربع الأخير من عام 2019.
كما كشف تقرير الفيدرالي الأمريكي أن إجمالي ديون الأسر الأمريكية وصل إلى مستوى قياسي، بلغ 16.9 تريليون دولار، خلال الربع الرابع، بزيادة قدرها 394 مليار دولار، أو 2.4%، عن فترة الأشهر الثلاثة السابقة، وكان "نصيب الأسد" من الدين يُعزى إلى الرهون العقارية.
كما أظهر التقرير أن أرصدة بطاقات الائتمان لا تتضخم عند مستويات قياسية فحسب، بل إن حالات التأخر في السداد آخذة في الارتفاع أيضا.
ووفقا لبنك الاحتياطي الفيدرالي، فإنه في نهاية عام 2022، كان هناك 18.3 مليون مقترض متأخرين عن سداد ديون بطاقات الائتمان، مقارنة بـ15.8 مليون مقترض متأخر بنهاية عام 2019.
وقال باحثو بنك الاحتياطي الفيدرالي في نيويورك، إن المقترضين الأصغر سنا على وجه الخصوص، ممن هم في العشرينيات والثلاثينيات من العمر، يكافحون من أجل سداد مدفوعات قروض السيارات وبطاقات الائتمان.
يقول مستشار الأبحاث الاقتصادية في بنك الاحتياطي الفيدرالي في نيويورك، ويلبرت فان دير كلاو، في بيان له، إن "ديون بطاقات الائتمان القياسية تدق ناقوس الخطر بشأن صحة المقترضين الأمريكيين، على الرغم من ازدهار سوق العمل، الذي يضم أدنى معدل بطالة منذ أكثر من 50 عاما".
ويضيف فان دير كلاو:
"على الرغم من أن معدلات البطالة المنخفضة تاريخيا أبقت الوضع المالي للمستهلك قويا بشكل عام، إلا أن الأسعار المرتفعة بشكل عنيد، وارتفاع أسعار الفائدة، قد يكون بمثابة اختبار لقدرة بعض المقترضين على سداد ديونهم".
ويشير تيد روسمان، كبير المحللين في موقع "Bankrate.com"، الذي يركز على صناعة بطاقات الائتمان، إلى أنه "سابقا قد لا يكون لدى الكثير من الأشخاص دخل كاف لدعم النفقات اليومية، لذا فهم يعتمدون على بطاقة الائتمان، وهنا يتحول الأمر إلى حلقة مستمرة من الديون، لسوء الحظ".
وفي وقت سابق من الشهر الجاري، فرض بنك الاحتياطي الفيدرالي، أحدث حلقة في سلسلة من الزيادات في تكلفة الاقتراض، في ظل محاولته خفض ارتفاع الأسعار، عن طريق إبطاء الاقتصاد وخنق الطلب، وفقا لشبكة "إيه بي سي" الأمريكية.
وانخفض التضخم في أمريكا بشكل كبير من ذروة فصل الصيف الماضي، ولكنه أكثر من ثلاثة أضعاف هدف الاحتياطي الفيدرالي، البالغ 2%.