خبير لبناني: زيارة بايدن إلى كييف تؤكد سوء التقدير الاستراتيجي الغربي لمواجهة روسيا

زيارة الرئيس الأمريكي جو بايدن إلى كييف للقاء الرئيس الأوكراني فلاديمير زيلينسكي، 20 فبراير 2023
كشفت الزيارة التي أجراها الرئيس الأمريكي جو بايدن، إلى العاصمة الأوكرانية كييف، اليوم الاثنين، أهداف الجانب الأمريكي بإطالة أمد الأزمة في أوكرانيا، وكذلك التغطية على المأزق الذي وقع فيه الغرب بقيادة واشنطن، من خلال انخراطهه المباشر في مواجهة روسيا.
Sputnik
وأعلن البيت الأبيض، اليوم الاثنين، أن بايدن ناقش مع الرئيس الأوكراني فلاديمير زيلنسكي، خلال زيارته إلى كييف، اليوم الاثنين، دعم واشنطن والتزامها بضمان سيادة ووحدة أراضي أوكرانيا.
يقول الخبير اللبناني المتخصص في الشؤون الدولية، محمد سعيد الرز، إن "الحرب" التي تقودها واشنطن والغرب ضد روسيا عبر استخدام النظام الأوكراني كأداة لم تأت بالنتائج التي كانت تريدها أمريكا، وأن الغرب وقع في مغبة سوء تقديره الاستراتيجي لمواجهة روسيا على هذا النحو الواسع".
خبير استراتيجي: زيارة بايدن إلى أوكرانيا لتوريط الأوروبيين أكثر واستنزاف خزائنهم
ففي حديثه لـ"سبوتنيك"، يؤكد الخبير اللبناني، أن "الانتصارات المتتالية التي حققها الجيش الروسي على الأرض، هي ما دفعت بايدن لزيارة كييف".
ويرى الرز أنه

"في حين أن الغرب لم يستفد من دروس الحرب العالمية الأولى والثانية، إذ قام على إثرها الاتحاد السوفيتي، وبسبب هذا الخطأ الاستراتيجي الأطلسي، يمكن أن نترقب نهوض روسيا الاتحادية، بعد حسم معركة أوكرانيا، الأمر الذي سوف يظهر عمليا من الذي سيحكم العالم بعد تصدع الإمبراطورية الأمريكية".

نجاح العملية العسكرية الروسية الخاصة في أوكرانيا، وعدم قدرة الغرب بقيادة واشنطن الفترة الماضية، وعبر استخدام النظام الأوكراني، على وقف أهداف العملية، كلها أسباب دفعت بالرئيس الأمريكي للقيام بالزيارة، في محاولة منه للتغطية على الواقع والخطأ الذي وقع فيه، وهو ما يعززه سعيد الرز بقوله:

"لو لم يكن هناك واقع يفيد بأن نتائج "العملية" في أوكرانيا حتى الآن وفي المدى المنظور لمصلحة روسيا، وأهدافها في تحرير إقليم دونيتسك من النازيين الجدد، لما اندفعت أمريكا ومعها حلف الأطلسي في التضامن مع زيلينسكي والجيش الأوكراني".

حاول الإعلام الغربي والعديد من المسؤولين على مدار الأشهر الماضية الترويج لإشاعات بعدم تحقيق العملية العسكرية لأهدافها أو بانتصار استراتيجية الغرب، وهنا يوضح الخبير محمد سعيد الرز قائلا: "لقد أشاعت البروباغندا الأمريكية والأوروبية عن هزيمة روسيا الفترة الماضية، ثم وجدنا أن فرنسا وألمانيا تسارعان لإمداد أوكرانيا بدبابات نوعية بطلب أمريكي مباشر، وبعد استغاثات متتالية من الرئيس الأوكراني، ثم جاءت زيارة بايدن إلى كييف، لتؤكد عكس الإدعاءات الغربية".
وتابع مشددا: "لو كانت روسيا ضعيفة كما أشاعوا، لما اضطروا إلى هذه الإجراءات، لكن الواقع على الأرض يدحض هذه الادعاءات مع التقدم المهم للقوات الروسية نحو "باخموت" الاستراتيجية لتحريرها خلال أيام".
بايدن: الولايات المتحدة وحلفاؤها تعهدوا بتقديم نحو 700 دبابة وآلاف المركبات المدرعة
فخلال الزيارة التي قام بها للعاصمة الأوكرانية كييف، صرح الرئيس الأمريكي جو بايدن معلقاعلى الوضع في كييف: إن أياما وأشهرا وسنوات صعبة تنتظر أوكرانيا.
وقال بايدن في مؤتمر صحفي مع الرئيس الأوكراني فلاديمير زيلينسكي: "نعلم أنه ستكون هناك أيام وأسابيع وسنوات صعبة".
وفي وقت سابق من اليوم الاثنين، أفادت وسائل الإعلام الأوكرانية أن بايدن يوجد في العاصمة الأوكرانية كييف في زيارة مفاجئة، إذ وصل إليها على متن قطار، وذكرت الأنباء أن زيلينسكي استقبله في كاتدرائية القديس ميخائيل في كييف.
يشار إلى أن زيارة بايدن إلى أوكرانيا، تم تنظيمها سرا لأسباب أمنية.
مناقشة