لبنان... قطاع التعليم الرسمي يترنح على وقع إضراب الأساتذة

يدخل إضراب الأساتذة في المدارس الرسمية في لبنان أسبوعه الثامن وسط أزمة اقتصادية حادة تشهدها البلاد أدت إلى خسارة الليرة اللبنانية أكثر من 90% من قيمتها أمام الدولار الأمريكي.
Sputnik
وعلى غرار كافة القطاعات، يعاني القطاع التربوي من أزمة حادة بعد تآكل قيمة الرواتب والأجور للعاملين في هذا القطاع فيما يعيش عشرات آلاف الطلاب والطالبات قلقًا بالغ الخطورة على مستقبلهم في ظل الإضراب المتواصل للأساتذة والمعلمين للمطالبة بدفع مستحقاتهم وحوافز وعدوا بها.

هروب المعلمين

تقول الطالبة في المدرسة الرسمية بكالوريا قسم ثاني، سميرة جاويش، لـ"سبوتنيك"، "بعد عطلة رأس السنة تعلمنا أسبوع واحد فقط وبعد ذلك بدأ الإضراب ونحن الآن نأخذ حصتين فقط لمواد علمية أما باقي المواد فلم نتعلم منها أي شيء"، لافتة إلى أن هذا الأمر سيؤثر عليهم خصوصًا أن الامتحانات الرسمية على الأبواب.
من جهته يقول رئيس رابطة التعليم الأساسي حسين جواد لـ"سبوتنيك" إن الانهيار وقع في الجسم التربوي.
وأشار إلى أن "الأساتذة والمعلمين أينما وجدوا أبواب لترك الوظيفة والهجرة يتركون التعليم، والبعض منهم قدم طلبات استيداع وهي عبارة عن مسألة قانونية يتوقف فيها عن عمله لفترة سنة أو سنتين لتقييم الأمور والبعض يغادر البلد من دون إذن، هناك حالات كبيرة من الهجرة وحالات كثيرة من أساتذة ومعلمين كانوا متعاقدين تركوا التعاقد وقد خلق لدينا مشكلة جديدة وهي أننا نعوض بأساتذة ومعلمين على حساب صندوق المدرسة كأشخاص يستعان بهم لهذه السنة وأيضا نوظف أشخاص تنقصهم الكفاءة والخبرة وهذا يؤثر على المستوى التعليمي".
التعليم في خطر... إضراب تحذيري لمعلمي المدارس الخاصة في لبنان

شروط العودة

ولفت جواد إلى أن "مطالبنا قسمناها على مرحلتين مرحلة سريعة من خلالها سنعود للتعليم في المدارس وتتعلق بإعطاء 5 ليترات بنزين بقرار من مجلس الوزراء الإثنين المقبل إذا حصل، و300 دولار من وزير التربية خلال فترة قصيرة بدل إنتاجية عن المرحلة السابقة من العام الدراسي وبدل إنتاجية عن المرحلة المتبقية من العام الدراسي وهي عبارة عن 4 أشهر، عن كل شهر 125 دولار، وتكون هذه بقرارات واضحة من الوزير وبذلك نكون نطلب من الأساتذة العودة إلى المدرسة".
كما أكد "لن نترك المطلبين الأساسيين مباشرة بعد العودة إلى المدارس، مطلب الاستشفاء بالدرجة الأولى والذي لا تعد كلفته عالية ويقدر بحوالي 55 أو 60 مليون دولار بدل استشفاء وهي ليست للمعلمين فقط بل لكل القطاع العام عبارة عن 320 ألف موظف في القطاع العام، وهذه المسألة برسم الحكومة المطلوب منها تأمين هذا المبلغ مثلما أمنت للكهرباء وللمطامر، فلتؤمن الاستشفاء لربع الشعب اللبناني إذا لم أقل الثلث وتشتري صحتهم ب 60 مليون دولار"، لافتًا إلى أن المطلب الثاني تثبيت سعر صيرفة لرواتب المعلمين وضمن القطاع العام.
إضراب معلمي المدارس الرسمية في لبنان ودعوات لإعطاء التربية والتعليم أولوية

الراتب لا يكفي

إلى ذلك ذكر جواد أن "راتب الأستاذ حوالي 7 مليون ونصف أو 8 ملايين ما يقدر بـ100 دولار، وأساتذة التعليم الأساسي بعد أخذ ثلاثة رواتب الراتب أصبح 8 مليون معدل وسطي للأساتذة يوازي 100 دولار، وأساتذة الثانوي 9 مليون أي ما يوازي ال 120 دولار"، مؤكدًا أن هذا المبلغ لا يكفي لأن الإنسان يريد العيش مع عائلته وأولاده".
وأوضح أنه "رغم كل الدراسات التي تقول أن الأستاذ بحاجة ل 600 و700 دولار ليستطيع أن يعيش حياته بخط الفقر وليس تحت خط الفقر نحن نقول أوصلوا راتبنا إلى ما يقارب الـ400 أو 500 دولار مع كل التقديمات ونحن نقبل أن نكمل هذا العام الدراسي، وعندما يتم انتخاب رئيس وتشكيل حكومة جديدة نذهب إلى المطلب الأساسي الذي هو تصحيح الرواتب بما يتناسب مع نسبة التضخم".
كما شدد على أن ربط العودة إلى العام الدراسي مع 5 ليتر بنزين وبدل الإنتاجية والقرار واضح عن بدل إنتاجية جديدة عبارة عن 125 دولار عن كل شهر.
مناقشة