وأدت الهزات التي يتعرض لها لبنان إلى حدوث تصدعات في عدد من الأبنية القديمة في طرابلس، وباتت تنذر بضرورة إخلاء سكان المناطق المتضررة لمنازلهم، لا سيما في ظل عجز السلطات المعنية على تدعيم المباني القديمة، بسبب عدم وجود الميزانيات المالية المطلوبة، بحسب ما أعلن سابقًا رئيس بلدية طرابلس أحمد قمر الدين.
وإزاء المشهد المقلق بطرابلس، باشرت نقابة المهندسين بالتعاون مع البلدية وعدد من جمعيات المجتمع المدني، إلى إجراء مسح شامل للمدينة، للوقوف على آثار الضرر الذي أصاب عددًا من المباني، على أن يتم لاحقا رفع تقرير شامل عن عمليات المسح، بهدف إيجاد التمويل اللازم لعمليات التدعيم.
وقال الدكتور في الهندسة الإنشائية والجيوتقنية وعضو مجلس نقابة المهندسين صفوان شهال إن "المبادرة من المفتي محمد إمام وقد تم تشكيل لجنة من نقابة المهندسين ومن بلدية طرابلس والجامعة اللبنانية وفيها من بعض جمعيات المجتمع المدني في المدينة، وهذه اللجنة طعمناها بمجموعة من الأخصائيين".
يعيش سكان مدينة طرابلس شمالي لبنان حالة قلق متزايدة، نتيجة الهزات الارتدادية المتتالية التي أصابت المدينة مؤخرا بعدما ضرب الزلزال المدمر في تركيا وسوريا.
© Sputnik . Zahraa Al Amir
وأشار في حديثه لـ"سبوتنيك" إلى أنه "تم توزيع استمارات على أهالي طرابلس، وانتشرت هذه الاستمارات في كل طرابلس لتبيان المباني المتضررة، ولدينا بحدود 280 مبنى متضرر حسب الاستمارات التي تم تعبئتها والأكيد أن هناك المزيد من المباني المتضررة".
ولفت شهال إلى أنه "حسب المسح الأولي فإن هناك حوالي ال 400 مبنى متضرر وبحسب رئيس البلدية، كذلك يوجد حوالي 20 مبنى آيل للسقوط ولا نعلم أي لحظة ينهار أي مبنى".
كما أوضح أنه "حاليًا نسعى للبدء بالمسح الشامل ابتداءً من نهار الإثنين وسنعمل على خطين، الخط الأول أن نقوم بمسح شامل وقسمنا طرابلس إلى أقسام كل قسم سيستلمها فريق هندسي مكون من مختص ومعه مهندسين أقل خبرة منه، وسنمسح كل طرابلس من الناحية العمرانية ومتانة الأبنية الموجودة فيها، وبنفس الوقت سنختار الأبنية الأشد تضررا لإصدار التقرير الملف التشخيصي".
وذكر أنه تم إنشاء صندوق لطرابلس بعد اجتماع مع نواب المنطقة ومنه سيتم تمويل هذه التقارير، ومن هذا الصندوق أيضًا سوف يتم تأمين مساكن للسكان الذين خرجوا من منازلهم نتيجة أن المباني الساكنين فيها آيلة للسقوط"؟
يعيش سكان مدينة طرابلس شمالي لبنان حالة قلق متزايدة، نتيجة الهزات الارتدادية المتتالية التي أصابت المدينة مؤخرا بعدما ضرب الزلزال المدمر في تركيا وسوريا.
© Sputnik . Zahraa Al Amir
إلى ذلك اعتبر شهال أن "هناك مباني أصلًا إنشائيا ليست متينة في طرابلس وأتت الهزة وفضحت المستور، وقد أثرت الهزات بالمياني، هناك مباني تأثرت بالهزة الأولى ومباني تضررت بالهزة الثانية التي حصلت منذ يومين".
وبالنسبة للتكلفة فأوضح شهال أنه "لا يمكن تحديد التكلفة إلا حين الإنتهاء من المسح الشامل، ولكن لا شك أن التكلفة تقدر بعشرات ملايين الدولارات، لدينا 400 مبنى متضرر و20 مبنى آيل للسقوط والعدد يتراكم يومًا بعد يوم"، مضيفًا "نريد تدعيم المباني الأكثر تضررًا وبنفس الوقت تأمين مساكن بديلة للسكان لحين ترميم منازلهم".
هذا وقد تم تكليف وزير الداخلية في حكومة تصريف الأعمال بسام المولوي من قبل حكومة تصريف الأعمال بالتواصل مع البلديات لإجراء مسح للمباني المتصدعة في مختلف المناطق اللبنانية بشكل رسمي.