وقال الوزير في تصريحات لـ"سبوتنيك"، اليوم الاثنين، إن هناك تحسن كبير في الدور الذي تقوم به طواقم العمل في ميناء الحديدة وخدمات شحن وتفريغ البضائع، علاوة على أن هناك جهود فاعلة تُبذل من أجل تمكين السفن من الرسو والتفريغ خلال وقت قصير، وتقديم التسهيلات والتكامل بين مختلف المرافق العاملة في الميناء مع الشركات الملاحية.
وأشاد الدرة بجهود قيادة المؤسسة والعاملين في تنشيط ميناء الحديدة، وأعمال الشحن والتفريغ، وتقديم المزيد من الخدمات والتسهيلات للشركات الملاحية، ورجال الأعمال والمستثمرين، لتعزيز دوره في النشاط الاقتصادي والتجاري والاستثماري في المحافظة.
وقال وزير النقل اليمني إنه يجب على القطاع الخاص الاستفادة من التسهيلات التي يقدمها الميناء والامتيازات التي أعلنتها حكومة الإنقاذ ومؤسسة موانئ البحر الأحمر اليمنية والقطاعات العاملة فيها، وبما يسهم في تخفيف الأعباء التي فرضتها دول العدوان برفع الرسوم الجمركية في عدن.
وأكد الدرة على حرص وزارة النقل على تشجيع القطاع الخاص، ومنحه المزايا كافة والتسهيلات، باعتباره شريكا أساسيا في التنمية، مشيرا إلى أن ميناء الحديدة هو المنفذ الرئيسي لأكثر من 70 في المائة من اليمنيين.
ولفت إلى أن النشاط التجاري للميناء سيشهد، خلال الفترة المقبلة، تطورا ملحوظا سيسهم في الارتقاء بمستوى النشاط على جميع الأصعدة.
واعتبر الدرة إعادة فتح ميناء الحديدة أمام جميع السلع والسفن حقا مشروعا للشعب اليمني الذي انتظر هذه الخطوة لسنوات رغم عدم مشروعية وقانونية الحصار على موانئ البحر الأحمر، مبينا أن ميناء الحديدة بدأ يستقبل سفن سلع وبضائع وحاويات لأول مرة منذ فرض الحصار.
أعلنت جماعة "أنصار الله"، مساء السبت الماضي، حدوث انفراجة في اليمن بدخول مختلف أنواع السفن التجارية إلى موانئ محافظة الحديدة في البلاد.
وتعد تلك الانفراجة هي الأولى من نوعها منذ بدء الحرب في اليمن في الخامس والعشرين من مارس/ أذار 2015، حينما استجاب التحالف العربي المكوّن من عدة دول عربية ويعرف باسم "التحالف العربي في اليمن بقيادة السعودية"، لطلب الرئيس اليمني الأسبق عبد ربه منصور هادي، بدعم عملياته ضد جماعة "أنصار الله".
وفي 25 مارس 2015، وتحت مسمى (عملية عاصفة الحزم)، بدأ تنفيذ الضربات الجوية على "أنصار الله" والقوات الموالية للرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح، الذي أطيح به في العام 2011 من خلال الثورة اليمنية، والذي تحالف لاحقا مع "أنصار الله".
ومنذ هذا التاريخ، توقفت حركة السفن في اليمن، حيث كانت "أنصار الله" تعلن بشكل متكرر احتجاز سفن وتأخير أخرى للموانئ اليمنية، ما تسبّب في حدوث أزمات بالوقود وبعض السلع الواردة إلى الشعب اليمني، وذلك كله وسط مساع إقليمية ودولية لاستئناف الهدنة بين الفرقاء اليمنيين في الداخل، والتوصل إلى وقف دائم لإطلاق النار بينهما.
ويشار إلى أن وفد عماني قد زار العاصمة اليمنية صنعاء، الشهر الماضي، وأحدث تقاربا لافتا في وجهات النظر بين "أنصار الله" و"التحالف العربي" بقيادة السعودية، وذلك ضمن مساعي حل الصراع الدائر في اليمن منذ العام 2015.
وتلعب عمان دور وساطة بين السعودية التي تقود التحالف العربي، وجماعة "أنصار الله"، سعيا للتوصل إلى اتفاق لتجديد هدنة الأمم المتحدة التي استمرت في اليمن 6 أشهر منذ مطلع أبريل/ نيسان الماضي، بما يمهد لحل سياسي للصراع الذي يمزق اليمن وتسبب وفق الأمم المتحدة في أسوأ أزمة إنسانية في العالم.
وفي الـ 11 من يناير/ كانون الثاني الماضي، أفاد مصدر مقرب من "أنصار الله" لوكالة "سبوتنيك"، بـ "تمكن الوساطة العمانية من حلحلة نقاط خلافية في الملف الإنساني، ظلت عائقاً أمام تحقيق أي تقدم بما فيها تمديد هدنة الأمم المتحدة".
ومطلع أكتوبر/تشرين الأول الماضي، أعرب المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن هانس غرونبرغ، عن أسفه لعدم توصل الحكومة اليمنية وجماعة "أنصار الله" إلى اتفاق لتمديد وتوسيع هدنة الأمم المتحدة، مؤكداً استمرار جهوده لتحقيق ذلك.
ومن المعروف أن ميناء الحديدة اليمني، المطل على البحر الأحمر، غربي البلاد، يعد البوابة الرئيسية لتدفق الشحنات الغذائية والمساعدات الإنسانية وسفن الوقود إلى البلاد، وقد تعرّض للإغلاق لسنوات طويلة، حيث يحتوي ميناء الحديدة على 8 أرصفة بمساحة برية داخلية تبلغ نحو 3 ملايين متر مربع.
وتسيطر جماعة أنصار الله، منذ أيلول/سبتمبر 2014، على غالبية المحافظات في وسط وشمالي اليمن، بينها العاصمة صنعاء، فيما أطلق تحالف عربي بقيادة السعودية، في 26 مارس 2015، عمليات عسكرية دعماً للجيش اليمني لاستعادة تلك المناطق من قبضة الجماعة.
وأودت الحرب الدائرة في اليمن، بحياة الآلاف، كما ألحقت بالاقتصاد اليمني خسائر تراكمية تقدر بـ 126 مليار دولار، في حين بات نحو 80 في المئة من الشعب اليمني بحاجة إلى مساعدات إنسانية، حسب الأمم المتحدة.
8 سنوات من الحرب في اليمن
© Sputnik