وأعلن البيت الأبيض، اليوم الاثنين، أن بايدن ناقش مع زيلنسكي دعم واشنطن والتزامها بضمان سيادة ووحدة أراضي أوكرانيا.
وتعليقًا على زيارة بايدن لأوكرانيا، قال الخبير الاستراتيجي، وسيم بزي، إن
"زيارة الرئيس الأمريكي جو بايدن لـ"كييف" هي خطوة إضافية من "سياسة الفولكلور الأمريكية" المعتمدة أخيرا في أوكرانيا، وقوامها التضخيم من الخطوات التي تعتمد الصورة والحركة والإعلام".
وبحسب الخبير الاستراتيجي، فإن "زيارة بايدن والخطوات الأخرى التي تقوم بها واشنطن والغرب تهدف لـ"التغطية على المأزق الذي وصلت إليه الاستراتيجية الأمريكية في أوكرانيا من جهة، وعدم وجود سياسات بديلة في المدى المنظور، سوى سياسة الهروب إلى الأمام، وتوريط الحلفاء بمزيد من التسليح والانخراط، فيما تجني أمريكا الثمار وحيدة، وتستنزف خزائن الأوروبيين، وتدفع بمجتمعاتهم إلى مآزق إضافية كل يوم".
واعتمد الغرب في الأزمة الأوكرانية على استخدام زيلينسكي كأداة لتحقيق أهداف واشنطن باستخدام الساحة الأوكرانية في مواجهات مع روسيا، وهو ما يوضحه الخبير الاستراتيجي بأن "زيلينسكي هو ورقة تفقد بريقها رويدا رويدا، و"شماعة" يستخدمها الأمريكي، ويفرضها أمر واقع على الحكومات الأوروبية".
في الفترة الأخيرة، خرجت العديد من فضائح الفساد في أوكرانيا للعلن، وأصبحت سوقا سوداء لتجارة السلاح الذي يقدمه الغرب"، وهو ما يشير إليه الخبير الاستراتيجي بأن" فضائح الفساد المستشري، وسوق السلاح السوداء في أوكرانيا، والتقدم المُطرد للجيش الروسي، واقتراب سقوط باخموت ذات المعنى التحولي في مجرى "العمليات على الأرض"، كلها عوامل فرضت على بايدن، رفع مستوى الإيثار عبر زيارته شخصيا لكييف".
وتابع لافتا إلى أن "تعاظم مأزق بايدن الداخلي، وتراجع زخم الدفع بمزيد من مليارات المال والسلاح، في ظل التوازنات الجديدة في الكونغرس، وبدأ تململ الرأي العام، والناخب الأمريكي، خاصة إذا ما كان ينوي بايدن الترشح للانتخابات".
حاول الغرب بقيادة واشنطن لفترة طويلة نفي انخراطهم في الأزمة وأنهم ليسوا طرفا فيها، فيما يشدد الخبير على أن "أوكرانيا كانت منذ البداية مسرحا لحرب أرادتها وقررتها أميركا والناتو، سبيلا لضرب وتفكيك وحدة وتماسكها القومي".
ولفت الخبير إلى أن الطرف الأمريكي يدرك الآن أن روسيا قد استوعبت دروس "العملية العسكرية"، وأعادت تدوير قدراتها بمرونة تتيح تحقيق الأهداف، واستعادت المبادرة، وعادت يدها هي العليا في الميدان.
وقال الخبير الاستراتيجي إن
"روسيا في موقع الهجوم على طول خط المواجهة، والأهم أن الكثير من قوتها الضاربة لا زالت خارج الاختبار وعلى رأسها سلاح الجو. كما أن مصانعها أكثر انخراطا مع متطلبات الميدان، في حين أن مخازن الذخيرة والسلاح في دول الناتو شبه خاوية".
وتابع: "الأهم أن الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، حوّل واقعه في الميدان، من مُستنزف إلى مستنزِفٍ، وعامل الزمن هنا، قد يكون أهم أركان النصر القادم لروسيا، والهزيمة الحتمية لأمريكا وحلفائها".
وأعلن الرئيس الأمريكي، جو بايدن، خلال زيارته إلى كييف، التي وصفتها وسائل الإعلام الغربية "بالمفاجئة"، عن تزويد أوكرانيا بدعم عسكري جديد، يشمل ذخيرة مدفعية وأنظمة مضادة للدروع ورادارات مراقبة جوية، مشيرًا إلى أن هذه المساعدات سيعلن عنها خلال أيام.
وقال بايدن، بحسب بيان صادر عن "البيت الأبيض": "أنا في كييف اليوم للقاء الرئيس زيلينسكي وإعادة تأكيد التزامنا الثابت والراسخ بديمقراطية أوكرانيا وسيادتها وسلامة أراضيها".