وقال في تصريحات لـ"راديو سبوتنيك": "من المؤكد ومما لا يدع مجالا للشك، أن العراق عاد كلاعب جيوسياسي في تنقية الأجواء بين المتخاصمين، حتى بين إيران والسعودية، وقضية الملف النووي كان "الحاضر الغائب" في كل الاجتماعات، ولدى العراق ملاحظات تسرّع من هذا الاتفاق الذي طال انتظاره".
وجاءت تعليقات العزاوي، ردا على تصريحات وزير الخارجية العراقي، فؤاد حسين، بعد عودته من العاصمة الأمريكية واشنطن، بأن هناك احتمالية أن تلعب العراق دور الوسيط بين أمريكا وإيران في مفاوضات الاتفاق النووي، وأن الولايات المتحدة مستعدة لاستئنافها.
وردا على تصريحات أمريكا بأن "الاتفاق النووي الإيراني لا يمثّل أولوية للبيت الأبيض في الوقت الحالي"، قال "إنها طبيعة لدى الأمريكيين أن يعطوا انطباعا بأنه ليس أولوية ولكنه كذلك، إن القضية المهمة الأكثر من أي وقت مضى هو التعجيل من تلك الاتفاقية، والعالم يدرك أهميتها، خصوصا بعد الأزمة الأوكرانية".
وأردف الباحث السياسي:
"أعتقد أنه ستكون هناك نتائج صادمة، حتى لكل من لم يتوقع أنه ستكون هناك مباحثات حديثة على الطاولة، ذات مخرجات ملموسة وليست ورقية".
وبشأن دور العراق تحديدا في الوساطة بالمفاوضات بين إيران وأمريكا بشأن الاتفاق النووي الإيراني، قال نبيل العزاوي: "حتى هذه اللحظة لم يتم الاتفاق على شكل هذه المباحثات وآلياتها وانعقادها، ولكن المسرّب هو أنه ستكون هناك لقاءات وسطية، خاصة وأن العراق يلعب دور الوساطة مع الجانب الأمريكي، ومن الممكن أن يكون هناك دور فاعل للكثير ممن سيدخلون على خط المفاوضات، ومن بينهم طهران".
وختم الباحث السياسي حديثه قائلا إن "الاتفاق النووي الإيراني قد يميّه الكثير من الأمور التي كانت موجودة طيلة هذه الفترة، وكل الأطراف ترغب في حله، بعد أن تم تضييع العديد من الفرص، لكن هذه المرة الكل متمسك بالفرصة الأخيرة، وإن لم يتم ترجمتها إلى حلول، ستكون هناك خطورة عليه، ولكن بتقديري هناك ضوء في نهاية النفق يمكن أن نشهده خلال الفترة القليلة القادمة".
وتعثرت المحادثات الهادفة إلى إحياء الاتفاق النووي، الموقّع بين إيران من جهة والدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي، بالإضافة إلى ألمانيا من جهة أخرى، بسبب عدم اتفاق الولايات المتحدة وإيران على النص النهائي للاتفاق الذي قدمه الوسيط الأوروبي.
وتطالب إيران بإغلاق ملف "الادعاءات" للوكالة الدولية للطاقة الذرية، بشأن العثور على آثار مواد نووية في ثلاثة مواقع إيرانية غير معلنة؛ تندرج ضمن مسألة الضمانات، التي تطالب بها طهران لضمان استمرارية الاتفاق.
وانسحبت الولايات المتحدة، في أيار/ مايو 2018، بشكل أحادي من الاتفاق، وأعادت فرض العقوبات الاقتصادية على إيران؛ وردت طهران بالتخلي عن بعض القيود المفروضة على نشاطها النووي، المنصوص عليها في الاتفاق.