راديو

لأول مرة منذ ست سنوات: الأمين العام للأمم المتحدة في بغداد... دلالات الزيارة وتوقيتها

وصل الأمين العام للأمم المتّحدة أنطونيو غوتيريش إلى بغداد الثلاثاء في زيارة هي الأولى له إلى العراق منذ ستّ سنوات وسيسعى خلالها إلى "دعم جهود" السلام في هذا البلد.
Sputnik
وعبر الأمين العام لدى وصوله إلى العاصمة العراقية عن سعادته الغامرةً بالعودة إلى بغداد.
وأضاف بحسب بيان نشره مكتبه أنّ "هذه زيارة تضامن، مع الشعب والمؤسّسات الديموقراطية في العراق، قائلًا: إن التضامن معناه أن الأمم المتّحدة ملتزمة تماما بدعم توطيد مؤسّسات البلاد.
وناشد الأمين العام للأمم المتحدة العراقيين بضرورة الخروج من دائرة عدم الاستقرار.
وقال غوتيريش، في مؤتمر صحافي مشترك مع رئيس الحكومة العراقية محمد شياع السوداني بعد جلسة مباحثات مشتركة ، إن الأمم المتحدة تدعم خطوات الحكومة العراقية في برامجها الإصلاحية، ومعالجة الفساد، وتحسين الخدمات، وخلق فرص لعمل الشباب، مشيرًا إلى أن هذه التغييرات تتطلب وقتاً.
وأضاف: غوتيريش أنه ناقش الخطوات الإيجابية بين الحكومة الاتحادية وحكومة كردستان للوصول إلى اتفاق مستدام، وكذلك الأمن المائي للعراق ، وقلة تدفق المياه إلى نهري دجلة والفرات الذي وصفه بأنه يشكل تهديداً يتطلب دعماً عالمياً، من خلال مشاركة العراق في مؤتمر المياه الذي سيعقد الشهر الحالي.
وزار غوتيريش الخميس مخيّماً للنازحين في شمال العراق، قبل أن يتوجّه إلى أربيل حيث سيلتقي ممثّلين عن حكومة إقليم كردستان.
وتعود آخر زيارة لغوتيريش إلى العراق إلى ربيع 2017.
من جانبه قال جاسم الغرابي الكاتب والمحلل السياسي العراقي: إن الزيارة مدفوعة من الولايات المتحدة لإثبات أن العراق فاعل أساسي في المنطقة ويستطيع ملء الفراغ الاقتصادي الناجم عن العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا على صعيد تصدير الطاقة، مشيرا إلى أن العراق مصدر مهم من مصادر الطاقة فهي ثاني أكبر احتياطي نفطي، والولايات المتحدة تريد للعراق ولاء اقتصاديا أحاديًا للغرب الأوربي والأمريكي.
وأشار الغرابي إلى أن النازحين ورقة تستخدمها الطبقة السياسية لأغراض انتخابية، لافتا إلى أن الأمم المتحدة تريد أن تنهي هذا الملف وإن كان تحركها تجاه هذا الملف جاء متأخرًا، فلم تتحرك حين كانت داعش تجتاح أجزاء من العراق وهو ما أوجد هذه المشكلة، مشكلة النازحين.
وأما د.غازي فيصل الدبلوماسي العراقي السابق فقال: إن زيارة الأمين العام للأمم المتحدة الحالية للعراق تهدف لمواصلة عمل اللجنة الأممية المعروفة باسم يوناني التي تشكلت بعيد الغزو الأمريكي للإشراف على التحول الديمقراطي في العراق.
وأضاف فيصل أن هناك ملفات ساخنة بين حكومة المركز في بغداد والسلطة الاتحادية في أربيل، مشيرا إلى أن زيارة غوتيريش لأربيل بعد بغداد تأتي لتسوية هذه الملفات فضلا عن الأزمة بين الأحزاب السنية والإطار التنسيقي التي تتعلق بالمغيبين قسرا دون وجود معلومات واضحة عنهم، وكذلك جرف الصخر التي تتحكم فيها إيران وتغير من ديمغرافيتها، وكذلك مشكلة النازحين.
واستبعد فيصل أن تكون الزيارة لوساطة عراقية ما بين إيران والقوى الكبرى بخصوص الملف النووي لأن تلك القوى لديها قنوات اتصال موجودة بالفعل بينها وبين إيران ولا تحتاج لوساطة عراقية.
- وأما محمود الشناوي مدير تحرير وكالة أنباء الشرق الأوسط المتخصص بالشأن العراقي فقال: إن هذا الشهر مارس/ آذار من هذا العام يكتمل عشرون عاما على سقوط نظام حكم صدام حسين لافتا إلى ان للتوقيت دلالته هنا.
وأشار الشناوي إلى أن الأمم المتحدة يمكنها أن تقدم للعراق الكثير، على صعيد تسوية أزمات مثل اللاجئين والنازحين والمشاكل السياسية الأخرى مما يؤهل العراق لأن يخرج من دائرة عدم الاستقرار كما أشار غوتيريش.
مناقشة