جاء الإعلان على لسان رئيس الوزراء الجزائري أيمن بن عبد الرحمن في كلمة نيابة عن الرئيس عبد المجيد تبون، خلال القمة الـ 36 لرؤساء دول وحكومات الاتحاد الأفريقي، حسب وكالة الأنباء الجزائرية الرسمية.
حسب رئيس الوزراء الجزائري: "قررت الجزائر ضخ مليار دولار لصالح الوكالة الجزائرية للتعاون الدولي، من أجل التضامن والتنمية لتمويل مشاريع تنموية في الدول الأفريقية، لا سيما منها تلك التي تكتسي طابعا اندماجيا أو تلك التي من شأنها المساهمة في دفع عجلة التنمية في القارة".
خبراء جزائريون يرون في حديثهم لـ"سبوتنيك"، أن الخطوة تمثل أهمية كبرى من حيث دعم الاستقرار والتزام الجزائر بتعهداتها ودعمها للتنمية في القارة.
تحركات مكثفة
في الفترة الأخيرة كثفت الجزائر من زيارة وزرائها للعديد من الدول الأفريقية، ووقعت بعض الاتفاقيات، وعززت حضورها بشكل أكبر عما مضى، في ظل تنافس إقليمي ودولي تجاه القارة.
قال الأكاديمي الجزائري إدريس عطية، إن ما أعلنه الرئيس الجزائري يؤكد وفاء بلاده بالتزاماتها تجاه القارة الأفريقية بعد عامين من إنشاء "الوكالة" من أجل التنمية.
يرى الأكاديمي الجزائري في حديثه لـ"سبوتنيك"، أن الخطوة تؤكد قناعة بلاده بعمقها الأفريقي وعزمها على ترقية الاستثمار وتعزيز مشروعات التنمية في القارة.
ودعت الجزائر الدول الأفريقية أكثر من مرة لإعادة ترتيب أولوياتها بما فيها العلاقة مع القوى خارج القارة الأفريقية، خاصة بعد أن بذلت الكثير من الجهد لفتح السفارات في العديد من العواصم الأفريقية.
مكافحة الإرهاب
تنتشر في منطقة غرب ووسط أفريقيا العديد من الجماعات الإرهابية، خاصة منطقة الساحل والصحراء، الأمر الذي يفرض ضرورة تكثيف الجهود والتعاون، خاصة بعد انسحاب القوات الفرنسية من العديد من الدول هناك.
ويشدد الأكاديمي الجزائري إدريس عطية، على أن الجزائر تسعى لمكافحة الإرهاب من خلال هياكل الاتحاد الأفريقي، وكذلك المطالبة بمقعد دائم في مجلس الأمن، وكذلك طرد الكيانات من من أفريقيا وفي مقدمتها "إسرائيل"، حسب قوله.
في فبراير/ شباط 2020، تأسست الوكالة الجزائرية للتعاون الدولي من أجل التضامن والتنمية، وهي هيئة تابعة لرئاسة الجمهورية بشكل مباشر، وتعمل على تنفيذ سياسة التعاون الدولي للجزائر في المجالات الاقتصادية والثقافية والاجتماعية، ويعول عليها بشكل كبير في تنفيذ الاستراتيجيات الجزائرية في الإطار الذي تعمل فيه.
أهداف الاتحاد الأفريقي
يواجه الاتحاد الأفريقي العديد من المصاعب، خاصة الاقتصادية في ظل الوضع الراهن، وتفشي الفقر والبطالة والإرهاب في عديد الدول، ما يجعل أي مبادرة لمنح مالية تساعد في تحقيق بعض الأهداف التنموية، حسب الخبراء.
في الإطار قال المحلل السياسي الجزائري سليمان إعراج، إن الخطوة تهدف لدعم أهداف الاتحاد الأفريقي، وأن بلاده تمد يد العون لدول القارة بهدف دعم استقرار المنطقة.
وبشأن الدول المستهدفة من الدعم، أوضح المحلل السياسي في حديثه لـ"سبوتنيك"، أن الجزائر دولة مانحة، وأن الأمر قد يتوقف على الطلبات التي تتقدم بها الدول، على أن الآلية في مرحلة لاحقة.
وفي منتصف العام الماضي 2022، أعلن وزير الطاقة الجزائري محمد عرقاب، أن بلاده وقعت مذكرة تفاهم مع نيجيريا والنيجر لمدّ خط أنابيب للغاز الطبيعي عبر الصحراء.
وكانت الدول الأفريقية الثلاث قد اتفقت في يونيو/حزيران 2022 على إعادة تفعيل محادثات خاصة بالمشروع ذاته كانت قد بدأت قبل عقود. وقد يمثل المشروع فرصة لأوروبا من أجل تنويع مصادرها من الغاز.