تم إجراء البحث الجديد في مختبر البروفيسور داني جيبسون، مع طالب الدكتوراه تومر بابو من كلية الصيدلة في الجامعة العبرية، وشمل التعاون مع مختبرات البحث في إسرائيل وألمانيا والنمسا وإيطاليا، بحسب موقع "والا" العبري.
أظهر الباحثون لأول مرة أنه يمكنهم إنشاء جزيء يحتوي على البلاتين والذهب لعلاج الورم بشكل فعال.
نشأت فكرة الجمع بين البلاتين والذهب من دراسات أظهرت أن الذهب لديه القدرة على أن يكون علاجا إضافيا للسرطان.
يوجد اليوم دواء واحد يعتمد على مشتق من معدن الذهب يسمى Auranofin لعلاج التهاب المفاصل الروماتويدي.
البحث عن بديل للعلاج الكيميائي
سيتلقى حوالي ثلث المصابين بالسرطان علاجا كيميائيا يجمع بين الأدوية المختلفة. الهدف من العلاج الكيميائي هو القضاء على الخلايا السرطانية، وذلك بشكل أساسي من خلال إتلاف قدرتها على الانقسام.
بينما ثبت أن العلاج الكيميائي فعال للغاية في علاج مجموعة متنوعة من السرطانات، إلا أن له آثارا جانبية شديدة، ويفضل بعض المرضى التوقف عن العلاج في المنتصف.
اليوم، في ترسانة العلاج الكيميائي، هناك ثلاثة عقاقير تعتمد على معدن البلاتين، كان أولها "سيسبلاتين"، الذي تمت الموافقة على استخدامه في عام 1978 وأحدث ثورة في علاج السرطان. وأهم مثال على ذلك هو زيادة معدل البقاء على قيد الحياة من سرطان الخصية من 10 إلى 90 في المائة.
تتمثل الصعوبة الرئيسية لهذه الأدوية في أنها لا تُعطى إلا عن طريق الحقن في المستشفيات، مع آثار جانبية شديدة يعاني منها المرضى مثل الغثيان والقيء.
في مختبر البروفيسور جيبسون، تخضع هذه الأدوية البلاتينية لتغيير كيميائي يجعلها أكثر استقرارا في الجسم، مما يسمح بتناولها عن طريق الفم ويمكن أن يوفر وقت الوصول إلى المستشفيات وعمليات نقل الدم.
أظهر التركيب الكيميائي الذي ابتكره الباحثون بجزيء الذهب ميزة كبيرة في الخلايا السرطانية مقارنة بالبلاتين أو الذهب وحده، وحتى مزيج من المعادن عندما لا تكون مرتبطة برابطة كيميائية.
في تجربة أخرى أجروها، تمكنوا من إظهار أن مزيج المعادن يزيد من فرص بقاء الفئران المصابة بسرطان الرئة، ويقلل من السمية مقارنة بمجموعات التحكم. على الرغم من أنها معادن ثقيلة، إلا أن الجمع بينها أدى إلى انخفاض تراكم البلاتين والذهب في أعضاء مهمة مثل الكبد والكلى.
يؤدي الاكتشاف الجديد إلى الترويج للعلاجات الكيميائية البديلة التي ستكون أكثر فاعلية مع آثار جانبية أقل والمرضى الذين سيكونون قادرين على تناول الأدوية في المنزل دون الحاجة للذهاب إلى المستشفيات.