وقال ممثل وكالة "سبوتنيك"، الصحفي وائل مجدي، خلال مداخلته، إن صحافة الروبوت والذكاء الاصطناعي أصبحت واقعا ملموسا لا يمكن تجاهله، أو التقليل من أهميته، بل تعد تحديا حقيقيا للمؤسسات الإعلامية المختلفة، في وقت تشير فيه الدراسات إلى أنها قد تحل محل 12% من وظائف قطاع الصحافة والإعلام في الوقت الراهن.
وأضاف أن هذه التقنيات الحديثة أثارت مخاوف العاملين في حقل الصحافة والإعلام حول إمكانية أن تحل هذه الخوارزميات محلهم في العمل بالمستقبل، بيد أن الواقع يشير إلى ضرورة أن يكون هناك تكامل ما بين الصحفيين البشرين وصحافة الروبوت في بيئة العمل، حيث لن يكون بمقدور الأخيرة أن تدير عملا صحفيا بمعزل عن التدخل البشري.
وأوضح أن صحافة الروبوت ستترك مساحة أكبر للصحفيين البشريين للتركيز في الحقول التي تحتاج إلى شرح وتحليل، وتتولى هي تلك المهام المتعلقة بالأرقام، وإعداد التقارير التي تعتمد على الأخبار والمعلومات، دون التطرق إلى الجوانب الإنسانية والاجتماعية، حيث أصبح يقع على عاتق البشر في هذه المهنة تنمية مهاراتهم للصحافة التحليلية التي تحتاج لعمق أكبر وتحليل أكثر، وهو عمل لا يمكن للروبوت القيام به.
وفيما يتعلق بإمكانية تطوير عمل الروبوت الصحفي في حقل الصحافة والإعلام بالمستقبل، قال وائل مجدي إن هناك ضرورة ملحة لتلافي السلبيات التي ظهرت بعد استخدام هذه التقنيات الحديثة، أهمها انتهاك حقوق النشر والتأليف ومصادر البيانات التي تنقلها، وكذلك تعزيز سيطرة وسائل الإعلام ذات العائد المادي الكبير في مواجهة الصحف الصغيرة التي لا تملك المال اللازم للحصول على هذه التقنيات.
كما شدد على ضرورة خلق بيئة تشريعية وقانونية لتنظيم عمل هذه التقنيات، بما يخدم الجميع بدون تحيز أو تفريق، وبما يضمن استفادة الجميع بها، وهو الأمر الذي يتطلب كذلك إعادة تدريب وتأهيل الصحفيين البشريين للتعامل مع هذه التقنيات الحديثة، والتي سيثري استخدامها العمل الصحفي.