عضو مجلس الشعب السوري لـ "سبوتنيك": رفع العقوبات على سوريا وهمي وواشنطن عمقت جراحنا

قدّر البنك الدولي الأضرار المادية المباشرة من الزلزال في تركيا بمبلغ 34.2 مليار دولار، وقد يكون إجمالي تكاليف إعادة الإعمار ضعف هذا المبلغ.
Sputnik
وفيما يتعلق بسوريا، أعد البنك الدولي أيضا تقديرا شاملا سريعا منفصلا للأضرار بعد وقوع الكوارث بغرض تقدير الأضرار المادية المباشرة من أجل مساندة إعداد خارطة طريق للتعافي وإعادة الإعمار، فكيف ستتعافى سوريا من دمار هذا الزلزال ولم تستفق بعد من دمار حرب 12 عاما بعد؟

تأمين السكن المؤقت مهمة صعبة حاليا

تحدّث عضو مجلس الشعب السوري، الدكتور صفوان القربي، لوكالة "سبوتنيك" عن الوضع الكارثي في سوريا ما بعد حادثة الزلزال، وقال لنا:
"إنّ الزلزال زاد وجعا على وجع جديد، فنحن ما زلنا تحت وطأة الحرب على سوريا، ربما هذه الحادثة تسببت بهزة أخلاقية، وربما أيقظت الملف السوري وأعادته إلى الواجهة من جديد، حاليا ربما تجاوزنا المرحلة الإغاثية بقسمها الأول، وفتحنا ملفات أخرى أكثر وجعا، أولها الإيواء والإيجارات، والمساكن البديلة، هناك دمار كبير حصل ومنازل غير صالحة للسكن، خاصة في مدينة حلب وجبلة واللاذقية، ولدينا لجان السلامة الفنية للكشف على هذه الأبنية، نحن أمام مهمة صعبة لتأمين السكن المؤقّت، لكن هناك الكثير من الفعاليات الشعبية التي تحمّلت على عاتقها دفع معونة سكن لمدة أشهر للمتضررين، ولدينا للأسف مخالفين، وارتفاع في أسعار العقارات والإيجارات، لأنّ الحاجة فرضت الأرقام الجديدة، لهذا نحتاج إلى قراءة أسرع وأنشط وأكبر للحالة السورية".
لافروف وبيدرسن يبحثان حشد المساعدات الدولية لتجاوز تداعيات الزلزال في سوريا

وأشار الدكتور القربي إلى أنه "حاليا لا يمكن فصل دمار الحرب عن دمار الزلزال، هناك شرائح متعبة بالطرفين، لأن رؤية إعادة الإعمار يجب أن تكون موحدة، ويجب وضع قاعدة بيانات للمتضررين وحصرها وترتيبها بشكل فوري، وهنا تدخل أهمية الشركات الحكومية والخاصة في هذه المهمة، ولا بد من إنجاز مخططات تنظيمية بيئية تناسب الحالة العمرانية لما بعد الزلزال".

ونوّه القربي إلى أن "هناك بعض المشاريع السكنية لوزارة الإسكان والأوقاف وهناك محاولات لاستقبال المتضررين فيها، ومنها في الضواحي بالشيخ سعيد، لكنها بعيدة جدا جغرافيا، وللأسف تبقى الحلول الإسعافية متعثرة، لأننا نحتاج لأموال وهذا ملف طويل الأمد يحتاج إلى خبرات وتخصصات ودعم وجهد دولي وعربي، ودعم الاقتصاد الذي يصطدم بالحصار والتضييق والعقوبات التي منعت حصول سوريا على تقنيات حديثة تسرع عملية بناء المنازل، ولم تفرج على الأموال السورية المجمدة في الخارج التي نحن بأمس الحاجة إليها".

رفع العقوبات على سوريا وهمي

وأكد القربي أنّ "رفع العقوبات وهمي وإعلامي فقط، لذلك هي حتما تعيق إيجاد حلول عاجلة، ربما التعويض المادي حاليا أسهل وسيلة، وبالطبع غرف الصناعة والتجارة في حلب تقدم مساعدة سكن إغاثية، لكن نحتاج الصين وروسيا ودول الجوار بعيدا عن الإجراءات البطيئة الإيقاع، ووضع أطر تنفيذية سريعة، نحتاج إلى ديناميكية، خاصة وأنه لا يوجد وثائق ثبوتية لدى المتضررين، حاليا ننتظر الخطة الوطنية لما بعد الزلزال لأن الحكومة تقول إنها أنجزتها، ونحن سنناقشها في مجلس الشعب بكل جرأة ومسؤولية مع تقديرنا لحراجة الموقف".

العراق يتحرك للتفاوض مع تركيا وإيران وسوريا بعد تراجع غير مسبوق لمياه نهري دجلة والفرات

حرب 12 عاما عمقت الكارثة

وعن الخطة العاجلة التي قد تؤمن سكنات للمتضررين في ظل الوضع الاقتصادي الحرج الذي تعيشه البلاد، قال الدكتور القربي:

"ربما التعويض المادي حاليا هو الحل الأسرع والأسهل، هناك بعض الجهات المحلية وأخص بالذكر هنا لغرفة التجارة والصناعة التي تقدم مساعدات سكنات إغاثية فورية بمعدل 2 مليون سوري دفعة أولية وهناك تعهد بزيادة هذا الرقم ليشمل إسكان بدل إيجار لمدة عام كامل، ولكن نحن نحتاج إلى جهد أشمل وأعم وخارطة طريق واضحة للسكن البديل وللتعويض النهائي عن السكن للذين تدمّرت بيوتهم، لابد من تأطير هذه الجهود الداخلية والخارجية".

وأكد القربي أن "بلاده اليوم، بحاجة إلى خبرات نوعية خارجية وشركات متخصصة في البناء السريع، نحن نتطلع إلى روسيا والصين وإيران، لأن لديهم خبرات فنية وشركات متخصصة بهذا الاتجاه، نتمنى أن نرى جهدا في التواصل بين سوريا وهذه الدول لتقديم خبراتهم على أن يكون هذا الأمر بشكل سريع بعيدا عن البيروقراطية والمراسلات التي اعتدنا أن تكون بطيئة الإيقاع".

كارثة قد تكون مقدمة لنشاط حكومي

وأوضح القربي أن "كارثة الزلزال قد تكون مقدمة لنشاط حكومي إداري ونشاط أصدقاء يضعون أطرا سريعة تخفف التعب المتواصل في سوريا تحت عدة مسميات".
وأشار إلى أن "المتضررين فقدوا أوراقهم الثبوتية، ولهذا نحن بحاجة إلى ديناميكية أكثر وجهد حكومي، الآن مؤسسات المجتمع الأهلي والمدني يقومون بترميم وتحمل العبء الأكبر، نحن في وضع متعب ولهذا أؤكّد على تكاتف الجهود الدولية وهبة الأصدقاء والإخوة العرب خصوصا".

واشنطن تعمّق جراح السوريين

وفي سؤالنا له عن التقديرات المالية التي تحتاجها سوريا لتجاوز هذا الدمار وإعادة إعمار المساكن للمتضررين، قال الدكتور القربي:
"حقيقة لم نصل إلى الآن إلى مسح كامل، نحتاج إلى بعض الوقت، لدينا خلط بين وجع الحرب ودمار ما بعد الزلزال، نحتاج إلى رؤية دولية جديدة وربما يكون مدخل مهم للتعافي المبكر عبر القرارات الدولية بالمساعدات عبر الحدود والخطوط، تبقى الإعاقة الأمريكية فعليا ومعنويا هي عائق كبير جدا، لذلك يمكن لضغط الأصدقاء والعرب خاصة على أمريكا لإعادة تعديل مواقفها فيما يخص الدولة السورية، لأنّ واشنطن تحاول تعميق جراحنا واستثمار الزلزال بشكل سيئ للضغط أكثر على سوريا والشعب السوري ولازال الاستغلال سيّد الموقف".
واختتم المتحدث حواره معنا بآمل رؤية مقاربة دولية جديدة للمجتمع الدولي للنظر للحالة السورية وبتفاؤل بالحراك العربي وبالحراك الصديق على أمل الوصول إلى تفاهمات.
صوّت... هل تتوقع عودة سوريا قريبا إلى جامعة الدول العربية؟

مبادرة سورية لترميم منازل المتضررين

وبادرت مؤسسة رجال الأعمال السوريين والعرب بإنشاء وحدات سكنية للمتضررين الذين فقدوا منازلهم وبقوا دون مأوى أو مسكن.
عن هذه المبادرة، قال نائب مدير مؤسسة رجال الأعمال السوريين والعرب، الأستاذ عامر ديب، لوكالة "سبوتنيك":
"إن فاجعة الزلزال كان لها الأثر العميق في نفوسنا، تم تكليفنا بشكل رسمي بترميم منازل المتضررين وبناء مساكن لهم، ولن يكون هذا العمل مجرد عمل طوعي أو خيري، فنحن في ظل أزمة ستمتد تبعاتها إلى سنوات، فالإمكانات المتاحة هنا غير مهيّأة لمواجهة الزلازل، وبالتالي قمنا بدراسة مع الجهات الرسمية للتحضير لإطلاق مبادرة لترميم المنازل وإسكان المتضررين من الزلزال".
وأوضح ديب بأنه "سيتم إطلاق المبادرة عن طريق صندوق دعم من خلال الأموال التي ترصد لترميم المنازل أو لإعادة بناءها، بالإضافة إلى تشكيل فرق طوعية بالتعاون مع نقابة المهندسين للكشف على المنازل أو اعتماد تقرير في المدن المنكوبة".
ونوّه المتحدث إلى أن "الصندوق يقدم عملين من خلال الدعم العيني يكون من خلال شركات سورية أو في الوطن العربي من خلال تقديم مشروع ترميم على حسابهم الشخصي ويتم ذلك بكتاب رسمي موجه للمؤسسة ضمن هذه المبادرة، ونحن نضعه داخل الصندوق كتقديم عيني".
وأشار إلى أنه "اليوم نعمل على هذه المبادرة ضمن خطة تنموية اقتصادية، وتكون المعالجة على المدى الطويل والقصير، ونسعى أن نكون جزء من الحل لنخفف على أبناء وطننا، ولا نغفل جهد المؤسسات الإغاثية والدهم المقدم من الدول العربية وروسيا والصين وإيران وكل هذا التضامن مع سوريا والشعب السوري يخفف من الكارثة".
مناقشة