وجاء في الوثائق التي نشرتها هيئة الإذاعة البريطانية "بي.بي.سي" أن هذه الزيارة جاءت في أثناء نقاشات دولية بعد أربع سنوات من حرب أكتوبر/ تشرين الأول عام 1973، بشأن عقد مؤتمر للسلام في الشرق الأوسط، وكذلك لبحث أزمة اقتصادية يواجهها العالم وكان أبرز تجلياتها ارتفاع معدلات التضخم وأسعار النفط.
وألحّ الملك السعودي وفقا لما جاء في الوثائق على الوزير البريطاني من أجل أن تبذل بريطانيا ما في وسعها للوصول إلى "قرار منصف من جانب القوى التي يمكنها التأثير في الأمور".
وكان الملك يرى أن انسحاب إسرائيل الكامل من كل، وليس بعض، الأراضي العربية التي احتلتها في حرب عام 1967 ضروري.
وقال "أخذ الإسرائيليون فلسطين كلها وأيضا أجزاء من مصر وسوريا، ويجب أن ينسحبوا من الأراضي التي احتلوها بشكل غير قانوني".
وتشير الوثائق إلى أن الوزير البريطاني أراد إعطاء إسرائيل أسبابا قوية للإيمان بأنها سوف تتمتع بالأمن، غير أن الملك رد بنبرة حاسمة، قائلا: "ليس لدى الإسرائيليين ما يخشونه، بل العرب هم الذين لديهم سبب للخوف من العدوان".
وتدخل الأمير سعود الفيصل، وزير الخارجية السعودي الراحل، ليشرح وجهة نظر الملك قائلا إنه يجب "التمييز بين تهديد محتمل، وتهديد واقع"، واصفا "المخاوف" الإسرائيلية بأنها "وهمية مُتخيلة".
ومع ذلك، قال الملك إن السعودية "مستعدة لدراسة أي وسيلة للوصول إلى حل"، وطالب بريطانيا بأنه "لا بد من حل القضية الفلسطينية".
كما تضمنت الوثائق جانبا مهما حول الصراع، حيث التقى أوين مع ولي العهد السعودي الأمير فهد بن عبد العزيز، والأمير سعود الفيصل، كل على حدة. وفي كلا اللقاءين كانت القضية الفلسطينية على رأس قائمة قضايا المباحثات.
وكشف الأمير فهد للوزير البريطاني عن سبب عدم تدخل السعودية المباشر ضد إسرائيل في الصراع بين عامي 1954 و1967. وأشار إلى الصراع الشرس بين مصر بقيادة جمال عبد الناصر والمملكة في تلك الفترة.
وقال "تجنبت السعودية المواجهة المباشرة مع إسرائيل. فالتدخل السعودي الأكبر كان فقط سيعقد الوضع ويزيد من تأجيل الوصول إلى حل".
وصارح ولي العهد السعودي أوين بأن المملكة تقبل فكرة وجود إسرائيل كجزء من الشرق الأوسط رغم أنها لم تعترف بحقوق الفلسطينيين.
وقال الأمير فهد "لا أحد الآن يفكر في محو إسرائيل. إسرائيل دولة موجودة في منطقة الشرق الأوسط"، وفقا للوثائق.