بغداد– سبوتنيك. واعتبر الناطق باسم جهاز مكافحة الإرهاب في العراق، صباح النعمان، في تصريحات لـ"سبوتنيك"، أن الهجمات الأخيرة "هي مجرد رسائل من التنظيم الإرهابي لكسب ود من الداخل والدعم والتمويل من الخارج".
وقال النعمان إن "تنظيم داعش [الإرهابي المحظور في روسيا وعدد كبير من الدول]، لجأ إلى حرب العصابات ومحاولة القيام بعمليات استنزاف للقوات الأمنية وبالتالي حرب العصابات هي حرب صعبة وتكون عملياتها سريعة ومباغتة وتتطلب من القوات الأمنية أن تكون على استعداد عالي وجهد استخباري".
وأضاف: "منطقة الطارمية منطقة زراعية وهذه المنطقة تمتد إلى أطراف ديالى من جهة، وإلى مناطق صلاح الدين وبالتالي هذه مناطق مفتوحة ومن المناطق التي يسهل فيها اختفاء العدو وبالتالي يلجأ داعش للقيام بهذه العمليات في هذه المناطق لغاية إثبات وجود أولا وللكسب الإعلامي بأنه موجود وأيضا محاولة كسب تعاطف القاعدة الشعبية التي فقدها بعد دحره وهزيمته في العراق".
وتابع: "أغلب عمليات داعش هي رسائل إلى من يعتقد أنهم ممكن أن يعودون إلى مناصرته والتصديق بما يسمى دولة الخلافة ومنها أيضا رسائل إلى الخارج بان التنظيم موجود في العراق وبالتالي ممكن أن يكسب الدعم من الخارج بعد أن فقده من الداخل".
وأكد أنه "يحتاج من القوات الأمنية استمرار عمليات الملاحقة وعمليات الضغط والتفتيش وهذا ما تقوم به القوات الأمنية وفي كل فترة يكون هناك عمليات تفتيش في هذه المناطق، ولكن تبقى هي عمليات كر وفر ونحن دائما نقول إن الإرهاب لن ينتهي ولكن ممكن أن يضعف بدرجة كبيرة".
وبين النعمان أن "الحرب ضد التنظيمات الإرهابية يجب أن تمتاز بتغيير التكتيكات وتغيير الأساليب، والحرب حاليا هي حرب استخبارية أكثر من أن تكون حرب مكانية لأن داعش المتواجد هو ليس قوات كبيرة ومعلومة الأماكن بل هي مجموعات أو مفارز عصابات متفرقة لا تتجاوز 4 أو 5 عناصر في مناطق بعيدة عن المدن".
وأضاف: "تستغل فرصة فيما لو كانت هناك غفلة من القوات الأمنية أو كان هناك ضعف في التنسيق الأمني أو ضعف في القطعات العسكرية الموجودة في منطقة ما ويقوم بهذه العمليات، ولكن هل يستطيع داعش أن يبقى في منطقة ويثبت نفسه فيها ويتحكم بمصيرها كما كان في السابق بالتأكيد هذا الأمر مستحيل".
وعن أعداد "داعش" في العراق حاليا، أوضح الناطق باسم جهاز مكافحة الإرهاب في العراق "ليس لدينا إحصائية محددة، لكن أستطيع القول إن أفراد التنظيم حاليا في العراق جميعهم عراقيون بعد أن تم قطع السبيل أو قتل ممن كان من جنسيات غير عراقية، وأيضا ضبط الحدود العراقية مع دول الجوار وأيضا الدبلوماسية للحكومة العراقية التي استطاعت أن تكسب ثقة المحيط الإقليمي والدولي وأيضا الانتصار الكبير على داعش كل هذا عزز ثقة العالم بالعراق وبدأ العالم ينسق مع العراق في مجال الاستخباري".
وتابع: "جميع عناصر داعش في العراق هم من العراقيين ويتحركون في مناطقهم المحلية وليس كما كان يجري سابقا أن يتحرك الإرهابيون من الموصل إلى صلاح الدين أو إلى كركوك أو إلى ديالى، جميعهم من نفس المناطق وبالتالي هناك تنسيق بين القوات الأمنية وسكان هذه المناطق لتعزيز الجهد الاستخباري".
وبشأن ما إذا كان لدى جهاز مكافحة الإرهاب العراقي معلومات عن الزعيم الجديد للتنظيم الإرهابي، قال النعمان: "توجد لدينا معلومات في الجهاز لكن ليس من الصواب أن نكشفها حاليا. لدينا اسمه الكامل وقد يكون هو اسم حركي والمعلومات العامة هو نفسه الذي يسمى القرشي الهاشمي، وهذا دائما زعماء التنظيم يجب أن يكون قرشي، اسمه موجود وكنيته موجودة وبالتالي لدينا تنسيق وعمل على متابعة تحركاته".
وأوضح أن "التنظيم حاليا اختلف بتسمية زعيم التنظيم عن ما كان سابقا وهو الآن بدأ يخشى من الإفصاح عنه بعد مقتل أخر 3 زعماء له في غضون عامين بعد أبو بكر البغدادي، وهو يحاول حاليا أن يذكر أكثر من اسم وأيضا هناك اختلاف من جانب ما يسمى [مجلس شورى المجاهدين] على التسمية حيث لا يوجد إجماع كامل على تسمية هذا الشخص وإنما هناك اختلاف مع أسماء أخرى".
وأعلن العراق، في كانون الأول/ديسمبر 2017، تحرير كامل أراضيه من قبضة تنظيم "داعش" بعد نحو 3 سنوات ونصف من المواجهات مع التنظيم الإرهابي الذي احتل نحو ثلث البلاد، معلنا إقامة ما أسماها "الخلافة الإسلامية".